ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم نير حسون – متظاهرون في ارجاء البلاد يبينون لنتنياهو ، بأن قانون قمع الاحتجاج مثله مثل اطفاء النار بالبنزين

هآرتس – بقلم  نير حسون – 5/10/2020

نتنياهو كان يأمل أن يحصل على صورة انتصار تتمثل في ميدان باريس فارغ، لكنه حصل بدلا من ذلك على أحد مظاهرات الاحتجاج الكبرى في تاريخ البلاد. المظاهرات الصغيرة حولت المحتجين الى فريسة اسهل لاعمال العنف، والخوف من القتل السياسي يتعاظم ويشتد.

المتظاهرون الثابتون في بلفور لاحظوا شيء ما غريب في الاسبوع الماضي – غياب قافلة رئيس الحكومة. القافلة ذات الضجة العالية والقوة هي جزء ثابت من المشهد، على الاقل مرتين في اليوم. ولكن في الاسبوع الماضي لا يذكر أي شخص بأنه شاهدها، ليس في المدخل الرئيسي لشارع غزة أو في المدخل الفرعي لشارع سمولينسكن. ربما أن الشباك وجد طريق التفافية ثالثة وربما أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ليس لديه وقت للعودة الى بيته أو أنه وجد راحته في مكان آخر.

مهما كان الامر، في اوساط المتظاهرين يتعزز الشعور بأن المظاهرات اصبحت تؤثر عليه وتزعج عائلته وتضغطها. كما أنه لا يوجد أي تفسير آخر للضغط الكبير الذي استخدمه نتنياهو من اجل اخراجها خارج النشاطات المسموح بها اثناء الاغلاق. وانتصاره في الحكومة وفي الكنيست ظهر أول أمس مثل انتصار الفيروس. صورة انتصاره كان يجب أن تكون ميدان باريس فارغ من المتظاهرين في منتهى يوم السبت. الميدان حقا كان فارغ تماما، لكن أمام بلفور تجمع نحو 200 متظاهر. الآلاف لم يبقوا في البيوت حتى في منتهى هذا السبت. بالعكس، ظهر أن النواة الثابتة لشباب بلفور تجمعت في شوارع تل ابيب. المظاهرة الطويلة التي فيها اعتقل رجال الشرطة 38 متظاهر ووزعوا مئات المخالفات، تظهر أن تصميمهم لم يضعف. بالعكس، مثلما في حالة اعتقال امير هسكل فان استخدام المركبات التي ترش المياه العادمة والاعتقالات العبثية، ايضا هذه المرة ظهر أن محاولة قمع المظاهرات تشبه محاولة اطفاء الحريق بالبنزين.

الى جانب المظاهرة في تل ابيب، أول أمس جرت احدى مظاهر الاحتجاج الكبرى في تاريخ البلاد. مئات المظاهرات – كما يبدو أكثر من ألف، من عشرات أو مئات الاشخاص – جرت في ارجاء البلاد. وحقيقة أن الحكومة منعت الناس من الابتعاد سهلت على الكثيرين المعضلة – هل عليهم أن يسافروا الى القدس للتظاهر؟ هم ببساطة خرجوا من البيت وتظاهروا في مفترق الطرق القريب، اطفال وشيوخ وعائلات وقفوا تقريبا في كل ميدان وفي كل مفترق طرق في المدن وفي الشوارع الرئيسية وامام بيوت جميع الوزراء واعضاء الكنيست. المظاهرات تمت تغذيتها بشعور الطواريء ازاء منع المظاهرات وشعور الاحباط ازاء الفشل المتواصل في مواجهة حكومة اسرائيل للوباء. واذا كان شخص ما قد أمل أن الاغلاق والمنع سيؤديان الى ضمور الاحتجاج فقد كان لديه مساء مخيب للآمال.

المظاهرات الصغيرة والمتفرقة تحول، للاسف الشديد، المتظاهرين الى فريسة سهلة أكثر من ناحية مؤيدي نتنياهو. عشرات التقارير عن العنف والشتائم والبصق والتهديد تجاه المتظاهرين، تدفقت طوال المساء. نتانيا غينسبورغ (81 سنة) التي هوجمت من قبل أحد مؤيدي نتنياهو في مفترق همفلتسوت في كريات هيوفيل في القدس ووقعت، تذكرت المظاهرة التي قتل فيها اميل غرينسفايغ وقالت إنها تخاف أن يتكرر ذلك. خوفها هو شديد جدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى