ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم نوعا لنداو – اسرائيل قد تدفع ثمنا باهظا على حفلة تخريج ادارة ترامب

هآرتس – بقلم  نوعا لنداو – 22/11/2020

زيارة بومبيو الى اسرائيل دللت على أن مقربي الرئيس الامريكي التارك سلموا بالنتائج وهم يحاولون استنفاد الفترة المتبقية حتى النهاية. والادارة تبنت بشكل كامل موقف نتنياهو وسنرى أن هذه لن تكون الهدية الاخيرة “.

رئيس الولايات المتحدة التارك دونالد ترامب صحيح أنه ما زال يتحصن في البيت الابيض ويرفض بشدة الاعتراف بنتائج الانتخابات، الامر الذي جعل الرئيس المنتخب جو بايدن يتوجه بصورة استثنائية الى الجمهور ويجند تبرعات لتمويل فترته الانتقالية. ولكن مقربي ترامب سلموا كما يبدو بالنتائج وهم يركزون جهودهم في هذه اللحظة بالاساس في محاولة لاستنفاد حتى النهاية كل ما يمكنهم استنفاده على المستوى الايديولوجي والشخصي من فترة نهاية الحكم.

ويدلل على ذلك اكثر من أي شيء آخر حفل التخرج الغريب الذي عقده لنفسه مايك بومبيو في اسرائيل في هذا الاسبوع. زيارة وزير الخارجية التارك التي رافقتها فيها زوجته سوزان اعتبرت في جزء منها كـ “شخصية” من اجل عدم التورط مع ما بقي من الاجراءات في وزارة الخارجية، وهو تمرين قديم في كتاب الدبلوماسية، وكأنه يمكن أصلا الفصل بين “الشخصي” و”الرسمي” في جولة كهذه، خاصة عندما انضم الى بومبيو طوال الوقت السفير الامريكي في اسرائيل، ديفيد فريدمان، وحاشية كبيرة من رجال الامن الاسرائيليين.

الرحلة شملت جولات احتفالية في موقع مدينة داود وموقع التعميد، قصر اليهود، وزيارة قصيرة في نقطة رقابة في هضبة الجولان مع وزير الخارجية غابي اشكنازي، ووجبة غداء استثنائية في مركز الزوار الجدد في مصنع نبيذ المستوطنين بسغوت، وللتحلية زيارة في “متحف اصدقاء اسرائيل”، الافنغلستي تماما – وهي مواقع تميز بمعظمها بالاساس الحلف غير المقدس بين المسيحيين المتعصبين في الولايات المتحدة مع اليمين الاستيطاني في اسرائيل الذي تعمق كثيرا في فترة ولاية ترامب.

بين هذه المحطات اعلن بومبيو، الذي هو نفسه افنغلستي وله تطلعات سياسية مستقلة للمستقبل، عن هدايا اللحظة الاخيرة لليمين الاسرائيلي: اعتبار حركة “بي.دي.اس” حركة لاسامية ووسم المنتجات المصدرة الى الولايات المتحدة من المستوطنات كـ “انتاج اسرائيل”. وليس صدفة أنه تم ربط هذين القرارين معا؛ هما يتبنيان بالكامل موقف حكومة نتنياهو الذي بحسبه كل من ينتقدها هو فعليا “لاسامي”، والمستوطنات هي جزء لا ينفصل عن اسرائيل.

نتنياهو والمستوطنون يعملون منذ سنوات كثيرة على طمس الحدود بين اسرائيل والمستوطنات، ضمن امور اخرى بذريعة أن مقاطعة منتجات المستوطنات تعني مقاطعة اسرائيل، لهذا هي نزع الشرعية عن مجرد وجودها. هذا الموقف دفعت به قدما وزارة الشؤون الاستراتيجية في عهد الوزير جلعاد اردان، الذي يشغل اليوم سفير مزدوج لدى واشنطن والامم المتحدة.

هدف هذه القفزة المنطقية التي هي غير منطقية تماما، هو الغاء كل تمييز بين المستوطنات واسرائيل ذاتها، وبهذا حرمان المستهلكين في ارجاء العالم من حقهم في مقاطعة منتجاتها احتجاجا – وهي ممارسة هناك عدد غير قليل من الاسرائيليين يؤيدونها. وليعرف المغرد يئير نتنياهو بأن هذا لا يحولهم الى لاساميين. اذا لم يتم خلق ضغط يجعل ادارة بايدن تلغي أو يتم افراغ هذه القرارات من المضمون فلن يكون بالامكان التمييز بين منتج اسرائيلي ومنتج مصدره المستوطنات. بهذا فان دولة اسرائيل تطلق النار على ساقها، وليس فقط على قدمها اليسرى.

هذه بالطبع ليست هي العمليات الاخيرة لنهاية موسم ترامب التي ستكلفنا غاليا. كما أنه في الوقت الذي تنبأت فيه الاستطلاعات بفوز بايدن سارعوا في الادارة الامريكية الى وضع المزيد من الاتفاقات، منها التعاون العلمي مع جامعة اريئيل. في حملة التصفية هذه كان ينقص لاستكمال قائمة مشتريات نتنياهو فقط جونثان بولارد، وأمس حصل ايضا عليه عندما قررت وزارة العدل الامريكية عدم تمديد القيود على الجاسوس اليهودي الامريكي والسماح له بالسفر الى اسرائيل. حفلة التخرج هذه لم تنته بعد، فهي ستجلب معها ايضا قرارات متهورة وسريعة تهدف الى تقييد الرئيس القادم، بالضبط حتى اللحظة الاخيرة، التي فيها سيفصلون بالقوة أيدي ترامب عن موارد البيت الابيض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى