ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم هاجر شيزاف – بؤرة افيتار بنيت بسرعة وسكانها يعتقدون بأن الاخلاء بعيد

هآرتس – بقلم هاجر شيزاف – 18/6/2021

” رغم انه كان من شأنهم أن يتم اخلاءهم من البؤرة الاستيطانية في بداية هذا الأسبوع، إلا أنهم في افيتار يرفضون اعداد انفسهم لاحتمالية أن يضطروا للمغادرة: يكفي أن يعارض شخص من الائتلاف كي لا يتم تمرير الاخلاء “.

عوفرا ويديديا افراتي وصلتا امس (الخميس) لفحص بيتهما الجديد في بؤرة افيتار الاستيطانية، التي ما زالت في مراحل البناء. الزوجان الشابان، وهما والدين لاربعة أطفال من البؤرة الاستيطانية الوني شيلا استثمرا في المكان 30 الف شيكل. هذا رغم أن البؤرة الاستيطانية أقيمت خلافا للقانون – وتم توزيع أوامر هدم على المباني فيه وهناك امر عسكري يمنع البناء في المكان أو ادخال مواد بناء الى ارضها. فعليا، حسب الامر الأخير الذي اصدر له، يوم الاثنين كان من شأن سكان البؤرة الاستيطانية أن يتم اخلاءهم منها.

بدلا من ذلك يبدو انهم يستقرون اكثر. بعد شهر ونصف على اقامتها، في المكان اصبح هناك روضة أطفال ومدرسة دينية وكشك صغير، وفي البؤرة تم شق طريق وبين المباني علقت لافتات شوارع. “قلنا لانفسنا بأنه في أسوأ الحالات اذا هدموا المكان فان اموالنا التي وضعناها نعتبرها اسهامنا في البناء الحالي هنا”، قالت عوفرا.

عوفرا هي مهندسة معمارية ويديديا هو عامل تركيب بلاط في المطابخ. قرار الانتقال الى افيتار، قالا، نبع من بين أمور أخرى من موقعها. هي ترعرعت في يتسهار ويديديا تربى في غور الأردن، وحسب قولهما دائما حلما في العيش بين المكانين اللذين ترعرعا فيهما. في وقت التحدث معهما كان هناك شاب يضع وشاح ابيض واصل بناء الجزء الداخلي من البيت باستخدام طوب كبير دون توقف.

عندما كنت طفلة وصلت الى جفعوت لبضعة أيام مع والدي من اجل الدعم، وبجيل 16 كان لي ولابناء عمي مجموعة اطلقنا عليها “نقيم مستوطنة”، قالت عوفرا. وحسب قولها، ابنة عمتها أنشأت في النهاية البؤرة الاستيطانية محنيه غادي. جدها مناحيم بليكس، وهو من رؤساء غوش ايمونيم. “جدي وجدتي سألا: كيف تتدبرون امركم هناك؟ قلت لهما بأنهما كما يبدو نسيا ما فعلاه”، قالت بنبرة مضحكة.

لن نقوم بالاخلاء

افيتار أقيمت في بداية شهر أيار، بعد قتل يهودا غويتا في عملية اطلاق نار على مفترق زعترة المجاور. المكان ازدهر بسرعة بدرجة كبيرة في ظل الحرب في غزة واحداث الشغب في إسرائيل، التي أدت ضمن أمور أخرى، الى نقل قوات من الضفة الى المدن المختلطة. بعد وقت قصير على اقامتها وضع جنود لحماية سكان البؤرة يفصلون بينها وبين القرية الفلسطينية القريبة بيتا.

في التوثيق الذي نشر في الصحيفة في الأسبوع الماضي شوهد عدد من الجنود يساعدون في إقامة البؤرة الاستيطانية. فلسطينيون من سكان القرى القريبة يجرون حول البؤرة الاستيطانية مظاهرات ثابتة احتجاجا على اقامتها، والتي كانت تتطور الى مواجهات مع الجيش. أربعة فلسطينيون قتلوا حتى الآن بنار الجيش الإسرائيلي في هذه المظاهرات والمواجهات، اثنان منهم أبناء 15 و16.

رشيت بن شعيا، 17.5 من كدوميم، هي جزء من نواة افيتار التابعة لحركة نحالاه، التي انشات البؤرة الاستيطانية في نسختها الحالية. هي تدرس في معهد لهافاه في كدوميم وفي الأسابيع الأخيرة هي تسافر من وتعود الى البؤرة، الى بيتها، من اجل أن تدرس استعدادا للبغروت. “لقد عملنا سنة كاملة من التحضيرات واللقاءات وقد كانت هنا امسيات نسوية ورحلة للعائلات بهدف زيادة ارتباطنا بالمكان”، قالت رشيت.

رشيت ترفض الاستعداد لاخلاء المكان. “اذا لم يكن هناك خيار وانزلونا من هنا فأنا ببساطة ساعود بعد عشر دقائق”، قالت. في هذه الاثناء هي تقود مجموعة فتيات، البعض منهن من سكان المستوطنات والبعض الآخر يسكن داخل الخط الأخضر، اللواتي يتواجدن في البؤرة لفترات زمنية متغيرة ويساعدنها على الوجود. “أنا اريد أن تعثري على فتيات يقمن بتبييض الحديقة ورفع المخلفات”، قالت لاحداهن. عندما قالت فتاة بأنها تريد العودة الى بيتها، فتاة أخرى صلحتها بسرعة وقالت لها: “بيتك هنا”.

الأرض التي توجد عليها افيتار تعتبر من قبل إسرائيل “أراضي مساحة” – أراضي حسب الإدارة المدنية لم يتضح بعد اذا كانت خاصة أو أراضي دولة. في الثمانينيات بني عليها معسكر للجيش، وفي الأسابيع الأخيرة عرض الباحث في شؤون الضفة، درور ايتكس، من جمعية “كيرم نبوت”، صور جوية تم تصويرها قبل إقامة المعسكر وقال إنه يمكن أن نرى فيها أراضي البؤرة الاستيطانية وقد تمت فلاحتها.

سكان البؤرة الاستيطانية قالوا في المقابل بأنه يوجد لديهم صور جوية فيها لا تشاهد فلاحة للأرض. مسالة الفلاحة حاسمة لأنه حسب قوانين الأراضي في الضفة فان الأراضي التي فلحت لعدة سنوات متواصلة تعتبر أراضي خاصة. من كل جهات البؤرة الاستيطانية هناك حقول أشجار زيتون يفلحها فلسطينيون من القرى في المنطقة.

الجيش يقوم بحمايتنا

يهودا بن دافيد، 24 سنة من كريات اربع، وهو عضو في نحالاه، انتقل الى البيت الذي يعيش فيه مع زوجته في افيتار قبل أسبوعين. “حتى هذا الأسبوع لم يكن هنا مطبخ. الآن حصلنا على ثلاجة كتبرع وعائلة من كدوميم احضرت لنا فرن”، قال. وعلى سؤال هل سكان البؤرة الاستيطانية يخافون من قربهم من القرى الفلسطينية أجاب بن دافيد: “نحن مطمئنين لأنه يوجد الجيش الذي يحمينا”.

هو يعتقد أنه يجب على الدولة أن توفر لهم البنى التحتية. “نحن صهاينة طلائعيون، نذهب الى الجبهة من اجل كل شعب إسرائيل. هل هذا يعني اننا لا نستحق المياه أو الكهرباء؟”، تساءل. “نحن نطلب من الدولة أن توفر لنا وسائل أساسية”. أيضا بن دافيد غير معني بالتحدث عن الوضع الذي فيه سيتم اخلاء البؤرة الاستيطانية. “في حالة كان اخلاء لن يكون عنف. ولكن سيكون هناك مقاومة حازمة”، أوضح بن دافيد.

البؤرة الاستيطانية تحاول منح نفتالي بينيت والحكومة الجديدة عناق دب. وهم يقللون من انتقاد سياسيين من اليمين. “بينيت وطني، ولا يوجد سبب كي يخلينا”، قال بن دافيد. “إضافة الى ذلك، كل واحد في الائتلاف يمكنه معارضة الاخلاء. يكفي أن يعارض احدهم وعندها لن يمر الاخلاء”.

أيضا المتحدث بلسان البؤرة، تسفي سوكوت، مساعد رئيس المجلس الإقليمي شومرون، يوسي دغان، ومؤسس حركة ايمونيم، لديه موقف مشابه. “بني غانتس ويئير لبيد هما اشخاص صهاينة وقيميين ولا يوجد سبب حقيقي لهدم مستوطنة في ارض إسرائيل سوى الاستسلام للارهاب”، قال وأضاف “بينيت كان مدير عام مجلس يشع، ومن الواضح أنني أتوقع منه عدم الهدم”. دغان نقل مؤخرا مكتبه الى البؤرة الاستيطانية وهو يظهر دعمه لها بشكل دائم، الى جانب ترسانة من السياسيين ورؤساء مجالس من اليمين الذين جاءوا الى المكان. في موازاة ذلك قدم أعضاء البؤرة اعتراض على امر الترسيم الذي اصدر لها. “ليس لدينا مؤشر على أنه سيكون غدا اخلاء، نحن لسنا هناك”، قال سوكوت.

يديديا وعوفرا ناقشا مسالة الاخلاء ومقاومته حتى قبل انتقالهما الى بيتهما الجديد. “نحن لسنا مع العنف”، أوضحت عوفرا. ليس لديها توقعات من بينيت، قالت. مع ذلك، حقيقة أن هناك حكومة جديدة، أضاف يديديا، يمكن أن تخدمهم بسبب رغبة أعضائها في منع الشحططة. “يوجد للحكومة الجديدة رغبة ضئيلة في عمل فوضى، لكنني لست متفائلة بشكل خاص فيما يتعلق بافيتار في ظل الكوكبة الحالية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى