ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  نحاميا شترسلر – ليست فقط تل ابيب هي الغالية جدا

هآرتس – بقلم  نحاميا شترسلر – 3/12/2021

” الرد الصحيح على غلاء المعيشة هو زيادة المنافسة وتقليص البيروقراطية “.

لقد تم تتويج تل ابيب في هذا الاسبوع على أنها أغلى مدينة في العالم. الحقيقة هي أن هذا غير مفاجيء. على مدى سنوات كثيرة نحن هنا نقوم بانتقاد سياسة الحكومة التي تتسبب بغلاء المعيشة المبالغ فيه في اسرائيل بشكل عام وفي تل ابيب بشكل خاص. وقد كتبنا هنا عن فرض الضرائب المرتفعة، وعن الارنونا التي ترتفع في كل سنة وعن الضرائب المرتفعة التي يتم فرضها على المواد الغذائية مثل اللحوم والحليب والدجاج والاسماك وزيت الزيتون والخضراوات والفاكهة، وعن الاحتكار في فرع الحليب والبيض وعن قوة لجان الموانيء التي تعيق تفريغ السفن، وبهذا ترفع ثمن كل شيء، وعن المركزية العالية في سوق الغذاء والتأمين والبنوك، وعن المستوردين الحصريين الذين يقومون برفع الاسعار، وعن احتكار الحاخاميات التي ترفع سعر كل شيء، وعن معهد المواصفات والمقاييس الذي يكبح المنافسة في الاستيراد وعن زيادة البيروقراطية والتنظيم. في الحقيقة كل هذا معا يؤدي الى منافسة متدنية واسعار مرتفعة، التي هي الاغلى في العالم.

على سبيل المثال سنأخذ الزبدة. قبل بضعة ايام وقع وزير المالية ووزير الزراعة على استبعاد الزبدة من الرقابة على الاسعار. المزارعون ومربو الابقار عارضوا ذلك. دائما هم يعارضون. هم مع استمرار سيطرتهم الحصرية على سوق الحليب ومنتجاته. الحديث يدور عن كارتل مطلق، لا يوجد له مثيل في العالم، ربما باستثناء الموجود في كوريا الشمالية. هذا الكارتل تتم ادارته بواسطة “مجلس الحليب”، الذي يحدد كمية الحليب التي يجب انتاجها ومن الذي ينتجها وسعرها. في المجلس يوجد مزارعون ومربو ابقار، لذلك فان النتيجة هي أن ثمن الحليب الخام في اسرائيل اعلى 25 في المئة من سعره في اوروبا، الامر الذي يؤدي الى اسعار مرتفعة لكل منتجات الحليب مثل الاجبان الطرية والاجبان القاسية والقشدة واللبن والزبدة. من اجل الحفاظ على الاسعار المرتفعة والمثيرة للغضب هذه تقوم الدولة بفرض جمارك مرتفعة تمنع المنافسة في الاستيراد. 

نتيجة لهذه الرقابة الصارمة وصلنا في العام 2019 الى نقص كبير في الزبدة. ولكن رغم هذا النقص إلا أن مربي الابقار عارضوا استيراد الزبدة بدون جمارك. بالنسبة لهم، ليستمر النقص وليعاني الجمهور. الاساس هو أن لا تكون هناك أي منافسة. ولكن في هذه المرة لوبي الزراعة فشل. وفي شهر شباط 2020 تم الغاء الجمارك. النتيجة كانت فورية وهي استيراد كبير وانهاء النقص وارتفاع عدد انواع الزبدة وزيادة الجودة وانخفاض الاسعار. امر استبعاد الرقابة الذي وقع عليه افيغدور ليبرمان وعوديد بورار هو مرحلة اخرى في تحويل سوق الزبدة الى سوق حرة حقيقية. هذه الخطوة ستخفض اكثر سعر الزبدة وستحسن اكثر الجودة والتنوع. ولكن معالجة هي فقط خطوة صغيرة في عملية مطلوبة من اجل خفض جميع الضرائب المفروضة على المواد الغذائية.

منذ فترة غير بعيدة تعهد ليبرمان وبورار بخفض الجمارك على استيراد الخضار والفواكه والغاء الاحتكار في فرع البيض. ولكن هذه الاصلاحات لم تدخل في ميزانية 2022 في اعقاب ضغط المزارعين. هل سيتم تنفيذ هذه الاصلاحات في هذا الشهر مثلما وعدا؟.

على هذه الخلفية من المدهش اكتشاف أن وزيرة الاقتصاد اورنا باربي باي تذهب بالضبط في الاتجاه المعاكس. فهي تريد ادخال الخبز الكامل الى رقابة الاسعار. الامر يتعلق بخطوة ستضر المستهلك وتفيد المنتج. دائما عندما تكون رقابة فان المنتج ينجح في اقناع “مراقب الاسعار” بأنه توجد حاجة الى “تحديث الاسعار للاعلى”. الحل هو مختلف. خفض الضرائب على الخبز ومنتجاته مثلما تم فعل ذلك بالنسبة للزبدة. ولكن باربي باي تبحث عن عناوين شعبوية، بالضبط مثل خطتها السيئة لالغاء قانون الاستهلاك الاهم: قانون تحديد الاسعار. 

من حسن الحظ أن ليبرمان يعارض الغاء قانون تحديد الاسعار. وقسم الميزانيات يعارض ادخال الخبز الكامل الى الرقابة. هما يعرفان أن الرد الصحيح على غلاء المعيشة هو زيادة المنافسة وتقليص البيروقراطية.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى