ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم نير حسون – ابنة 16 التي اصيبت على عتبة بيتها ، هي ضحية اخرى ليد الشرطة القاسية في شرقي القدس

هآرتس – بقلم  نير حسون – 26/5/2021

الفتاة جنا الكسواني اصيبت برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط أطلقها عليها شرطي بدون سبب وخلافا للاجراءات. وبعد لحظة من ذلك تم القاء قنبلة صوت على بيت الفتاة المصابة. هذه الحادثة التي سيحقق فيه قسم التحقيق مع رجال الشرطة هي مثال من بين امثلة كثيرة على الطريقة التي يستخدم فيها ضابط كبير في لواء القدس ورجال شرطته القوة الزائدة في شرقي القدس “.

في يوم الثلاثاء الماضي في الساعة السادسة مساء وقف اربعة رجال شرطة امام البوابة التي توصل الى عائلة الكسواني في الشيخ جراح. الأب محمد وابنته جنا، ابنة 16 سنة، خرجا للحظة من البوابة ولكن رجال الشرطة طلبوا منهما الدخول الى الداخل. وعندما سارا الى داخل البيت سحب أحد رجال الشرطة اقسام سلاحه واطلق النار عليهما بدون تصويب. الرصاصة المعدنية المغطاة بالمطاط اصابت ظهر جنا. وفي الفيلم الذي وثق اطلاق النار سمع صراخ من الألم. بعد لحظة، بعد اغلاق بوابة البيت، اطلق رجال الشرطة رصاصة اخرى اصابت قدم محمد، وقالوا بالقاء قنبلة صوت عبر القضبان على البوابة. القنبلة سقطت قرب محمد وجنا المصابين. جنا تم نقلها الى المستشفى وهناك تم تشخيص كسر في العمود الفقري وكان هناك شك في اصابة الكلية. الاطباء قدروا أنها ستحتاج الى عملية اعادة تأهيل طويلة.

من الافلام التي وثقت اطلاق النار يتبين أن الشرطي الذي قام باطلاق النار على جنا خرق تقريبا جميع أوامر اطلاق النار. فقد اطلق النار على قاصرة غير مسلحة وذلك من مسافة قصيرة واصابت الجزء العلوي من جسدها دون تصويب السلاح قبل الاطلاق. الاطلاق حدث رغم حقيقة أن جنا ابتعدت عنه ودخلت الى البيت. وبعد نشر النبأ أمر المفتش العام للشرطة بأن لا يشارك الشرطي الذي اطلق النار في نشاطات عملياتية الى حين اتضاح ملابسات الحادثة التي نقلت لفحص قسم التحقيقات مع رجال الشرطة.

قبل ساعتين من ذلك دخلت قوة من الشرطة بالزي الاسود الى شارع دلمان، الى الحي الذي تعيش فيه العائلة في شرقي القدس. ورجال شرطة وفرسان قاموا باقتحام الشارع في نهاية مظاهرة شارك فيها عشرات الفلسطينيين. وحسب بيان نشرته الشرطة بعد المظاهرة فان المتظاهرين اطلقوا “هتافات وعبروا عن دعمهم لنشطاء الارهاب”. محمد الكسواني قال للصحيفة إنه سمع قائد القوة، نائب المفتش العام للشرطة، وهو يقول لرجال الشرطة بأن يطلقوا النار على كل من يخرج الى الشارع. في الفيلم الذي وثق دخول رجال الشرطة الى الشارع سمع حزوت وهو يأمر أحد رجاله “اضربهم هناك، حتى من يقف هناك”. وردا على ذلك اطلق الشرطي رصاصة معدنية مغلفة بالمطاط، في حين أن اصدقاءه في القوة واصلوا السير على طول الشارع بدون ازعاج. حزوت نفسه لم يكن يرتدي الخوذة. وحسب شهادات السكان فانه في الساعتين في اعقاب ذلك سار رجال الشرطة ذهابا وايابا على طول الشارع وهم يطلقون الرصاص المطاطي ويلقون قنابل الصوت نحو فلسطينيين كانوا يقفون أو يجلسون على جانب الشارع.

الحادثة التي حدثت في الشيخ جراح هي فقط واحدة من بين عشرات الاحداث في الشهر الاخير، التي فيها تم استخدام القوة الزائدة ضد فلسطينيين لم يمارسوا العنف. عدد كبير من الاحداث كانت تحت قيادة حزوت، قائد مركز شيلم في لواء القدس. حزوت كان الشخص الرئيسي في املاء سلوك الشرطة في شرقي القدس في جولة العنف الاخيرة. ومن شهادات وافلام تم جمعها من قبل “هآرتس”، يتبين أنه اعتاد على اعطاء أوامر لرجاله باستخدام القوة حتى في ظل غياب مبرر ظاهر للعيان.

حزوت معروف جيدا بالنسبة لسكان شرقي القدس. مركز الشرطة الذي يترأسه يشرف على اجزاء كبيرة في شرقي المدينة، وهو المسؤول ايضا عن مواقع تعتبر بؤر احتكاك بين رجال الشرطة والسكان الفلسطينيين مثل باب العامود وباب الساهرة. حتى شهر ايلول الماضي كان حزوت قائد وحدة الشرطة السرية في القدس، رأس الحربة للشرطة في كل ما يتعلق بمواجهة احتجاجات الفلسطينيين الشعبية. رجال الوحدة معروفون في الشارع الفلسطيني بأنهم لا يترددون في التصرف بقوة من اجل تفريق المظاهرات، حتى المظاهرات الهادئة.

سكان العيسوية ينسبون لحزوت جزء كبير من عنف الشرطة الذي وجه نحوهم في السنوات الاخيرة. في حزيران 2019 بدأت الشرطة في عملية انفاذ للقانون شملت نشاطات كثيفة يومية استمرت اكثر من سنة وشوشت بشكل قاس على حياة السكان في القرية. وحسب اقوال السكان، قوات الشرطة عملت بصورة قوية بشكل خاص تحت قيادة حزوت واستخدمت وسائل لم يتم استخدامها تحت قيادة ضباط آخرين.

حتى نشطاء يساريين اسرائيليين، اعتادوا على اجراء حراسة ثابتة في القرية من اجل منع عنف رجال الشرطة، يذكرون جيدا حزوت. احدهم، وهو ايال هرروفيني، تذكر احد لقاءاته الاولى معه. “رجال الوحدة السرية الخاصة قاموا باغلاق الشارع قرب المسجد الكبير”، تذكر ايال. “خلال دقائق كان هناك اختناق في حركة السير في العيسوية. أحد رجال الشرطة قام باطلاق رصاصة معدنية مغلفة بالمطاط على الزجاج الامامي لسيارة. امرأة اصيبت بصدمة. بعد ذلك جاء حزوت وقرر تفريق الجميع. قرب المسجد كان يوجد 50 – 60 شخص، ورجال الوحدة الخاصة ببساطة قاموا بالقاء عدد كبير من قنابل الصوت”. في حادثة اخرى تقدم حزوت من النشطاء الاسرائيليين وهددهم: “أنا اطلب منكم عدم ملاحقتي. واذا قمتم بملاحقتي فهذا يعتبر ازعاج لشرطي اثناء تأدية وظيفته وأنا سأضطر الى اعتقالكم”.

في حادثة اخرى تم ضرب شخصين من سكان العيسوية ضربا مبرحا وهما محمد أبو الحمص وأحمد المصري من قبل رجال شرطة حزوت. الهجوم تم توثيقه في فيلم وهما قاما بتقديم شكوى في قسم التحقيق مع رجال الشرطة عن طريق جمعية حقوق المواطن. وملف التحقيق ما زال مفتوحا. في حادثة اخرى، مالك عيسى، إبن 9 سنوات، فقد عينه عندما أطلق أحد رجال شرطة الوحدة الخاصة رصاصة مطاطية عليه. الشرطي قال إنه اطلق الرصاصة المطاطية في محاولة لتصويب السلاح، وتم اغلاق الملف ضده. المحامية ايلانيتكرشنباوم، التي تمثل عيسى، قدمت استئناف على القرار.

سكان العيسوية قالوا مرة تلو الاخرى خلال العملية بأن رجال شرطة الوحدة السرية الخاصة يفرقون ايضا احتجاجات هادئة ويعملون بصورة متعمدة لتأجيج النفوس في القرية من خلال تنفيذ كمائن وعمليات تفتيش ووضع الحواجز. ظاهرة التفريق العنيف حتى لمظاهرات هادئة، تكررت مؤخرا في الشيخ جراح وفي باب العامود. ذات مرة قالوا في الشرطة بأن المتظاهرين رفعوا الاعلام الفلسطينية. وفي مرة اخرى قالوا إنهم هتفوا هتافات وطنية. في معظم الحالات المظاهرات كانت هادئة وتم تفريقها باستخدام قنابل الصوت والفرسان ورش المياه العادمة. في عدد من الحالات تطورت احداث عنف مثل رشق الحجارة والزجاجات الحارقة نحو رجال الشرطة بعد أن انقض رجال الشرطة على المتظاهرين. رجال الشرطة تصرفوا بشكل عنيف حتى عندما قاموا باعتقال مشبوهين. حزوت قاد عدد كبير من هذه الاحداث.

في الشيخ جراح جرت منذ عشر سنوات تقريبا مظاهرات ثابتة ضد اخلاء عائلات فلسطينية لصالح المستوطنين. في كل يوم جمعة يأتي الى الحي بضع عشرات من الفلسطينيين والنشطاء اليساريين الاسرائيليين ويحتجون، ولكن يتم تفريقهم بهدوء. في الاشهر الاخيرة زاد التوتر في الحي في اعقاب اوامر الاخلاء التي اصدرتها المحكمة ضد سكان الحي. في هذه الفترة عدد المتظاهرين ارتفع ولكنهم واصلوا التفرق بهدوء في نهاية الاحتجاج.

نيتسان رون من حركة “السلام الآن” والذي يعتبر من منظمي المظاهرة التي جرت في الشيخ جراح في بداية شهر نيسان، لاحظ وجود حزوت وتقدم للتحدث معه. “قلت له إنه لا توجد مسيرة، ونحن سنعود الى الحديقة وسنتفرق هناك”، قال رون واضاف “حزوت قال لي: لا تقل لي كيف اؤدي عملي. وقام بدفعي”. بعد فترة قصيرة قطع رجال الشرطة طريق المتظاهرين اثناء عودتهم الى الحديقة. في هذه المرة ارسل المتظاهرون عضو الكنيست عوفر كسيف من القائمة المشتركة من اجل التحدث مع حزوت. وحسب اقوال كسيف: “قلت له إن المظاهرة هادئة. فقال لي: أنتم تقومون باغلاق الشارع وتضرون بحركة السير. قلت له: دعنا نواصل ونحن سنسير على الجانب ولن نقوم باغلاق الشارع”. كسيف اعتقد أن الامر انتهى بذلك والمتظاهرون ساروا في الطريق عائدين الى الحديقة. ولكن رجال شرطة حزوت قاموا بقطع الطريق عليهم وبدأوا بتفريقهم بالدفع واطلاق قنابل الصوت. أحد رجال الشرطة هاجم كسيف وقام بلكمه وكسر نظارته ومزق قميصه. خلال الهجوم ظهر حزوت وهو يقف وراء الشرطي دون محاولة منعه. قسم التحقيق مع رجال الشرطة فتح تحقيق ضد الشرطي، في اطاره ايضا قام حزوت بتقديم شهادته.

في الاسبوع الماضي، مرة اخرى قامت الشرطة بتفريق متظاهرين في الشيخ جراح عن طريق استخدام الرصاص المعدني المغلف بالمطاط. احدى الرصاصات اخترقت سيارة محمد غريب، وهو أحد سكان العيسوية، وصديقهالذي كان يجلس في المقعد الخلفي أصيب في وجهه. غريب أوقف السيارة ليسأل رجال الشرطة الذين كانوا تحت إمرة حزوت، لماذا قاموا باطلاق النار نحوه. “سألته من الذي سيعوضني عن ذلك”، قال غريب. حزوت هدد غريب بأنه اذا لم يواصل السفر فسيصدر له مخالفة بسبب تشويش الحركة. وبعد أن ركب غريب سيارته واستمر في السفر أمر حزوت رجال الشرطة بوقف السيارة وقام بسحب غريب منها واسقطه على الارض. رجال الشرطة قاموا بتفتيش السيارة وعثروا على مفك. “ما هذا؟” سأل أحدهم غريب. “من تريد أن تطعن؟”. وبعد فترة قصيرة تم اطلاق سراح غريب. على هامش الحادثة سمع أحد رجال الشرطة وهو يهدد مراسل. “عندما اضربك أنت ستعرف”. المتظاهرون في بلفور يتذكرون ايضا القامة الطويلة والقاسية لحزوت عندما كان يتولى وظيفته السابقة كقائد للوحدة السرية الخاصة. في السنة الماضية قدم حزوت عن طريق المحامي يوني جورنو دعوى بسبب الشتم وطلب مبلغ 60 ألف شيكل ضد شخصين شاركوا في منشور “كلب هجومي”. متصفحان آخران شاركا في المنشور حصلوا على رسائل تهديد بتقديم شكوى، ودفعا لحزوت تعويض بالاتفاق.

مصادر في الشرطة قالت إن حزوت لم يستوعب تغير وظيفته، من قائد للوحدة السرية الخاصة التي تشكل وحدة الطليعة في المواجهة العنيفة الى قائد مركز يمكن أن يرى منه الصورة الاوسع. مؤخرا هو يقوم بالاشراف على الاحداث عن قرب. وفي حالات كثيرة يواجه بنفسه المتظاهرين. في عدد من الفرص انقض هو نفسه على المتظاهرين من اجل اعتقال مشبوهين. وفي حالات اخرى قام بابعاد متظاهرين ومراسلين أو نشطاء يساريين.

وقد جاء من الشرطة بأن “الحديث يدور حول ادعاءات مشوهة تناقض الحقيقة. حول المظاهرة في الشيخ جراح في اعقاب حادثة الاخلال بالنظام لمئات المشاغبين العنيفين في باب العامود، والتي اصبحت مسيرة مع اطلاق شعارات وطنية ورفع الاعلام الفلسطينية ورشق الحجارة والقاء الزجاجات على رجال الشرطة واحراق حرج طبيعي شكل خطرا في المكان، اضطرت قوات الشرطة الى استخدام عدد من الوسائل حسب الاجراءات من اجل منع مواجهات في المنطقة والحفاظ على النظام والامن العام. في اطار نشاط الشرطة هذا تم اعتقال مشبوه باشعال الحريق.

“بخصوص السائق الذي قام بتعطيل الحركة، هو قام بتعويق الحركة لأنه اغلق الشارع بسيارته وقام بشتم رجال الشرطة. وبعد ذلك طلب منه المجيء الى مركز الشرطة من اجل تقديم شكوى، لكنه رفض ذلك وبسبب ذلك تم اعتقاله. وبخصوص حادثة مهاجمة رجال الشرطة في العيسوية فان الحديث يدور عن حادثة عنيفة وخطيرة تم فيها مهاجمة رجال الشرطة من قبل الاثنين حيث تم القاء الزجاجات الحارقة عليهم ورشقوا بالحجارة. ونتيجة لذلك اصيب الشرطيان، حيث اصيب احدهما اصابة خطيرة في رأسه ولم يعد الى ما كان عليه حتى الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى