ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم نوعا لنداو – بين الافنغلستيين وجنود الاحتياط في الجبهة

هآرتس – بقلم  نوعا لنداو – 30/7/2020

وثائق لشركة كونسرت التي انشأتها وزارة الشؤون الاستراتيجية تظهر بأنه في سنوات عملها الثلاثة تم صرف 13 مليون شيكل فقط من الـ 128 مليون شيكل التي خصصتها لها الدولة. ومن بين نشاطاتها مولت الشركة بعثات لافنغلستيين ورجال في الاحتياط ضد حركة الـ بي.دي.“.

محاضر شركة وهمية انشأتها وزارة الشؤون الاستراتيجية لمواجهة الرأي العام ونزع الشرعية ضد اسرائيل تكشف المشاريع التي تم تمويلها من خلالها وفشلها في تجنيد جميع التبرعات التي وعدت بها. وضمن امور اخرى، مولت شركة كونسرت (مقلاع شلومو سابقا) في الاعوام 2017 – 2020 بعثات من المسيحيين الافنغلستيين ومشروع “رجال احتياط في الجبهة” وورشات عمل لسياح اسرائيليين يتجولون مع حقائب على الظهر قبل خروجهم الى رحلاتهم.

الوزارة انشأت الهيئة الخارجية في العام 2017 كشركة لمنفعة الجمهور للتعاون مع شخصيات وهيئات في العالم معنية باخفاء عن طريق طرف ثالث التمويل الذي يحصلون عليه من اسرائيل من اجل الدفع قدما بمشاريع تحسن صورتها. قبل سنتين ونصف تقريبا صادقت الحكومة على تخصيص 128 مليون شيكل على امتداد ثلاث سنوات لتمويل المشروع، شريطة أن يتم دفع تمويل مناسب بمبلغ مساو من متبرعين خاصين. في قرار الحكومة جاء أن هذه الهيئة ستعمل على تجنيد هذه التبرعات من “جهات خيرية” أو “منظمات تؤيد اسرائيل”.

الهدف من اقامة الشركة هو حسب الوزارة “نشاطات في الرأي العام” وهذا “من اجل تطبيق جزء من نشاطات الوزارة فيما يتعلق بمحاربة ظاهرة نزع الشرعية والمقاطعة ضد دولة اسرائيل”. في الرأي الذي صاغته في حينه المستشارة القانونية في الوزارة جاء أن النشاطات التي ستنفذ ستكون “النشاطات التي تقتضي حوار (غير رسمي) مع تجمعات الهدف المختلفة”. الوزارة اوضحت للمراسلين بأن هدف هذا الجسم سيكون من بين امور اخرى “تقديم رد سريع ومناسب ضد محاولات تشويه صورة اسرائيل في العالم”.

منذ اقامته الغامضة فقد تصرف هذا المشروع بسرية شبه مطلقة، والآن، في رد على طلب حرية المعلومات الذي قدمه المحامي أور سدان من حركة حرية الوصول الى المعلومات، والمراسل ايتماربيز  من موقع العين السابعة، تنشر للمرة الاولى محاضر اللجنة التوجيهية لشركة كونسرت. هذه الخطوة تتم كجزء من تصريحات القيادة الجديدة للوزارة، الوزيرة اوريت فركش –هكوهين (ازرق ابيض) والمدير العام رون منلس (المتحدث السابق للجيش الاسرائيلي)، بأنهم ينوون زيادة من الآن الشفافية في هذا المجال. القيادة السابقة للوزارة، الوزير السابق جلعاد اردان (الليكود) والمديرة العامة سيما فاكمان (الرقيبة العسكرية السابقة) أيدوا السرية الكبيرة، بل حاولوا بدون نجاح استثناء الوزارة بشكل كامل من قانون حرية المعلومات.

من الوثائق التي سمح نشرها يتبين أنه من الـ 128 مليون شيكل التي تم تخصيصها للدعم الموازي من قبل الدولة، تحقق فعليا حتى الآن فقط 13 مليون شيكل. بداية بسبب أنه لم تجند التبرعات المكملة في الوقت وبالحجم المطلوب. وبعد ذلك ايضا بسبب تجميد الميزانيات في الحكومة. ايضا هناك خمسة ملايين شيكل محفوظة الآن كي تستخدم حتى نهاية 2020 وهي خاضعة لما يتم تنفيذه. أي بالاجمال، 18 مليون من الدولة و18 مليون من المتبرعين.

اقوال مشابهة قالها في يوم الثلاثاء منلس في لجنة رقابة الدولة التابعة للكنيست عندما تم ابلاغ رئيس اللجنة عوفرشيلح بأن “الأداء في الشركة لم يكن مرضيا، وفي النهاية تم استخدام 18 مليون شيكل فقط من اصل 128 مليون شيكل.

من المحضر الاول للجنة التوجيه في تموز 2018 تبين أن الشركة وجدت نفسها في مشاكل سيولة وطلبت دفعات مسبقة من الدولة من اجل تحريك المشروع. وفي الجلسة الثانية للجنة في تشرين الثاني 2018 ابلغ ممثلو كونسرت الدولة بأن “بناء هيكلية العمل وطرق عمل شركة كونسرت في الولايات المتحدة  تبين أنها قضية ذات تعقيد عال”. وطلبوا استئجار محام من امريكا بقي اسمه سري، بكلفة نحو 133 ألف شيكل، هذا ضمن امور اخرى، بسبب قانون تسجيل الوكلاء الاجانب الامريكي “فارا” الذي يلزم كل من يعمل في الولايات المتحدة لصالح جهة اجنبية أن يسجل في وزارة العدل وأن يقدم بالتفصيل مصادر تمويله وطريقة استخدامه للاموال. وعلى كل مادة ينشرها الوكيل الاجنبي يجب أن يظهر تصريح بارز عن انتمائه، ويجب عليه توضيح ذلك في أي محادثة مع جهات حكومية. من المحاضر يتبين أن شخصيات وهيئات كثيرة في امريكا خشيت من التعامل مع كونسرت بسبب ذلك.

في الجلسة الثالثة في كانون الاول 2018 عندما تمت مناقشة خطة العمل للعام 2019 أوضحت المديرة العامة التي تم تجنيدها للمشروع، اييلت شيلا تمير، بأنه “بسبب الصعوبة ورفض المتبرعين التبرع بشكل مباشر لكونسرت، يجب توفير آلية فيها يتم نقل التبرعات للمنظمة التي تقوم بالنشاطات ومنها لشركة كونسرت. أي أن الاموال ستحول مباشرة الى المنظمات وليس الى الشركة. في الجلسة الخامسة في نيسان 2019 ابلغت عن صعوبات في تجنيد التبرعات بسبب “الوضع السياسي” في الولايات المتحدة. وفي الجلسة السادسة في أيار 2019 ابلغت عن صعوبات في تجنيد التبرعات بسبب “تأثيرات خارجية” مثل فترة انتخابات، مراحل اقامة الشركة وتطورها في قضية “فارا”.

في الجلسة التاسعة والاخيرة حسب الوزارة، التي عقدت في كانون الثاني 2020، انقلبت الامور رأسا على عقب وكان اعضاء كونسرت هم الذين احتجوا امام الدولة على غياب الميزانية. في هذا اللقاء اظهر رئيس مجلس ادارة الشركة، ميخا افني، الاستياء من الميزانية الضئيلة للسنة القادمة في ظل التجميد في ميزانيات الدولة. “مطلوب ميزانية اعلى بكثير من المبلغ الذي خصصته الحكومة”، قال. “نحن بحاجة الى مرونة من اجل العمل بصورة منفصلة عن الحكومة وعن السياسة والميزانية. الشركة تبني شبكة علاقات مع هيئات ومتبرعين يخافون من العمل مع الحكومة. قرار عدم الوفاء بتعهدات الحكومة حسب قرار الحكومة هو امر مدمر. هذا مبلغ صغير من المال مقدما لمثل هذه الظاهرة الواسعة والقيمة التي ستحصل عليها الحكومة فيما يتعلق بالميزانية الحقيقية المطلوبة للتعامل مع هذه الظاهرة”.

وعلى سؤال ممثل الدولة كم هو عدد المتبرعين الذين ينتظرون دورهم للاستكمال من الدولة، اجابت المديرة العامة بأن هناك ثمانية برامج في العمل، لكن “لا يمكن التقدم لمتبرع جديد لأنه لا يوجد مبلغ مواز يمكن عرضه عليه من قبل الدولة”.

ما هي المشاريع التي تم تمويلها بمبلغ الـ 26 مليون شيكل التي تم استغلالها؟ في محاضر لجنة التوجيه قال اعضاء كونسرت بأنه منذ اقامتها تم التوقيع على 26 عقد. المجالات التي ركزوا عليها هي البحث والمعلومات، حملات توعية (دفاعية وهجومية)، النضال في الساحة الرقمية، بعثات دعاية لاشخاص “مؤثرين” الى اسرائيل وتعزيز الشبكة التي تؤيد اسرائيل. في مجال البحث ذكر مشروع في موضوع “المسؤولية المشتركة” بكلفة  مليون و90 ألف شيكل ومشروع في موضوع “العلاقة بين منظمات بي.دي.اس والجهات الارهابية بكلفة 2 مليون و400 ألف شيكل.

في كل ما يتعلق بـ “دعم منظمات في الشبكة المؤيدة لاسرائيل” جاء في البروتوكولات بأنه “تم تحديد اطار حد أعلى لتمويل مكون من عشرين وحدة تعزيز بمبلغ 200 ألف دولار لكل وحدة. ومن بين المنظمات المذكورة على أنها منظمات متعاونة مع كونسرت: بعثات من الاشخاص المؤثرين من قبل منظمة امريكية باسم “آورسولجرز سبيك”؛ بعثات لرجال دين افنغلستيين من منظمة “مسيحيون متوحدون من اجل اسرائيل” ومنظمة “اجنحة الصقور” التي يقول عنها اعضاء كونسرت بأنها “تعتبر الاكثر ليبرالية في العالم المسيحي الافنغلستي، لذلك هي قادرة على الوصول الى تجمعات اوسع”.

اضافة الى ذلك تم تمويل بمبلغ 2.5 مليون شيكل مشروع باسم “اسرائيل – از” الذي هدفه حسب الوثائق “اعداد اسرائيليين للرحلة الكبرى” – ورشات عمل للسياح الشباب قبل رحلاتهم الى امريكا الجنوبية وتايلاند. في موقع البرنامج كتب “لقد ولدنا من اجل المساعدة وتعزيز صورة اسرائيل في العالم بواسطة شباب يسافرون للرحلة الكبيرة التي يقومون بها بعد خدمتهم في الجيش”. وتم تمويل، ضمن امور اخرى، الاتحاد الصهيوني في جنوب افريقيا، وهي منظمة باسم “اسرائيل الايزفاونديشن” التي تعتبر نفسها مؤيدة لدعم اسرائيل سياسيا على قاعدة قيم يهودية – مسيحية ومشروع “مجموعة جدعون” لمنظمة “رجال احتياط في الجبهة” الذي يعد طلاب في ارجاء العالم لمواجهة بي.دي.اس في الجامعات في الخارج.

في اعقاب الطريق المسدود للميزانية الذي وصلت اليه كونسرت، في وزارة الشؤون الاستراتيجية ينوون تقليص ميزانيتها للسنوات القادمة وتغيير طريقة العمل فيها ومضمونها. من وزارة الشؤون الاستراتيجية ومن مشروع كونسرت ورد أن “المشروع المشترك انشيء في 2018 في اعقاب قرار حكومي كجزء من محاربة سلب الشرعية عن دولة اسرائيل. هذا المشروع كرس السنة الاولى لنشاطه بالاساس لترسيخ بنى تحتية معرفية وبلورة استراتيجية عمل. في السنة والنصف الاخيرة، على خلفية ثلاث جولات انتخابية وتجميد الميزانيات وازمة الكورونا العالمية، لم يتم تحقيق اهداف المشروع بالصورة التي خطط لها”.

وورد ايضا “خطة عمل مفصلة بمبلغ 60 مليون شيكل التي صودق عليها، لم تخرج الى حيز التنفيذ نتيجة الانتقال الى ميزانية استمرارية. ورغم الصعوبات حدث ارتفاع واضح ومستمر في حجم نشاط المشروع، وفيه ايضا: المبادرة الى مشاريع مشتركة مع نحو خمسين منظمة، عشرات ورشات العمل والبعثات، اعداد نحو ألف شاب اسرائيلي للدعاية في ارجاء العالم. يوجد للمشروع امكانية كامنة كبيرة لتحقيق مصالح دولة اسرائيل، على خلفية تحديات سلب الشرعية المتوقع عن اسرائيل. وعند تولي وزيرة الشؤون الاستراتيجية اوريت فركش هكوهين لمنصبها اصدرت تعليماتها بأن تتم دراسة معمقة لنشاطات المشروع وتعلم الدروس التي تمكن من الاستفادة القصوى بقصد استمرار شركة كونسرت بالعمل من اجل دولة اسرائيل واهدافها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى