هآرتس – بقلم نوعا لنداو و يونتان ليس – الوقف التام لحرية الفرد ، بروتوكول النقاش المغلق على الكورونا
هآرتس – بقلم نوعا لنداوويونتان ليس – 20/3/2020
“ مصدر كبير في وزارة الصحة قال بأنه في نهاية المطاف سيكون هناك وقف تام لحرية الفرد. ورئيسة الخدمات السرية في وزارة الصحة قالت بأن كل شيء متعلق بمتى بدأت العمل وكم كنت قويا عندما فعلت ذلك، سواء بالنسبة للاغلاق أو المتابعة الشخصية “.
في يوم الاثنين الماضي اجري نقاش مستعجل في اللجنة الفرعية لشؤون الخدمات السرية في الكنيست حول متابعة الشباك والشرطة للمصابين بالكورونا ومن خالطهم. في هذا النقاش قالت رئيسة الخدمات السرية العامة في وزارة الصحة، سيغال سادتسكي، بأن مفتاح انهاء الوباء يكمن في التوقيت وبالدرجة التي يتم فيها تطبيق سياسة العزل. سادتسكي التي اعطت مثال على ذلك التعامل مع الوباء في الصين قالت لرئيس اللجنة غابي اشكنازي بأن كل شيء متعلق بـ “متى بدأت وكم فعلت ذلك بقوة. وهي تؤمن بأنه في نهاية المطاف الجميع سيفعلون نفس الشيء”. وعندما طلب عضو الكنيست يوآف كيش الاستيضاح منها اذا كانت تقصد الاغلاق اجابت: “الاغلاق والمتابعة الشخصية للاشخاص والوقف التام لحرية الفرد”.
سادتسكي ومدير وزارة الصحة موشيه بار سيمنطوف امتثلا امام اللجنة لاقناع اعضائها بالمصادقة بسرعة على قرار الحكومة لاستخدام “وسائل تكنولوجية خاصة” من اجل معرفة مسار مرضى الكورونا وعزل كل من خالطهم. هذا الاقتراح اثار خلاف عام شديد منذ اعلن عنه في منتهى السبت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بسبب المس الاستثنائي بخصوصية المواطنين بواسطة الوسائل التي تقتصر بشكل عام على محاربة الارهاب.
هذه الوسائل الخاصة تشمل جمع بيانات عن مكان الهواتف المجمولة اضافة الى معلومات تكنولوجية اخرى بوسائل سرية ومطابقة المعطيات. في نهاية هذه العملية يتم العثور على جميع الاتصالات التي اجراها المرضى في الاماكن التي تواجدوا فيها، سواء كانوا يعرفون عنها أم لا. وعندها ترسل رسالة قصيرة للمصابين المحتملين وفيها تعليمات الدخول الى الحجر.
ورغم أن صيغة الاقتراح تم ارسالها الى المستشارين القانونيين في اللجنة في يوم الاحد، إلا أنها اعتبرت سرية حتى الآن. وفقط في اليوم التالي تم عرضها على اعضاء اللجنة. في هذه المرحلة بقي امامهم فقط ساعة للنقاش قبل انتهاء مهلة تفويضهم بسبب أداء اليمين للكنيست الجديدة. رئيس اللجنة غابي اشكنازي لم يوافق على المصادقة على الاقتراح بدون نقاش معمق. وقد اقترح اعادة تشكيل اللجنة فور أداء اليمين. ولكن في اليوم التالي قررت الحكومة رغم وعود المستشار القانوني للحكومة بوجود رقابة برلمانية المصادقة في الليل على الاقتراح بمسار يتجاوز الكنيست من خلال لوائح حالة الطواريء.
في محضر النقاش القصير الذي سمح بنشر نصفه فقط، تبين أن بار سيمنطوفوسادتسكي عرضا على اعضاء الكنيست صورة قاتمة جدا عن الوضع. فقد أرادا اقناعهم بأن خطوات سريعة وقوية فقط هي التي ستمكن من السيطرة على انتشار فيروس الكورونا بنجاح، ولو بثمن القيام بخطوات بعيدة المدى تضر بحقوق الفرد.
“خذوا الصين كمثال”، قالت سادتسكي، “في الصين كانت ووهان وكانت كارثة فظيعة، وجميعنا شاهدنا الى أين وصلوا. كان هناك اقليم حوفي، كارثة، لكن بدرجة واحدة أقل. وكانت اماكن اخرى في الصين. فما هو الفرق بين هذه الاماكن التي اشرت اليها؟ التوقيت ودرجة تطبيق العزل التي قاموا بها، هذا هو الفرق. وهذا يعني متى وكيف فعلوا ذلك. هذه هي الفكرة هنا”. وقد اجاب اشكنازي بقوله “هل هذه هي المتغيرات الهامة؟”. سادتسكي أكدت على ذلك وقالت “هذه هي المغيرات الاهم”.
واضاف اشكنازي: “متى بدأت وكم كان هذا ناجعا؟”. سادتسكي اجابت: “هذا يتعلق بمتى بدأت وكم كنت قويا في فعل ذلك. ولأن الجميع هناك في حالة انهيار فهم يفعلون نفس الشيء، وهذا بلا أدنى شك. الجميع سيفعلون نفس الشيء، كيف نحن ايضا نرى ذلك؟ هم سيفعلون هذا بعد الانهيار. وبعدها سيفعلون ذلك…”. في هذه المرحلة حاول اكمال اقوالها عضو الكنيست كيش وقال “اغلاق”. وقد اجابته “اغلاق ومتابعة شخصية للاشخاص ووقف كامل لحرية الفرد”.
عضو الكنيست يئير لبيد حاول عدة مرات في النقاش الاشارة الى أن الصين دولة غير ديمقراطية، لذلك فالوضع هناك مختلف. سادتسكي وبار سيمنطوف لم يلتفتا لذلك، بل عادا واوضحا بأن التوقيت وقوة الرد هي امور حاسمة، لذلك يجب القيام بخطوات متطرفة.
وفي النقاش لفت اشكنازي انتباه موظفي وزارة الصحة الى أن الخطوات الاستثنائية التي يريدونها ستشمل عدد كبير من المواطنين لأن الوسائل ستستخدم ليس فقط على المرضى، بل على كل من كان في محيطهم في فترة العدوى. بار سيمنطوف أكد على هذه الفرضية. واضافت سادتسكي بأن وسائل الشباك الخاصة التي يريدون استخدامها ستساعد في العثور على “سلسلة العدوى”، المهمة بالنسبة لهم من اجل القيام بأمور كثيرة جدا لمنع العدوى. أي أن المعلومات التي ستتجمع في اعقاب معرفة خريطة المعلومات الشخصية للمواطنين ستساعدهم ايضا في اجراء تحقيق داخلي عن انتشار الفيروس.
وعندما سأل اشكنازي لماذا لا يتم زيادة عدد الفحوصات للسكان، اجابوا بأن هناك اشخاص تكون نتيجة فحوصاتهم سلبية، إلا أنهم يكونوا مصابين. لذلك نحن بحاجة الى استراتيجية مكملة وعلى رأسها العزل. وقال سيمنطوف بأنهم “يجدون صعوبة في رؤية كيف أن هذا الحدث سيتلاشى في الصيف”.
وقد سأل لبيد عن استعدادات السايبر في الوزارة من اجل منع تسرب معلومات شخصية جدا وحساسة عن المواطنين. وقد أجابا بأنهم سيتعاملون مع هذه المعلومات على أنها معلومات طبية تعتبر سرية.
عضو الكنيست جدعون ساعر (الليكود) سأل هو ايضا “هل توجد أي دولة غربية اتبعت ذلك”. واجابه سيمنطوف “كيف اقرأ ما الذي سيحدث في اوروبا. هذه قراءة جماعية”. وعندما حاول ساعر الاستيضاح حول نوعية الوسائل الخاصة شرح له اشكنازي: “بسبب القدرة التكنولوجية التي لن نفصلها هنا، هم سيعرفون ايضا من كان قريبا منه في كل مكان” (قرب المصاب). وعضو الكنيست يوآف بن تسور (شاس) سأل هل يمكن تشخيص فقط الهواتف الذكية. “لا، أي هاتف”، اجاب سيمنطوف.
في ختام النقاش دخل نائب المستشار القانوني، راز نزري، وتوسل للجنة من اجل المصادقة بسرعة على هذا الطلب، وإلا فانهم سيفعلون ذلك بواسطة لوائح الطواريء. “أنت تريد منا المصادقة على أمر لا نعرفه”، اجاب اشكنازي. وقد اغلقت الجلسة مع الادراك بأن الكنيست ستشكل قريبا اللجنة من جديد. “لقد تحدثت عن ذلك مع رئيس الكنيست”، قال اشكنازي. “ولكن كما قلنا، اللجنة لم يتم تشكيلها في اليوم التالي والحكومة مررت القرار الحساس بدون نقاش في الكنيست”.