ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  نوعا لنداو  – الكذبة الاسرائيلية عن غزة

هآرتس – بقلم  نوعا لنداو  – 25/5/2021

” صحيح أن اسرائيل قامت بسحب مواقعها العسكرية ومستوطناتها من القطاع، لكنها ما تزال تسيطر على حياة السكان هناك وهي تحتجزهم كأسرى وتتحكم بكل مجالات الحياة هناك “.

“اسرائيل انسحبت من غزة بشكل كامل”، هذا هو الشعار الاعلامي الذي اختارته رئيسة حزب العمل، ميراف ميخائيلي، كي تسوق للعالم في احدى المقابلات التي أجرتها مع وسائل الاعلام الدولية اثناء فترة الحرب. هذا الهجوم الخاطف اعتبرته في بيان للصحف “وطنية”، في اطار الحاجة، التي لا تتوقف لليسار في اسرائيل، الى الاثبات لليمين ولاءه الكبير للدولة. 

اسرائيل في الحقيقة قامت في شهر آب 2005 باخلاء مواقع عسكرية ومستوطنات من قطاع غزة. ولكن لا يمكن القول بأي شكل من الاشكال بأنها “انسحبت من غزة بشكل كامل”. فهي تستمر في السيطرة منذ ذلك الحين على طرق الوصول الى القطاع والخروج منه جوا وبرا وبحرا، وايضا تسيطر على سجل السكان الذي يؤثر على معبر رفح. هذا اضافة الى السيطرة الاقتصادية والتحكم بالبناء والتطوير وما شابه.

اسرائيل توجد تقريبا في كل مجالات الحياة من ناحية المواطنين في غزة، بما في ذلك مسألة السماح أو منع ارتداء الملابس المرقعة أو ارتداء الاحذية الرياضية (هذه تعتبر “مواد ثنائية الاستخدام”، التي يمكن استخدامها لاغراض عسكرية). ايضا مراسلون اجانب (واسرائيليون بالطبع) لا يسمح لهم بتغطية ما يجري في القطاع كما يريدون، استنادا الى الذريعة الوقحة التي تتمثل بالخوف على سلامتهم. وكأن المراسلين العسكريين في وسائل الاعلام الرائدة في العالم غير ناضجين بما فيه الكفاية من اجل اتخاذ قرارات كهذه بأنفسهم. 

الادعاء بأن اسرائيل قد انسحبت “بشكل كامل” من غزة هو على الاقل تضليل، وقريب جدا من الكذب.

هذه بالضبط هي المشكلة، في الوقت الذي لا يتم فيه اطلاق صواريخ من غزة، بالذات نحو تل ابيب، فان اغلبية الاسرائيليين الساحقة، بما في ذلك اليسار الصهيوني المذكور اعلاه، تكون على قناعة بأن كل شيء على ما يرام. ربما أن الغزيين فقراء جدا ومحبطين، لكن ذلك ليس فقط بسبب حماس. نحن حقا خرجنا من هناك في عملية الانفصال، وحتى ميخائيلي تقول ذلك. فماذا يريدون اذا. 

مثال حي على ذلك توفره اسرائيل في الوقت الحالي وبحق. اغلبية الاسرائيليين على قناعة بأن وقف اطلاق النار اعاد الوضع الى سابق عهده. نحن هنا وهم هناك وانتهى الامر. ولكن عمليا، منذ وقف اطلاق النار بقيت المعابر من القطاع واليه مغلقة امام البضائع والاشخاص. مصدر امني قال في يوم الاحد لمراسل “واللاه”، امير بوحبوط، الجملة المدهشة التالية: “أي طلب لنقل الغذاء، جثث لفلسطينيين توفوا في مستشفيات اسرائيل، ومواطنون يريدون العودة الى غزة، تم رفضه.

لماذا ادخال المواد الغذائية، وهي حاجة انسانية، يتم رفضه “بشكل قاطع” بعد وقف اطلاق النار. سبب ذلك لم يتم تقديمه في البداية، حتى ليس لعشرات المراسلين الاجانب الذين انتظروا في يوم الاحد من اجل الدخول الى غزة. ولكن هذا الجواب قدمه مؤخرا وزير الدفاع بني غانتس عندما أعلن بأن القطاع سيبقى في “المنسوب الانساني الاساسي”، وأي مساعدة اخرى ستكون مشروطة بحل مسألة الاسرى والمفقودين الاسرائيليين.

ما الذي يعنيه مصطلح “المنسوب الانساني الاساسي”؟ هل المواد الغذائية أو امكانية نقل المرضى لا يتم شملها في هذه الفئة؟ ورغم تصريحات جهاز الامن في صباح يوم الاثنين، بسبب الضغط الدولي، بأن اسرائيل ستسمح بنقل مواد طبية للامم المتحدة ودخول نشطاء اغاثة ومراسلين، إلا أن هناك منظمات مثل “اطباء من اجل حقوق الانسان”، حتى كتابة هذه السطور، يحظر عليها ادخال مواد طبية الى القطاع.

التصريحات والاحاطات واضحة وهي أن اسرائيل قررت مرة اخرى استخدام العقاب الجماعي في غزة، استجابة لحملة ابناء عائلات الجنود والمفقودين. وحتى الآن من غير الواضح ما الذي سيتم ادخاله الى هناك بسخاء منا. مرة اخرى 2 مليون شخص هم أسرى لنا. وعندما سيتفجر الوضع مرة اخرى فستندهش ميخائيلي هي والاسرائيليين وستقول “لكن اسرائيل انسحبت من هناك”.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى