ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم نوعا لنداو – عشية الانتخابات، نتنياهو وإدارة ترامب ، نفذا اختطافا آخر في ا لمناطق

هآرتس – بقلم  نوعا لنداو – 29/10/2020

” الغاء الحظر الامريكي على التعاون العلمي في المناطق تم طبخه قبل اكثر من سنة وقد نضج فجأة في هذا الاسبوع. ويبدو أن نتنياهو وفريدمان وادلسون لا يثقون بامكانية بقاء ترامب في البيت الابيض “.

في اليهودية من المعتاد القول “لا يجب الاعتماد على المعجزة”. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والسفير الامريكي في اسرائيل ديفيد فريدمان يعرفان هذا افضل من الآخرين. منذ اربع سنوات وهما يبادران بأنفسهما الى القيام بالمعجزات التي أتيحت لهما بفضل من يجلس في البيت الابيض. لذلك، قبل اسبوع على الانتخابات الحاسمة في تاريخ امريكا، سارعا الى القيام بعملية خاطفة، وربما تكون الاخيرة، في المستوطنات – تمهيدا لحالة تنتهي فيها ولاية ترامب. لأنه لا يجب الاعتماد على معجزة تبقيه.

الغاء الحظر الامريكي على التعاون العلمي في المناطق يتم طبخه منذ اكثر من سنة. هذا في اعقاب اعلان وزير الخارجية مايك بومبيو في حينه بأن المستوطنات لم تعد تخرق بالتأكيد القانون الدولي في نظر الولايات المتحدة. هدف الاعلان كان التنكر لرأي قانوني معاكس لوزارة الخارجية الامريكية صدر في العام 1978 قبيل نشر صفقة القرن ومبادرات اخرى لشرعنة امريكية للمستوطنات.

وكنتيجة فعلية أولية لاعلان بومبيو تم في حينه طبخ خطة بين اسرائيل والولايات المتحدة لالغاء “التقييد الجغرافي” في ثلاثة اتفاقات في السبعينياتللتعاون العلمي بين الدولتين. هذه الاتفاقات لم تشمل المناطق التي احتلتها اسرائيل في الضفة الغربية وفي هضبة الجولان. وهذه الاتفاقات التي مع مرور الزمن مولت آلاف الابحاث المشتركة بين الدولتين بمبلغ يزيد على 1.4 مليار دولار، وإن كان يجب ذكر أن الاتحاد الاوروبي يمول بمبالغ اكثر من ذلك وما زال يستثني المستوطنات.

ليس صدفة بالطبع أنه تم التوقيع على هذا الاتفاق في مقر الحرم الجامعي في اريئيل – الرابحة الاكبر المحتملة من تغيير الاتفاقات. وليس صدفة أنه خلف هذه المبادرة يقف شخص آخر لا يثق بالمعجزات، الشخص الذي يربط بين جميع النقاط في المحور السياسي لحياتنا اليوم، الداعم الاكبر على مدى السنين لجامعة اريئيل، وهو شلدون ادلسون. وحسب جهات مطلعة على التفاصيل كان ادلسون من بين الدافعين الرئيسيين لاجراء هذا التغيير في الاتفاقات قبل الانتخابات الامريكية.

إن تدقيق اكبر في اقوال فريدمان والتي قالها في الاحتفال أمس يكشف لنا كل القصة: “قبل بضع سنوات طلبت رؤية نسخ هذه الاتفاقات. وما قرأته فاجأني وخيب أملي. فقد كانت تحتوي على تقييد جغرافي وسياسي لا يخدم الهدف”، قال السفير الامريكي. “هذه التقييدات لم تعد تناسب سياستنا الخارجية. تحت ادارة ترامب وعقيدة بومبيو نحن لم نعد نرى تجمعات في يهودا والسامرة وكأنها لا تتناسب بالضرورة مع القانون الدولي”.

لقد أضيف الى الموقف القديم لفريدمان، المؤيد المتحمس لمشروع الاستيطان والذي يقول إنه لا يوجد هناك أي شيء سياسي كما يبدو في المستوطنات نفسها، بل فقط في معارضتها، أضيف تفسير آخر يمكن اعتباره نقيض تام للواقع، باسلوب فقط ادارة ترامب قادرة عليه: “بروح اتفاقات ابراهيم (الاتفاقات مع دول المنطقة بوساطة امريكية) نحن نؤكد، ضمن امور اخرى، على التعاون الاكاديمي كأفضل طريقة للسلام بين اسرائيل والدول المجاورة لها أو بين اسرائيل والفلسطينيين”. في عالم السلام الذي اخترعه يتجاهل فريدمان تماما حقيقة وجود جامعة اريئيل، ليس تعاون بين اسرائيل والفلسطينيين مطلقا – بل استمرار لنهب الفلسطينيين برعاية امريكية.

وهو ايضا قدم تفسير لحقيقة أن هذه العملية كانت اطول مما اعتقد – وفجأة نضجت بالضبط قبل اسبوع على الانتخابات التي من شأنها أن تغير الرئيس: “لقد بدأت قبل سنة باجراءات لتغيير هذا. لقد اعتقدنا أن هذا سيحدث خلال بضعة اسابيع، لكن هذا اقتضى تدخل عدة اذرع في الادارة، الامر الذي استغرق وقت. أنا مسرور أنه لم يكن هناك أي معارضة مبدئية لذلك. وها نحن الآن في جامعة اريئيل التي ستكسب من ذلك بصورة مباشرة. نحن ما زلنا نستثمر الاموال حسب معايير مهنية، لكننا لم نفعل هذا حسب الموقع الجغرافي. نحن نقوم بعملية عدم تسييس لما لم يكن يتوجب أن يكون سياسيا”. أي أنهم في الولايات المتحدة لم يعارضوا أي شيء طوال سنة كاملة لاسباب مبدئية، لا سمح الله. هذه كانت فقط اجراءات بيروقراطية. ورغم أنني أعلن الآن بأن اريئيل ستكسب من ذلك مباشرة، فمن الواضح أننا لن نحابيها في التمويل.

التوقيع على الاتفاقات التي ستفيد جامعة اريئيل هو عملية اختطاف واضحة قبل الانتخابات على طريقة نتنياهو وفريدمان وادلسون، الذين لا يعتمدون على المعجزات التي ستبقي ترامب في البيت الابيض. المستوطنات لم تتحول الى قانونية من وجهة نظر القانون الدولي فقط لأن بومبيو قال بأن السلام بين اسرائيل والفلسطينيين لن يزدهر بفضل تمويل المستوطنات فقط لأن فريدمان قال ذلك، والشيء السياسي من اساسه لم يمر بأي عملية “عدم تسييس”. الحديث يدور عن ضم فعلي زاحف آخر للمستوطنات برعاية ادارة تخاف من أنها قريبا ستختفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى