ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  نيفا لنير –  مرت ثلاث سنوات وما زال ينقصنا صوت عاموس عوز

هآرتس – بقلم  نيفا لنير – 28/12/2021

” اقوال عاموس عوز الاخيرة كانت في معظمها تلخيص لنهج الصهيونية ودولة اسرائيل. ولمست ايضا، ربما بالاساس، الجرح المفتوح والنازف وهو “النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني” .

اليوم يصادف مرور ثلاث سنوات على وفاة عاموس عوز. صداقتنا كانت من اسس حياتي. وبمعرفتي أن عاموس رد لي ولعائلتي علاقة قربى جيدة ودافئة، فانني اكثر من التفكير به واكثر من العودة الى كتبه. اقوم بقراءتها وافكر به واتذكره واشتاق اليه. ولكن موضوع الامور الواردة هنا هو محاولة للتركيز على صوته الناقص في الواقع الاسرائيلي. منذ وفاته وغيابه من الصراعات السياسية والاجتماعية والثقافية فان عوز الذي كان “الصوت الاسرائيلي” جدا، اصبح الصوت الذي نفتقده، نفتقده جدا.

نحن كنا اصدقاء من بداية السبعينيات. في حينه واجهنا اصدقاء آخرين من اجل اقامة اليسار الذي عارض ضم المناطق وقمع الفلسطينيين والتمييز ضد عرب اسرائيل. كنا شركاء في اقامة اطر سياسية واصدار المجلات. وبعد ذلك حتى كنت شريكة في النشر (كمحررة رئيسية في دار النشر “كيتر”). عوز كان الشريك والصديق الافضل الذي كنت آمل به. في النضالات والصعوبات هو لم يختف ولم يصمت، وقف يدافع عن مبادئه. الصداقة كانت قيمة مهمة من بين هذه المباديء. الآن، وأنا افكر بمكانته ككاتب وانسان، اتذكر أنه سبق وقال وكتب عن ذلك قدر لا بأس به:

“كاتب القرية، الذي يعيش ويعمل في قرية ثار فيها بركان، يفضل أن يكون تلميذ للدكتور انطون شيكوف وليس مدير لمدرسة فيكتورية. أولا وقبل كل شيء، يجب وقف سفك الدماء. بعد ذلك، العمل على استقرار وضع الجرحى. بعد ذلك، بصبر لبضع سنوات، المساعدة على التئام الجراح والندب التي بقيت… من اجل ذلك توجد حاجة الى لطف اخلاقي وليس غضب اخلاقي. هناك حاجة الى التعاطف وليس القاء المواعظ الاخلاقية. وهناك حاجة الى رؤية نسبية معقدة، متسامحة ومليئة بالسخرية، وليس التوارع الجاف، المتعالي والمتجهم. 

“هنا في عيادة القرية للدكتور شيكوف ربما توجد نقطة الالتقاء بين نهجي السياسي وبين عملي الادبي. حتى في رواياتي وقصصي لن تجد أبدا “جيدون مقابل سيئون”، “مجرمون مقابل ضحايا” و”ابطال مقابل اشرار”.

“اذا اجبرتموني على الاجابة بكلمة واحدة عما اتحدث عنه في كل المجلدات التي كتبتها فسأقول: عائلات. واذا سمحتم بكلمتين فسأقول: غير سعيدة. اذا كان لديكم صبر لاكثر من كلمتين فستضطرون الى الجلوس وقراءة قصصي”، هذا هو القليل من الاقوال التي القاها في احتفال منح جائزة “غوتا” في فرانكفورت في 2005 ونشرت في كراسة بعنوان “على منحدرات بركان” (من اصدار “كيتر” في 2006).

اليكم اقتباس من اقواله الاخيرة امام جمهور كبير في جامعة تل ابيب في حزيران 2018، حيث كان عنوانها “الحساب لم ينته بعد، المحاضرة الاخيرة” (“كيتر”، 2019). على غلاف الكتاب الذي نشر بعد موته، المحاضرة تم تصويرها وبثها في التلفزيون، كتب عوز لخص فيها في ساعة واحدة كل فكره السياسي الذي كان يأمل أن يبقيه كارث. الاقوال في معظمها كانت تلخيص لنهج الصهيونية ودولة اسرائيل، ولمست ايضا، ربما بالاساس، الجرح المفتوح والنازف “النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني”، وهل وكيف ومن سيأتي لحله.

“يسألوني من سيكون الزعيم الذي سيفعل هذا؟ أنا لا اعرف… هذه ستكون مفاجأة، ليس فقط لنا ولكم. هذه ستكون مفاجأة للشخص أو هؤلاء الناس انفسهم، مثلما فاجأ بيغن جدا نفسه. فكروا في هذه المفارقة للتاريخ: في 1967 ليفي بن دفورا اشكول، غوردوني تولستياني من كيبوتس دغانيا، محب للسلام تقريبا، نباتي، رجل سلام، وجد نفسه يسيطر على المملكة العربية الاكبر منذ الملك داود والملك سليمان. بعد عشر سنوات، بالضبط عشر سنوات، جاء رئيس بيتار في بولندا، رجل جابوتنسكي، وفكك هذه الامبراطورية من اجل السلام. عندها لا تقولي لي “هذا أمر لا يمكن التراجع عنه”. فقط الموت هو الذي لا يمكن التراجع عنه. ايضا هذا سأفحصه بعد قليل. شخصيا سأفحص ذلك. أنا لا اعرف اذا كنت ساعود لابلاغكم، لكني سأفحص. لا يوجد أمر لا يمكن التراجع عنه. الموضوع هو موضوع زعامة. الموضوع هو أن تقول للناس ما يعرفونه هم في اعماق  قلوبهم. 

عاموس عوز لم يكن فقط أحد كبار الأدباء في اسرائيل، هذا اذا لم يكن اكبرهم، بل هو كان متحدث – محاضر لامع وذكي وحاد، وممتع ايضا. الافضل من بين المتحدثين باللغة العبرية العامية واللغة العبرية الادبية. وقبل ثلاث سنوات كان هو الصوت الذي تفتقده اللغة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى