ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم نير حسون – فحص “هآرتس”: افراد من الشرطة هاجموا واصابوا سكانا في مظاهرة في الشيخ جراح دون أي سبب

هآرتس – بقلم  نير حسون – 30/5/2021

من فحص أجرته “هآرتس” تبين أنه اضافة الى الحادثة التي اطلقت فيها النار على جنا الكسواني عندما كانت تدخل الى البيت، ايضا اطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وألقت قنابل الصوت نحو ثلاثة من السكان على الاقل. ولكن حسب شهادات كثيرة لم يكن هناك أي رشق للحجارة على رجال الشرطة في ذلك الوقت مثلما قالوا في الشرطة “.

في اليوم الذي اطلق فيه رجال الشرطة رصاصة معدنية مغلفة بالمطاط على الفتاة جنا القواسمي في حي الشيخ جراح في القدس في الاسبوع الماضي، أصيب ثلاثة اشخاص آخرين من السكان بالرصاص المغلف بالمطاط وبقنابل الصوت. هذا ما يتبين من فحص أجرته “هآرتس”. لا أحد من رجال الشرطة لم يتم الاشتباه فيه باستخدام العنف ولم يعتقل. حسب شهادات كثيرة لسكان الحي فان رجال الشرطة استخدموا وسائل قاسية رغم أنه لم يكن هناك أي رشق للحجارة أو اعمال عنف ضد رجال الشرطة في الحي في ذلك الوقت. أحد المصابين احتاج الى اجراء عملية في الخصيتين.

الشرطيان اللذان شاركا في عملية اطلاق النار على الفتاة تم التحقيق معهما مؤخرا في قسم التحقيقات مع رجال الشرطة، وخمسة رجال شرطة آخرين تم التحقيق معهم للاشتباه بتشويش اجراءات التحقيق. رواية الشرطي الذي اطلق النار، الذي منع نشر اسمه، هي أن الرصاصة انطلقت بالخطأ من السلاح. من اجمالي باقي الشهادات والافلام في ذلك اليوم يتبين أن رجال الشرطة قد تصرفوا بحرية كبيرة في استخدام السلاح في حينه في الشيخ جراح.

أحداث الشيخ جراح كانت في يوم الثلاثاء الماضي، عندما كان هناك اضراب شامل في الوسط العربي وفي شرقي القدس. الشرطة استعدت بقوات كبيرة بشكل خاص في الحي استعدادا لمظاهرة لشباب فلسطينيين من البلدة القديمة، الذين خططوا للمجيء الى المكان. المظاهرة بدأت في الساعة الرابعة بعد الظهر وشارك فيها عشرات الشباب الذين اطلقوا هتافات وطنية. وردا على ذلك بدأ رجال الشرطة بتفريق المتظاهرين بالقوة. في تصريح المتحدثة بلسان الشرطة الذي صدر في ذلك المساء لم تتم الاشارة الى أن نشاطات رجال الشرطة جاءت في اعقاب رشق حجارة أو عنف من المتظاهرين. فقط ردا على تحقيق عن نائب المفتش العام للشرطة، رونين حزوت، الذي نشر في الاسبوع الماضي قالوا في الشرطة للمرة الاولى إن المتظاهرين رشقوا الحجارة على رجال الشرطة.

حسب شهادات في الحي فان الاجواء العامة في ذلك اليوم كانت هادئة نسبيا. ولكن رغم ذلك، رجال الشرطة استخدموا وسائل تفريق المظاهرات. هذه الوسائل شملت رش المياه العادة والفرسان والقاء قنابل الصوت والرصاص المطاطي. رجال الشرطة الذين برزوا بشكل خاص في نشاطهم في ذلك اليوم في الحي هم من وحدة “ادارة تنسيق نشاطات انفاذ القانون”. هذه الوحدة انشئت بالاساس لمرافقة هدم البيوت في الوسط العربي، وسمعتها السيئة انتشرت في اعقاب حادثة اطلاق النار على يعقوب أبو القيعان في أم الحيران في النقب.

على هذه القوات اشرف في حينه نائب المفتش العام للشرطة، رونين حزوت، وقائد مركز شرطة شليم في العاصمة. محمد الكسواني، والد جنا، قال إنه سمع حزوت وهو يأمر رجال الشرطة بـأن “يطلقوا النار على كل من يخرج من بيته”. في فيلم فيديو قصير نشر في هذا الاسبوع في تحقيق “هآرتس” سمع حزوت مهو يقول لشرطي “اضربهم هناك، حتى من يقف هناك”. والشرطي ردا على ذلك اطلق رصاصة مطاطية نحو المكان الذي أشار اليه حزوت. وفي التحقيق الذي أجراه قسم التحقيقات مع الشرطة في قضية الكسواني تبين أنه في ذلك اليوم استخدم رجال الشرطة نحو 200 رصاصة مطاطية. الحديث يدور عن رصاصة بقطر 40 ملم من انتاج الشركة الامريكية “كومباين سيستم” وتكلفة كل رصاصة تبلغ 25 دولار.

هكذا، عدد من سكان الحي اصيبوا بالرصاص المطاطي أو القنابل. ايهاب النشاشيبي قال إنه كان مع ابنته، 19 سنة، في ساحة بيته. “فجأة شاهدت جنديين داخل ساحة البيت. قلت لهم ماذا تفعلون هنا؟ فأجابني أحدهما: ادخل الى البيت. وفي الوقت الذي بدأت بالتحرك فيه قام جندي آخر باطلاق النار علي”. في الفيلم الذي قامت ابنته بتصويره سمعت هي ووالدها وهما يصرخان على رجال الشرطة كي يخرجوا لأنهم يوجدون في ساحة بيت خاصة. وردا على ذلك قال أحد رجال الشرطة: “اذهب الى البيت”. وبعد ثوان سمع صوت اطلاق رصاصة واحدة، رصاصة مغلفة بالمطاط اصابت خصية النشاشيبي وتم نقله الى المستشفى الفرنسي وهو يعاني من ألم شديد وفاقد للوعي. حسب قوله، السؤال الاول الذي سئل من قبل الاطباء الذين شاهدوا وضعه هو هل يوجد له أولاد. النشاشيبي أجريت له عملية جراحية ومكث في المستشفى مدة ثلاثة ايام.

والدة النشاشيبي كانت في البيت في ذلك الوقت وسمعت الصراخ. وقد قالت للصحيفة بأنها ارادت الاتصال مع ابنها، وفي نفس الوقت مرت من فوق رأسها رصاصة مطاطية اخرى أطلقت من الخارج واخترقت النافذة. جيران آخرون أبلغوا عن نوافذ سيارات وبيوت تهشمت في ذلك الوقت بسبب اطلاق الرصاص المطاطي.

محمد سعو، وخو جار الكسواني، كان يجلس في ذلك الوقت مع اشخاص كبار السن من الحي على مدخل بيته. “لقد جاء رجال الشرطة، ومن مسافة 20 متر قالوا لنا: “اذا لم تتفرقوا فسنفرقكم بالقوة”، قال أحدهم. “ولم يكد ينهي كلامه حتى قام بالقاء قنبلة صوت. نحن هربنا الى البيوت. وفي الداخل شعرت فجأة بأن وجهي ينزف وعرفت بأنني قد أصبت”. سعو اصيب في وجهه قرب عينه بسبب انفجار قنبلة الصوت. “المتظاهرون جاءوا سيرا على الاقدام الى الحي وصعدوا في الطريق وهم يحملون لافتات، رجال الشرطة بدأوا بتفريقهم. عندها دخلت هذه الوحدة. ولو أنهم شاهدوا ذبابة في الهواء لكانوا اطلقوا النار عليها”. أحد سكان الحين وهو كريم ادكيدك، الذي كان موجود في المكان قال إن شخص آخر أصيب في الحادث وكسرت اصبعه. “جلسنا قرب بيت سعو وفجأة جاء مستوطنون من شارع رقم واحد وبدأوا برشق الحجارة. صرخنا على رجال الشرطة كي يأتوا. حينها بدأوا باطلاق القنابل والرصاص المطاطي علينا. وقد كسرت اصبع شخص وسعو اصيب في رأسه في الجبين”.

فادي صب لبن، المهندس الطبي (30 سنة) من شعفاط، جاء الى منطقة الشيخ جراح من اجل الاحتجاج ضد المستوطنين. “لم يكن هناك أي شيء، ليس حجارة وليس احتجاج حتى، هذا مر بشكل سريع. فجأة بدأ الرصاص يطير من كل صوب. أنا ذهبت، حاولت اشعال سيجارة وعندها ركض ستة جنود نحوي ورفعوا البنادق، وبدون أي تحذير قاموا باطلاق النار نحوي، وقد اصبت برصاصة في كتفي وبرصاصة في وجهي”. صب لبن تم نقله الى مستشفى المقاصد وشخص لديه كسر في الفك واحتاج الى 31 غرزة في الوجه. ويتوقع أن يفقد عدد من أسنانه.

في حادثة اخرى اطلق أحد رجال الشرطة النار على سيارة مارة وأصاب باصابة طفيفة أحد الركاب فيها كان يجلس في المقعد الخلفي. وعندما قام السائق محمد غريب بايقاف سيارته وأراد معرفة لماذا اطلقوا النار على السيارة ومن الذي سيدفع ثمن اصلاح النافذة، هدده حزوت بأنه سيحصل على مخالفة بسبب تعويقه لحركة السير. بعد لحظة تم اخراجه من السيارة بالقوة ورمي على الارض. رجال شرطة قاموا بتفتيش سيارته وبعد ذلك اطلقوا سراحه. شهود عيان تحدثوا عن شاب آخر، أصيب في الصدر بسبب اطلاق النار في الشيخ جراح في ذلك اليوم. و”هآرتس” لم تنجح في العثور عليه.

في الفيلم القصير الذي وثق في ذلك اليوم في الحي ظهرت حادثة اخرى لعنف الشرطة غير المفهوم. شاب فلسطيني هرب من رجال الشرطة وحاول الاختباء خلف سيارة. ثلاثة من رجال الشرطة قاموا بمطاردته. أحدهم ظهر وهو يدحرج قنبلة صوت تحت السيارة وشرطي آخر صوب السلاح نحوه. في الفيلم تصعب رؤية اذا كان الشرطي قد اطلق النار في نهاية المطاف أم لا.

قسم التحقيقات مع رجال الشرطة بدأ في التحقيق في اصابة جنا الكسواني، والمحققون قاموا بزيارة الحي كجزء من التحقيق لكنهم لم يصلوا الى المصابين الآخرين. وحالات اطلاق النار الاخرى في ذلك اليوم لم يتم التحقيق فيها أبدا.

من الشرطة جاء ردا على ذلك: “في اعقاب احداث الاخلال بالنظام التي قام بها مئات المشاغبين العنيفين، التي بدأت في منطقة باب العامود واستمرت لتصبح مسيرة مع هتافات وطنية ورفع الاعلام الفلسطينية، توجهت نحو الشيخ جراح وتواصلت مع رشق الحجارة واطلاق الالعاب النارية نحو قوات الشرطة واحراق حرج طبيعي، شكل خطر في المكان، اضطرت قوات الشرطة الى استخدام وسائل كثيرة حسب الاجراءات لمنع مواجهات في المنطقة والحفاظ على النظام والامن العام، كذلك في اطار نشاط الشرطة هذا تم اعتقال مشبوه باشعال النار. فيما يتعلق بالسائق الذي اعاق حركة السير، هو اعاق الحركة لأنه اغلق الشارع بسيارته وقام بشتم رجال الشرطة، بعد أن طلب منه التوجه الى مركز الشرطة لتقديم شكوى، لكنه رفض اخلاء المكان ولذلك تم اعتقاله”.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى