ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  نير حسون – على الشرطة ان يفكروا مرتين

هآرتس – بقلم  نير حسون – 5/12/2021

” خلافا لادعاءات الفلسطينيين لا يوجد أي تشابه بين ما حدث وبين قضية اليئور ازاريا. ولكن هذه فرصة للتساؤل لماذا احتمالية بقاء مخربين في القدس على قيد الحياة هي احتمالية معدومة حتى عندما يتعلق الامر بنساء وفتيان “.

عملية الطعن أمس بعد الظهر في باب العامود في القدس تم توثيقها من زاويتين بكاميرات الشرطة من اعلى وبكاميرا هاتف محمول لزوجين فلسطينيين كانا يجلسان في سيارتهما بالقرب من المكان. لا يوجد شك فيما يتعلق بما حدث. المخرب محمد شوكت سلامة (23 سنة) من سلفيت وصل الى المكان وهو يحمل سكين، وهاجم شاب اصولي وطعنه. الشاب الاصولي الذي اصيب بصورة متوسطة تعارك معه، وسلامة توجه نحو جندي من حرس الحدود وحاول مهاجمته، بعد ذلك حاول مهاجمة شرطية. كلاهما اطلقا النار وابتعدا عنه. هو سقط على الارض مصاب.

في عالم مثالي الحادثة كانت ستنتهي في هذه المرحلة. سلامة كان سيتم اعتقاله وأن يتم علاجه في المستشفى وتتم محاكمته. ولكن باب العامود بعيد جدا عن أن يكون عالم مثالي. رجال الشرطة استمروا في اطلاق النار لستة ثوان اخرى، ثلاث رصاصات اخرى نحوه. من الصعب أن نعرف بالتأكيد من مقاطع الفيديو، لكن يبدو أنه على الاقل اثنان قد اصاباه وهو ملقى على الارض. مصادر فلسطينية قالت إن الشرطة منعت الطاقم الطبي من الوصول اليه خلال بضع دقائق. بعد فترة قصيرة توفي متأثرا بجراحه في المكان. 

الفيلم الذي صوره الزوجين الفلسطينيين في السيارة كان هو المعلومات الاولية التي خرجت عن الحادث. دقائق طويلة قبل البيانات التي نشرتها نجمة داود الحمراء والشرطة. هذه المعلومات انتشرت بسرعة كبيرة في الشبكات الاجتماعية الفلسطينية، التي سارعت بدورها الى اعتبار الحادث عملية اعدام. لم يكن هنا اعدام. وهي ايضا ليست حادثة اليئور ازاريا الذي وصل الى مكان الحدث بعد دقائق من الوقت الذي كان فيه الطاعن عبد الفتاح الشريف ملقى على الارض ومصاب ومحيد ولا يوجد معه سلاح، واطلق النار عليه بدم بارد.

كل الحادث الذي وقع في القدس منذ بداية طعن الشاب الاصولي وحتى وقف اطلاق النار استمر 27 ثانية. ورغم أن فيديو الشرطة بدون صوت إلا أنه يمكن رؤية فيه أن سلامة هاجم الاصولي ورجال الشرطة وهو غاضب. رجال الشرطة يمكنهم الادعاء بأنهم خافوا من أن يحاول سلامة القيام وأن يحاول مرة اخرى المهاجمة. من المرجح أن قسم التحقيقات مع رجال الشرطة، الذي بدأ في التحقيق في الحادثة سيحصل على تفسيرهم.  

رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، سارع لحماية الشرطيين بعد وقت قصير من الحادثة وقال: “الجنديان عملا بشكل سريع وحازم جدا، مثلما يتوقع من شرطة اسرائيل ازاء ارهابي حاول قتل مواطن اسرائيلي”. وزير الامن الداخلي، عومر بارليف، انضم اليه وقال: “ثانية أو ثانيتان بعد اطلاق النار الاول كان على الشرطيين اتخاذ قرار، هل المخرب الذي اصيب سيشغل حزام ناسف. عندما يكون هناك شك بالامر فلا يوجد شك”.

لكن يجب أن تكون هناك شكوك. ففي السنوات الاخيرة يبدو أن احتمالات بقاء من ينفذون العمليات في القدس احياء، معدومة، حتى عندما يتعلق الامر بنساء كبيرات في السن أو قاصرين. ايضا عندما يكون واضح أنه كان يمكن تحييدهم بطرق اخرى. المرة تلو الاخرى تسمع ادعاءات بأن الشرطة تمنع الطواقم الطبية من الوصول الى منفذي العمليات وتقديم العلاج لهم، وحتى عندما يكون واضح أنهم لم يعودوا يشكلون أي خطر.

إن ضمان بقاء منفذي العمليات احياء هو ليس مجرد عمل انساني يتوافق مع شروط القانون واوامر الشرطة، هو ايضا مصلحة واضحة لقوات الامن والجمهور الاسرائيلي.

موت المهاجم يحوله على الفور الى شهيد ويفتح بشكل تلقائي دائرة اخرى من التقليد والمواجهات العنيفة حول جنازته وبيته. بناء على ذلك من المفاجيء الاكتشاف في كل مرة بأن هذه الحقيقة البسيطة لا تصل الى قيادة الشرطة ومتخذي القرارات الذين كان يجب عليهم اعطاء التعليمات لرجال الشرطة والجنود بمنع حدوث عمليات بأي ثمن، ولكن تجنب قتل منفذ العملية طالما لم يعد هناك أي خطر على امنهم وأمن الجمهور.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى