ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  نير حسون – في باب العامود، حفلة اخرى لشاب هي سبب للمواجهات

هآرتس – بقلم  نير حسون – 20/10/2021

” في الاسابيع الاخيرة تجري في ساحة باب العامود المواجهات الاصعب منذ عملية حارس الاسوار. ومعارضة الفلسطينيين في الساحة تدل على حساسيتهم الكبيرة تجاه التهديدات، الحقيقية أو الوهمية، للاسرائيليين. والأمل هو أن لا تتدهور الاحداث في هذه المرة الى ما هو أبعد من ذلك “.

منذ حوالي اسبوعين وعشرات رجال الشرطة يصطدمون بمئات الشبان الفلسطينيين في ساحة باب العامود في مواجهات هي الاصعب منذ عملية حارس الاسوار في شهر ايار الماضي. خلافا لموجات عنف سابقة في شرقي القدس، في هذه المرة يصعب تحديد ذريعة لاندلاع الاحداث. صحيح أنه في هذه المرة ايضا يوجد توتر متزايد حول صلاة اليهود في الحرم والتهديد بالاخلاء ما زال قائما للعائلات الفلسطينية في الشيخ جراح. ولكن الفلسطينيين يذكرون بالتحديد حدث مختلف كليا، الذي تسبب بكل هذه الاحداث، شاب اصولي ابن 16 وهو ناشط يميني معروف في شرقي القدس، الذي احتفل بعيد ميلاده في ساحة باب العامود.

هذا الشاب يدور على كل نقاط المواجهات ويوثق وينشر ويحتج على ضعف اسرائيل، كما يبدو، امام الفلسطينيين. قبل اسبوعين احتفل بعيد ميلاده في ساحة باب العامود مع اعلام اسرائيل هو وعدد من اصدقائه، وهو الحدث الذي تدهور ووصل الى تبادل الشتائم والتدافع مع الشباب الفلسطينيين. الشرطة قامت بابعاده مدة 15 يوم عن المنطقة، لكن في الايام التالية جاء تقريبا في كل مساء شباب يهود من اجل استفزاز الفلسطينيين الذين يأتون الى الساحة.

من الناحية الاخرى في الشبكات الاجتماعية الفلسطينية دعوا دائما للوصول الى المكان للدفاع عن منطقة باب العامود من اليهود. في كل مساء تجمع هناك عشرات، بل مئات الشباب والشرطة كالعادة استخدمت القوة لتفريقهم، حتى لو يسبق ذلك رشق للحجارة أو عنف من قبل الفلسطينيين. عدد من الشباب اليهود تم توثيقهم وهم يرشقون الحجارة على الفلسطينيين، وفي المقابل حافلات شركة “ايغد” التي تذهب الى حائط المبكى تم رشقها بالحجارة من قبل الفلسطينيين في المنطقة. الشركة اضطرت الى الغاء عدد كبير من رحلاتها في الامسيات الاخيرة بسبب الخطر على المسافرين. مساء أمس الذي صادف عيد المولد النبوي وصلت الاحداث الى الذروة. الفلسطينيون احصوا عشرات المصابين باصابة طفيفة و22 معتقل. في احدى الحالات سحب احد رجال الشرطة المستعربين السلاح واطلق النار في الهواء في اعقاب رشق الحجارة اثناء اعتقال مشبوه.

حقيقة أن اعمال الشغب هذه يمكن أن تبدأ بحفل عيد ميلاد تدل على الحساسية الكبيرة لدى الفلسطينيين في القدس للتهديدات، الحقيقية أو الوهمية، من قبل الاسرائيليين. حياة نحو 40 في المئة من سكان العاصمة في اسرائيل، الذين هم ليسوا مواطنين لأي دولة في العالم، مليئة بالكثير جدا من الشعور بالاهانة والخوف، حيث أن كل شيء يعتبر خطر يجب عليهم حماية انفسهم منه. هذا الدفاع بالنسبة لمعظم الاشخاص هو بالذات الوصول الى ساحة باب العامود. 

العنف على الاغلب يندلع فقط بعد أن يقرر رجال الشرطة تفريق التجمعات بالقوة. بعد ذلك ظهرت تهديدات اخرى. اعمال سلطة الطبيعة والحدائق وسلطة تطوير القدس التي كشفت هياكل عظمية لمسلمين دفنوا قرب البلدة القديمة خلقت موجة جديدة لتجند الفلسطينيين. مؤخرا قام المسلمون باحياء ذكرى المولد النبوي ومئات الاشخاص تجمعوا في الساحة للاحتفال. في ظل هذه المناسبة ووجود عدد كبير من الاشخاص زاد العنف المتبادل بين الشباب ورجال الشرطة.

الصور وافلام الفيديو القصيرة لرجال شرطة وهم يضربون بالعصي ويدفعون بدون استفزاز ويعتقلون بصورة عنيفة، صبت الزيت على النار. احدى خصائص موجة العنف هذه هي عودة الهراوات. فحتى شهر ايار كان هناك الرصاص المطاطي، وهو رصاص سميك مغطى بالمطاط يؤدي الى ضرر شديد احيانا، السلاح الاساسي لرجال الشرطة وجنود حرس الحدود في شرقي القدس. في المواجهات حينها تم اطلاق آلاف الرصاصات المطاطية وقبل انتهائلها تقرر استبدال الرصاص بسلاح بسيط اكثر وهو العصي. رجال الشرطة يقومون بضرب ارجل الفلسطينيين بقوة. في الاسبوع الماضي وثق الضابط فادي غانم وهو يضرب شاب فلسطيني تقدم نحوه للاحتجاج على عنف أحد رجال شرطته.

مثلما في احداث رمضان الماضي في شهر أيار، ايضا عيد المولد النبوي تم تخريبه كليا في ظل العقوبة البيئية والجماعية لسيارة رش المياه العادمة واطلاق قنابل الصوت. دائما هربت عائلات تشمل نساء واولاد من رعب هذا السلاح.

يبدو أن الرائحة الكريهة اصبحت جزء من ساحة باب العامود الفاخرة. الساحة هي الفضاء الاكثر اهمية للروح الفلسطينية في القدس، في المرتبة الثانية بعد المسجد الاقصى. هي ليست مجرد باب الدخول الاهم الى البلدة القديمة والحرم، بل هي ايضا القلب الاجتماعي والاقتصادي النابض لشرقي القدس، وهي مكان رمزي لا مثيل له. في احداث 2014 و2015 فضل الارهابيون الافراد أن يقتلوا مرة تلو الاخرى على أيدي القوات الكبيرة التي توجد في منطقة باب العامود بدلا من محاولة تجربة حظهم في مكان آخر بسبب رمزية المكان. اغلاق الدرج من قبل الشرطة في مساء اليوم الاول من رمضان كان حجر الدومينو الاول الذي أدى في نهاية المطاف الى اطلاق الصواريخ والعملية في قطاع غزة والعنف في المدن المختلطة. بقي فقط الأمل بأن تتوقف الاحداث في هذه المرة داخل حدود ساحة باب العامود.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى