ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  نوعا لنداو – تصريحات بايدن وبينيت اثبتت أن الممثلين يتغيرون ، لكن العرض مستمر

هآرتس – بقلم  نوعا لنداو – 29/8/2021

” على مستوى المضمون يبدو أن الزعيمين تمسكا بالمرشد القديم لواشنطن للقاءات مع الاسرائيليين: ايران، القليل عن الفلسطينيين والاعفاء من تأشيرات الدخول. التصريحات الودية بين الزعيمين مقارنة برئيس الحكومة السابق سيتم فحصها بالتأكيد مرارا وتكرارا، وكذلك ايضا بالنسبة لاعلان بينيت بأن اسرائيل لن تطلب من الولايات المتحدة أن تحارب من اجلها “.

تنفسوا الصعداء في الاستوديوهات. رئيس حكومة اسرائيلي، الذي هو ليس بنيامين نتنياهو (نحن نؤكد على أننا فحصنا مرة تلو الاخرى وتأكدنا من أنه ليس بنيامين نتنياهو)، دخل الى البيت الابيض وخرج منه. خلال ذلك هو نجح ايضا في أن يدس بضع كلمات بالانجليزية، وحتى أنهم قدموا له القهوة (على الفور سنفحص في الارشيف ما الذي قدموه هناك بالضبط لنتنياهو). صحيح هو لم يحصل في المقابل على سفارة في القدس. ولكن ايضا لم يسحبوها منه. الامر الاكثر اهمية، يجب عدم نسيان ذلك، أنه أدى بنجاح كبير دوره المهم والرئيسي جدا. الآن من الواضح للجميع بدون أدنى شك أنه ليس بنيامين نتنياهو. (هذا ليس انبوب).

إن تسطيح اللقاء المرتقب والعادي في واشنطن الى مقارنة لا تتوقف بين بينيت وخصمه الحاضر – الغائب نتنياهو تعكس بالطبع روح العصر. كل شيء دائما تتم تغطيته من الجانب الشخصي، والظل المهدد لرئيس الحكومة السابق ما زال يطفو طوال الوقت فوق سطح الماء. ولكن الى جانب هذه المقارنة على مستوى المضمون، يبدو أن التصريحات التي قيلت في الغرفة البيضوية في ختام اللقاء المباشر بين الشخصين (“لقاء مهم جدا وجيد الى درجة أنه امتد الى وقت أكثر من المخطط له”، الحيلة الاكثر استخداما في الكتاب الدبلوماسي) تم اخذها كلمة كلمة من المرشد الرسمي في وزارة الخارجية للقاءات مع الاسرائيليين. لأنه مثل “مصيدة الفئران” لاغاثا كريستي في لندن، المسرحية التي لم تتوقف منذ العام 1952 (باستثناء توقف الكورونا مؤخرا)، ايضا في المسرحية المسماة “علاقات اسرائيل – امريكا” ربما يتغير اللاعبون، لكن العرض دائما يستمر. 

بايدن اطلق على بينيت صديقي كي يبث صداقة قديمة – جديدة. وكرر الجملة المطلوبة حول التزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل، وذكر بأن امريكا ستستمر في دعم مشروع “القبة الحديدية” (اثناء مواصلته الوعد بذلك يطرح سؤال الى أي درجة تم التشكيك في ذلك). والاكثر اهمية هو العنوان السياسي للحدث بالنسبة لبينيت، بايدن اعلن بأنه اذا فشلت القناة الدبلوماسية مع ايران فسيتم فحص “خيارات اخرى”. وقد عبر الرئيس ايضا عن دعمه لاستمرار العلاقات المكشوفة بين اسرائيل ودول اسلامية. وأوفى بدينه للفلسطينيين عندما كرر الرسالة المتآكلة التي بحسبها ستسعى الولايات المتحدة الى “الدفع قدما بالسلام والامن والازدهار للاسرائيليين والفلسطينيين”. 

في الختام ذكر ايضا الحلوى المحببة على كل سياسي في اسرائيل، التي لم يتم اختراعها حقا من اجل بينيت، وهي أن الولايات المتحدة ستفحص امكانية اعفاء الاسرائيليين من تأشيرات الدخول الى الولايات المتحدة. اللحظة الوحيدة في هذا الحدث التي انحرفت عن البروتوكول الثابت كانت اللدغة الصغيرة لبايدن في ختام اقوال بينيت، أنه على سياسة الولايات المتحدة في المنطقة يجب أن نشكر الرئيس السابق براك اوباما الذي قام بشق الطريق – بينيت اختنق قليلا خلف الكمامة. ايضا بينيت قال امور متوقعة الى درجة التثاؤب، التي كالعادة لم تخصص لأذن الرئيس، بل لوسائل الاعلام الامريكية: الولايات المتحدة هي الحليفة الافضل، والقدس هي عاصمتنا الابدية واسرائيل هي دولة صغيرة محاطة بالاعداء – بايدن المخضرم بالتأكيد لم يكن بحاجة الى درس في التوراة وفي التاريخ. لذلك، من الضروري الحفاظ على التفوق العسكري ومنع ايران من التمدد في المنطقة والحصول على السلاح النووي. الى هنا، اذا صممنا على المقارنة مع نتنياهو، فلا يوجد أي شيء لم يكن ليقوله من سبق بينيت. كل شيء كان متشابه، بما في ذلك اقتباس بهي من التوراة.

الفروق الطفيفة في الرسالة التي تفيد بأن بينيت “يجلب روح جديدة” الى طاولة المفاوضات، (هو ليس بيبي، قلنا ذلك في السابق). والاكثر اثارة للاهتمام هو التفسير الذي يقول بأن اسرائيل لا تطلب من الولايات المتحدة أن تقاتل من اجلها، بل فقط أن تعطيها الادوات والدعم. هذه رسالة واضحة تم تصميمها بشكل جيد لروح هذا العصر، في عالم تسعى فيه الولايات المتحدة الى “عدد اقل من الجنود على الارض”. ومن الجيد دائما أن نذكر بأن اسرائيل تتدبر نفسها بدونها، ولا تفرض على امريكا ثمن دموي مثل الحلفاء الآخرين.

من بقوا مرة اخرى خارج العرض الدائم في واشنطن هم الفلسطينيون، الذين تم ذكرهم بتسرع في اقوال رئيس لم يظهر أنه يهتم بشكل حقيقي بالدفع قدما بهذه القضية. ولم يتم ذكرهم أبدا، كالعادة، في اقوال رئيس الحكومة الاسرائيلي، رغم أنه صرح من قبل لـ “نيويورك تايمز” وبصورة استثنائية بأنه لا ينوي في أي حال من الاحوال الانشغال بذلك.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى