ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم هاجر شيزاف – لماذا يعد هذا انجازا للمستوطنين وبماذا تختلف افيتار؟

هآرتس – بقلم هاجر شيزاف – 29/6/2021

” اذا تم تنفيذ الخطة التي بلورها غانتس وشكيد فان البؤرة الاستيطانية ستتحول الى مستوطنة ثابتة. ومصادر مطلعة على المفاوضات قالت إن بينيت لم يكن يرغب بصور للاخلاء “.

بعد بضعة اسابيع من التوتر حول البؤرة الاستيطانية غير القانونية افيتار، اعلن اليوم سكانها بأنهم يوافقون على اقتراح الحل الوسط الذي دفعه قدما وزير الدفاع بني غانتس ووزيرة الداخلية اييلت شكيد. حسب هذه الخطة التي قال عنها رئيس الحكومة نفتالي بينيت بأنها ما زالت غير نهائية، فان المستوطنين سيغادرون البؤرة حتى نهاية الاسبوع القادم، لكن المباني التي قاموا ببنائها ستبقى قائمة وسيقام في المكان موقع عسكري. صورة موازية، الدولة ستفحص وضع الارض التي اقيمت عليها البؤرة وهل هي تعود حقا للفلسطينيين، أو أنه يمكن اعتبارها اراضي دولة واستئناف الاستيطان في المكان. ايضا تم الاتفاق على اقامة مؤسسة تعليمية في المكان، رغم أنه حسب اقوال مصادر سياسية سيكون فعل ذلك فقط بعد أن تتضح مكانة الارض.

لماذا خطة الحل الوسط تعتبر انجاز للمستوطنين؟

هذه الخطة تفتح المجال أمام شرعنة البؤرة الاستيطانية التي اقامها المستوطنون على مسؤوليتهم وخلافا للقانون. من خلال وضعهم الحقائق على الارض فقد دفعوا الادارة المدنية الى أن تفحص مكانة الارض، وهي عملية كان يمكن أن يتم تأجيلها لسنوات كثيرة. اقامة مدرسة دينية في المكان ستخلق فعليا مستوطنة ثابتة، واذا تقرر في النهاية شرعنة البؤرة فهي ستتحول الى مستوطنة عادية. على أي حال، حسب الخطة سيكون هناك حضور عسكري ثابت في المكان، ومن أقاموا البؤرة الاستيطانية يعتبرون هذا انجاز لأن الحديث بالنسبة لهم يدور عن وجود يهود.

حاجيت عوفران من حركة “السلام الآن” ذكرت عدد من المستوطنات التي ولدت نتيجة حلول وسط بين المستوطنين والدولة. هكذا سمح للمستوطنين الذين تم اخلاءهم من سبسطيا بالاستيطان في معسكر كدوميم. وبعد ذلك خرجوا من حدودنا واقاموا مستوطنة بنفس الاسم. مثال آخر هو البؤرة الاستيطانية جفعات اساف التي اقيمت كخيمة عزاء في اعقاب قتل اساف هيرشكوفيتس في عملية قرب عوفرا. المستوطنون تم السماح لهم بالبقاء في المكان الى حين انتهاء اسبوع الحداد، بعد ذلك بقيت البؤرة في مكانها.

المتحدثون في افيتار في الحقيقة ارادوا التوضيح بأنه بالنسبة لهم الحديث يدور عن حل وسط مؤلم، ازاء تصميم غانتس على اخلاءها. ولكن من الواضح للجميع أنه بالنسبة لهم هذا يعتبر انجاز، ويبدو أن الامور استهدفت تقليل الضرر الذي وقع على غانتس في اعقاب الحل الوسط. 

السؤال المطروح الآن هو هل هذه الخطة يمكن تنفيذها. لأن الارض التي اقيمت عليها البؤرة لا تعتبر اراضي دولة، لا يمكن البناء فيها بصورة قانونية. المستوطنون قالوا إنه بسبب أن مدرسة الاتفاق الدينية هي مؤسسة عسكرية فانه يمكن اقامتها في المكان بواسطة أمر وضع اليد من قبل قائد المنطقة الوسطى. سؤال آخر هو هل غانتس سيواصل دعم الخطة. 

كيف ولدت بؤرة افيتار الاستيطانية؟

قبل شهرين كانت البؤرة هي مجرد تلة فارغة قرب قرية بيتا الفلسطينية، المحاطة بأشجار الزيتون لسكان القرى الفلسطينية المجاورة. في المكان كان في السابق موقع عسكري. ومنذ العام 2013 كانت هناك عدة محاولات لاقامة بؤرة في المكان، لكن في كل مرة تم اخلاء المباني في فترة قصيرة نسبيا. المستوطنون صعدوا الى الارض في بداية شهر أيار، بعد قتل يهودا غويتا في عملية اطلاق نار في مفترق زعترة. 

ما الذي يقف من وراء خطة المصالحة؟

جهاز الامن اراد اخلاء البؤرة الاستيطانية من سكانها من اجل التخفيف من العبء على القوات المطلوبة لحماية المستوطنين، ومن المواجهة مع سكان قرية بيتا القريبة، الذين شكلوا “وحدات ازعاج ليلية” واحرقوا اطارات كثيرة وابهروا عيون سكان البؤرة بشعاع الليزر وساروا في المنطقة وهم يحملون المشاعل بهدف جعل المستوطنين يغادرون. على هذه الخلفية تم تعزيز القطاع فقط في الاسبوع الماضي بفصيلين. 

قرار الامتناع عن اخلاء البؤرة هو قرار المستوى السياسي. ومصادر مطلعة على المفاوضات حول الخطة تعتبر أن المصالحة جاءت نتيجة ضغوط سياسية. “بينيت لم يرغب في أن يكون هناك صور للاخلاء”، قالت المصادر. 

بماذا تختلف افيتار عن أي بؤرة استيطانية اخرى؟

يوجد عدد من نماذج البؤر الاستيطانية. أولا، البؤر الاستيطانية الاكثر قدما التي يسمونها في اليمين “الاستيطان الشاب”. معظم هذه البؤر الاستيطانية اقيمت في نهاية التسعينيات وبداية سنوات الالفين. وعدد منها يوجد الآن في عملية الشرعنة، سواء كأحياء في مستوطنات قائمة حتى لو لم يكن هناك تواصل جغرافي بينها، أو كمستوطنات مستقلة. البؤر الاستيطانية التي يمكن شرعنتها هي التي توجد على اراضي تعتبر اراضي دولة أو على “اراضي تسوية”، التي لم تفحص الدولة مكانتها بعد، لكنها تعتقد أنه ربما يكون بالامكان اعتبارها اراضي دولة. 

في السنوات الاخيرة ينتشر بشكل كبير نموذج بؤر المزارع الاستيطانية، التي تقوم على عائلة واحدة، عدد من الشباب العاملين في المزرعة وعدد من قطعان الاغنام والابقار. افضلية هذه البؤر، حسب وجهة نظر المستوطنين، هي أنهم يضعون يدهم على ارض واسعة بواسطة الرعي ولا تحتاج الى تواجد الكثير من السكان. هذا النوع من البؤر الاستيطانية يتماهي مع حركة “امانة” برئاسة زئيف حيفر (زمبيش).

في موازاة ذلك، هناك بؤر استيطانية متماهية مع شبيبة التلال، التي تعتبر بالنسبة للمستوطنين غير مؤسساتية ومتطرفة جدا. هذه تتم اقامتها احيانا بشكل متعمد على اراضي خاصة أو في مناطق ب، التي صلاحية التخطيط فيها هي للسلطة الفلسطينية. هذه البؤر المقامة بشكل عام على مبان مؤقتة وهي غير مدعومة من قبل حركة ممأسسة، يتم اخلاءها على الاغلب خلال فترة قصيرة، يعودون مرة اخرى الى اقامة بؤرة استيطانية وهكذا دواليك.

افيتار برزت بالاساس بسبب حجمها. بمساعدة تمويل جماعي وبمساعدة متبرعين مجهولين، اقام المستوطنون بسرعة منازل اسمنتية وطرق مما جعلها اكثر استقرار وثبات من البؤر الاستيطانية الاخرى. وحصلوا على الدعم من رئيس المجلس الاقليمي شومرون، يوسي دغان، الذي له تأثير كبير في النظام السياسي.

كم هو عدد البؤر الاستيطانية القائمة ولماذا لا تقوم الدولة باخلائها؟

حسب حركة “السلام الآن” يوجد الآن 135 بؤرة استيطانية مقابل 132 مستوطنة منظمة. وقد اقيمت خلافا للقانون وصدر ضد عدد كبير منها اوامر هدم ما زالت قائمة، لكن الدولة لا تنفذها. وعندما تم سؤال الادارة المدنية عن ذلك قالوا دائما بأنها تعمل “حسب سلم اولويات”. عمليا، اخلاء البؤر الاستيطانية اعتبر موضوع حساس، والمستوى السياسي فضل على الاغلب تجنبه. 

مع مرور الوقت وبهدوء نسبي تمت شرعنة 21 بؤرة استيطانية، 18 منها كأحياء في مستوطنات قائمة. وردا على التماسات ضد بؤر استيطانية اخرى اعلنت الدولة أنها تنوي شرعنة مكانتها. مع ذلك، احيانا تواجه عملية الشرعنة صعوبات، مثلما حدث مع البؤرة الاستيطانية افيغيل التي طريق الوصول اليها تمر باراضي خاصة فلسطينية. أو مستوطنة متسبيه كرميم التي اقيمت على اراضي خاصة والدولة حاولت بدون نجاح شرعنتها بواسطة “اجراء السوق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى