ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  نوعا لنداو –  لماذا يخاف اليمين من السلام مع الاردن؟

هآرتس – بقلم  نوعا لنداو – 13/7/2021

” الجريمة الاكبر للاردنيين هي أنهم مثل اسرائيليين كثيرين يتحمسون للدفع قدما بحل الدولتين من اجل رفاه كل المنطقة. وقد حانللعودة الى السعي لترميم العلاقات مع الفلسطينيين ومع جاراتنا ايضا “.

هناك ظاهرة غريبة تحدث الآن في اوساط الدعاة من يمين الخارطة السياسية: ردود غاضبة وخوف من محاولات تحسين العلاقات السياسية مع احدى الشريكات الاستراتيجية المهمة جدا لاسرائيل وهي الاردن. 

منذ أن نشر براك ربيد في الاسبوع الماضي (“واللاه”) عن اللقاء السري لرئيس الحكومة، نفتالي بينيت، مع الملك عبد الله في القصر في عمان، تملكت البارانويا عدد منهم. هو يخافون من أن تحسين العلاقات الباردة، التي تدهورت الى الدرك الاسفل في عهد بنيامين نتنياهو، سيكلف اسرائيل ثمنا باهظا مثل فرض عملية سياسية مع الفلسطينيين (لا سمح الله، وكأن ما لم يستطع بايدن التفاخر بفعله، سينجح الاردن في فعله)؛ تصفية التحالف مع دول الخليج امام ايران (بالتأكيد هذا أمر ممكن وواجب)؛ التنازل عن الجيوب (نتنياهو تنازل عما هو في الاصل ليس لنا)؛ حتى حيازة هستيرية لبضعة اكواب مكعبة من المياه (تبين أن المياه في ارض اسرائيل مقدسة مثل الارض نفسها). على سبيل المثال، في “قابل الصحافة” قال نداف هعتسني بأن الاردن هو دولة “تتصرف مثل دولة معادية”. وفي صحيفة “اسرائيل اليوم” سمت كارولين غليك اللقاء بـ “اهانة”. 

في جهاز الامن يسود الآن اجماع حول اهمية التعاون الامني – الاستخباري مع الاردن. وحتى في هيئة الامن القومي في عهد نتنياهو لم يقللوا من اهمية المملكة في الدفاع عن الحدود الاطول للدولة. بالعكس، لم يتوقفوا هناك عن التأكيد الى أي درجة العلاقة من وراء الكواليس التي توجد بين اذرع الامن وفي مجال الطيران والطاقة، هي علاقة وثيقة. وحتى أنه في التقدير الاستراتيجي السنوي لهيئة الامن القومي تمت الاشارة الى أن تعزيز العلاقة مع دول الطوق هو أحد الاهداف الرئيسية. حكومة نتنياهو انشغلت ايضا بالدفع قدما بمشروع تشغيل العمال الاردنيين في الفنادق في ايلات وفي البحر الميت كضمادة صغيرة للفشل في الدفع قدما بالبرامج المدنية مثل “قناة البحرين” و”بوابة الاردن”. 

المشكلة لم تكن في أي يوم التنكر لاهمية العلاقات مع الاردن والحاجة المبدئية الى اعادة ترميمها، بل لي الاذرع الذي لا يتوقف في كل ما يتعلق بتدخله وموقفه من القضية الفلسطينية وموضوع الحرم. هذا الى جانب اهمال اجرامي للصعيد المدني في العلاقات، ضمن امور اخرى، في ظل شلل وزارة الخارجية في فترة الحكومة السابقة وسلسلة اخفاقات دبلوماسية معينة باشراف نتنياهو، مثل قضية احتضان رجل الحراسة. من المفهوم أن خطة الضم ايضا وادارة الادارة الامريكية لصفقة القرن واتفاقات ابراهيم، ساهمت بشكل كبير في الشرخ مع المملكة. 

في اليمين دائما لوحوا بالتطرف الذي حدث في انتقاد العائلة المالكة وفي الرأي العام في الاردن لسياسة اسرائيل. هذا صحيح. بين الاردن واسرائيل تقف دائما مسألة الاحتلال. الجريمة الاكبر للاردنيين هي أنهم مثل اسرائيليين كثيرين، يتحمسون للدفع قدما بحل الدولتين من اجل رفاه كل المنطقة. تاريخيا هذا التأييد بالطبع نبع ايضا من الرغبة في القضاء على نظرية “الخيار الاردني”، التي بحسبها الضفة الشرقية هي الوطن القومي للفلسطينيين. لذلك، لا شك أن الاشارات الهستيرية ليئير نتنياهو في تويتر لم تساعد هذه العلاقات.

طوال سنوات حاول عدد من رجال اليمين اقناعه بأن القضية الفلسطينية هبطت عن الاجندة، وأنه يمكن صنع السلام مع دول عربية (بعيدة) من غيرهم. الآن يقولون لنا بأن هذه القضية بالتحديد ما زالت حية، لذلك يجب التنازل من اجلها عن سلام سبق تحقيقه مع دول عربية (مجاورة). هو يعرضون علينا الرجوع الى الخلف والعيش على السيف. لقد حان الوقت للعودة، بدون خوف، الى السعي لترميم العلاقات مع الفلسطينيين ومع جاراتنا ايضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى