ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  نيفا لنير – كيف يمكن تجنب “الجولة” القادمة

هآرتس – بقلم  نيفا لنير – 29/11/2021

” السماح باهانة السكان الفلسطينيين والتحكم بهم وقمعهم لم يعد حالة واحدة، بل هو اصبح جزءا حقيقيا في حياتنا “.

النبأ الذي نشر في الاسبوع الماضي والذي يقول بأن رئيس الدولة، اسحق هرتسوغ، سيقوم باشعال الشمعة الاولى في عيد الانوار في الاستيطان اليهودي في الخليل، في الحرم الابراهيمي لزيادة الدقة، هو ذكرى بعيدة، مثل الحدث في العام 1968 الذي فيه قام الحاخام الطلائعي موشيه لفنغر بالاحتفال بعيد الفصح في فندق بارك في الخليل. 

أنا آمل أنه بعد غناء معوز تسور لن يذكر أي أحد من المشاركين في الاحتفال شجاعة مستوطني الخليل دفعة واحدة مع بطولة الحشمونئيم والمكابيين الابطال. وأنه من الخليل لن يحدث أي شر في عيد الانوار الحالي. ولكن اذا اندلعت في الخليل أو في مدن اخرى مواجهات أو مشكلات اكبر فيجب علينا التذكر بأن التطرف والمتطرفين قد اصبحوا يسيطرون ليس فقط في جانب واحد، وهو الجانب الفلسطيني. الاحفاد السياسيون للحاخام ليفنغر يملأون البلاد بطولها وعرضها. وقدرتهم تضخمت وازدادت جدا.

بعد اعمال التخريب الاخيرة في القدس وعلى شاطيء تل ابيب عادت الى حياتنا نقاشات الخبراء حول “ارهاب الافراد” و”اندلاع” واحتمالية انتفاضة اخرى في اعقاب الكشف عن بنية ارهابية تحتية لحماس في المناطق. شخص من اذرع الامن لا يهمس في اذني، وأنا غير محسوب على المقربين، ولكن أنا اعيش هنا منذ سنوات كثيرة، ومنذ حرب الايام الستة أنا تعلمت بعض الامور. الامر الاول من بينها هو أنه طالما لا يوجد فصل بين اسرائيل والفلسطينيين ولا يوجد اتفاق ينظم الحياة بين الكيانين فان الارهاب سيستمر في وجوده، احيانا بموجات عالية واحيانا يضعف وحتى سيبدو أنه قد مات، وبعد ذلك يمكن أن يعود وينفجر.

قبل بضعة ايام شاهدنا فيلم تم تصويره في الليل (في بداية شهر ايلول) في بيت عائلة من الخليل. جنود الجيش الاسرائيلي دخلوا الى أحد البيوت وطلبوا من الأم أن توقظ اولادها وأن تقوم بالباسهم ملابسهم من اجل التقاط “صورة عائلية”، مرحى! كم هذا لطيف!، بعد أن شرحوا لها بأن اولادها “يقومون برشق الحجارة”. كل ذلك حدث بهدوء وبشكل نظيف، حتى أن أحد الجنود قال للاولاد باللغة الانجليزية “قلولوا تشيرز” للكاميرا. 

لا توجد لدي أي فكرة عما خطر ببال الجنود أو ببال الاولاد والأم في تلك اللحظة. أنا اعرف ما شعرت به عندما شاهدت الفيلم الذي تم بثه في التلفاز. ملعون الاحتلال وملعونة المعايير، التي ادخلتها السيطرة على شعب آخر الى اوساط الكثير جدا من المجتمع الاسرائيلي، لا سيما في اوساط معظم سكان المناطق اليهود، وهنا وهناك ايضا الى داخل قوات الامن واحيانا ايضا الى الجيش. السماح باهانة السكان الفلسطينيين والاستخفاف بهم والتحكم بهم، لم يعد مجرد “حالة واحدة”، بل جزء حقيقي في حياتنا. حول هذا الامر يمكن اقتباس قصيدة حامي رودنر “أحد الالهة”: “احد الالهة ينظر من اعلى/ أحد الشياطين يتجول في الاسفل/ الكثير من الناس يعيشون في الاسفل/ بعضهم توجد لديهم مشاكل وبعضهم من العرب/ بعضهم جنرالات وجميعهم جنود/ سياسيون وصحافيون/ يحبون الطعام وتعودوا على الكذب/ أفقهم ضيق وهم رجال صغار/ الآن فجأة يتساءلون/ كيف حدث أن سقطت السماء”.

إن من ما زال يفهم أن الفلسطينيين، حتى في حالة تعبهم وفي ضعفهم، لن يتنازلوا لنا نحن الاسرائيليون عن حياتهم هنا الى جانبنا، مخطيء في خياله الوهمي. فقد سبق لنا ومررنا بهذه الجولة. المرة تلو الاخرى وبشكل متكرر. نعم، اتفاقات اوسلو عالقة. وحتى الآن في الطرفين لا يوجد زعيم كي يلغيها أو يدفعها قدما أو يعرض اتفاق آخر. هكذا، في ظل عدم التقدم نحو التسوية فان الطرف الضعيف، الفلسطيني، يحاول استعراض قوته بالسكاكين والحجارة والنار، وقواتنا ترد، كما تعرفون. وهذا الامر يتكرر للاسف، والكاميرات المثبتة فوق رؤساء الامن تبث لنا ما يحدث. البث اصبح مباشر اكثر والحوار بين الطرفين صمت. 

هل يوجد هناك شخص، في حكومة التغيير، يمكنه ويريد اظهار حضوره وأن يقترح مناقشة مسألة كيف يمكن أن يتم تجنب الجولة القادمة؟. صحيح أن الحديث لا يدور عن الكورونا، لكن مع ذلك…

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى