ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم نحاميا شترسلر – كفى يا غانتس ، اذهب الى البيت

هآرتسبقلم  نحاميا شترسلر – 16/2/2021

غانتس يجب عليه الاستقالة من السباق نحو الكنيست من الآن. هكذا سيقصر تشنجات احتضاره، وربما ايضا سيكفر بدرجة معينة عن الاضرار التي تسبب بها بدعمه للمتهم. اذهب الى البيت، يا غانتس “.

حتى كبار السن في صفد لا يذكرون جلسات حكومة هستيرية مثل هذه الجلسات. في حين أن بني غانتس يتحدث بانفعال عن اهمية فتح التجارة والثقافة الآن، فان بنيامين نتنياهو يرد عليه: “هذا مهم جدا، نحن سنستمر في الاسبوع القادم”. ولكن غانتس، كأنه تلقى بصقة في وجهه، لخص الجلسة: “كان نقاش جيد وحوار مثمر، سمعنا وأسمعنا. شكرا”. بيبي تقريبا مات من الضحك.

في نهاية المطاف لم يكن لنتنياهو في أي يوم شريك خاضع مثل غانتس. نوع من لحم العجل الطري الذي يعمل منه الشاورما ويقطع منه وجبة كل يوم. فقط قبل اسبوع اتهم غانتس بقتل متعمد لضحايا الكورونا. وهذا مثلما تتهم الأم تيريزا بابادة شعب. ولكن بدلا من أن ينفجر ويقول لبيبي مباشرة في وجهه: “أنت المسؤول عن قتل 5400 شخص في اعقاب تقديرك الشخصي – القانوني”. أجاب غانتس وبشكل متأخر: “لن أغفر لك هذه المقولة المخجلة”. هيا، بيبي ليس بحاجة الى العفو. خلافا لغانتس، بيبي يهتم باستمرار الاغلاق الجزئي من اجل أن ننزل اكثر عمقا الى قاع البئر من ناحية اقتصادية ونفسية، هكذا بحيث يكون الخروج من الظلام الى النور اكثر درامية بكثير. وهذا سيحدث في بداية شهر آذار عندما سيظهر بيبي في التلفاز ويعلن: “لقد انتصرنا على الكورونا، اخرجوا للاحتفال، اذهبوا الى العروض والفنادق والمطاعم وبرك السباحة والسوبرماركت، والى مباريات كرة القدم، واذهبوا لشرب كأس من البيرة . فقط لا تنسوا من أنقذكم”.

النتيجة ستكون النشوة. اصحاب الاعمال الحرة سينسون بمرة واحدة الديون الكبيرة التي تراكمت عليهم وسينسون الـ 80 ألف مصلحة تجارية التي اغلقت. العاطلون عن العمل سينتظرون عروض العمل، والآباء سيتجاهلون السنة الدراسية التي ضاعت. كل المستقبل سيظهر فجأة وردي وواعد قبيل 23 آذار القادم. وماذا عن الـ 5400 قتيل المسؤول عنهم نتنياهو؟ “دعك من هذا الهراء. من مات فقد مات”، سيقول الناس. وماذا عن العاطلين عن العمل والعجز الكبير والدين الخطير؟ “مرة اخرى، عدت الى اقتصادك المزعج. نحن سئمنا بالفعل”. وماذا عن الارقام القياسية العالمية في فترة الاغلاق وشل التجارة واغلاق المدارس؟ “هذا اصبح من الماضي البعيد. الآن حان وقت الاحتفال”.

الذاكرة القصيرة للجمهور ستتآكل مرة اخرى لصالح بيبي، بالاساس عندما تكون المعارضة “الداخلية” له هي غانتس وزمرته. الحديث يدور عن جماعة غريبة، لو أنها استقالت في شهر آب بعد أن خرق نتنياهو الاتفاق معها ولم يقدم الميزانية، لكان بيبي سيتعثر في انتخابات تشرين الثاني. لأن الوباء كان في الذروة ولم يكن يوجد لقاح. ولكنهم فضلوا كراسي جلد الغزال وملذات الحكم.

مؤخرا سمحوا لبيبي بأن يحول ميزانية كورونا ضخمة للعام 2021 (70 مليار شيكل)، الامر الذي مكنه من توزيع رشوة انتخابات لكل شخص. بدون هذه الرزمة كان الاقتصاد سيدخل في شلل والغضب منه كان سيكون كبيرا، الامر الذي كان سينعكس في صناديق الاقتراع. من الواضح أنه لو كان الوضع خلافا لذلك، لما كان نتنياهو وهورودس يحلمان حتى بالمصادقة لغانتس على أي ميزانية. واذا لم يكن هذا كاف، فانه في هذه الايام بالضبط يضغط بيبي وهورودس على غانتس ليصادق على توزيع منح جديدة لكل مواطن وولد، حتى العشرية السابعة. وهم مصوتو الليكود والاصوليون والعرب. الحديث يدور عن رشوة انتخابات واضحة، التي يعارضها قسم الميزانيات، لكن العجل الطري يتوقع أن يصادق عليها. لأنه في نهاية المطاف هو يعمل في خدمة بيبي.

ليس غانتس فقط، حتى اللاجئون الباقون من ازرق ابيض يواصلون خدمة الملك. غابي اشكنازي يواصل اصدار بيانات عن “انجازات دبلوماسية” مضحكة. ميخائيل بيتون يخاف أن يقول نصف كلمة عن العلاقة الواضحة بين قتلى الكورونا وبيبي. اوريت فركش هكوهين تدافع عن الحكومة في كل مناسبة، وحيلي تروفر يدفع نحو فتح مؤسسات الثقافة في بداية الاسبوع القادم، بالضبط حسب خطة بيبي. جماعة مهووسة لن تجتاز نسبة الحسم، لكنها ستتسبب بضياع 100 ألف صوت ستذهب الى صندوق القمامة، الامر الذي سيمهد الطريق أمام فوز بيبي.

لذلك، غانتس يجب عليه الاستقالة من السباق نحو الكنيست من الآن. هكذا سيقصر تشنجات احتضاره، وربما ايضا سيكفر بدرجة معينة عن الاضرار التي تسبب بها بدعمه للمتهم. اذهب الى البيت، يا غانتس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى