ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم نافا درومي – الاساس هو أن أيمن عودة يقتبس ليئا غولدبرغ

هآرتس – بقلم  نافا درومي  – 23/1/2020

أيمن عودة يخيف الكاتب لأنه ينجح في تغليف رؤيته الحقيقية بالقطن ويقوم ببيعها لأفضل أبنائنا، بمن فيهم نائب رئيس الاركان السابق يئير غولان. ونحن يمكننا فقط تعزية أنفسنا بحقيقة أن الاغلبية العقلانية في اسرائيل لا تصدق ذلك “.

إن الاعتقاد بأن أيمن عودة سيكون زعيم اليسار، مثلما اقترحت ايريس ليعال في مقال لها نشر في “هآرتس” في 17/1، يخيفني. يبدو أن أيمن عودة قد قام بحل شيفرة خزنة روح من يحبون السلام الساذجين، وهو يقوم بخداعهم ببراعة بمساعدة لغته العبرية الطليقة والقصائد مع التركيز على ليئا غولدبرغ.

ولكن أيمن عودة لم يخف في أي يوم نواياه الحقيقية. ففي العام 2006 قام بالتوقيع على وثيقة بعنوان “الرؤيا المستقبلية للوسط العربي في اسرائيل”. وفي الوثيقة فان النخبة العربية تريد تقديم حل عادل لمشكلة اللاجئين، وهي تحتج علنا على اعتبار الدولة دولة يهودية. “اعتبار الدولة دولة يهودية”، كتب في الوثيقة “يضعنا في مواجهة مع طابع وجوهر الدولة التي نعيش فيها”.

عودة هو شخص مثابر. فبعد سنة، في اعلان حيفا لـ “مدى الكرمل”، جمعية تعمل في الابحاث والسياسات التي تتعلق بعرب اسرائيل والفلسطينيين، قام بالتوقيع على اقوال مشابهة تدعو للاعتراف بحق العودة والغاء هوية اسرائيل اليهودية. وقد كرر اقواله هذه في العام 2016 و2017 فوق منصات مختلفة.

بالنسبة للادعاء بأن عودة قد تغير: قبل اسبوعين قام صحفي من “مكور ريشون”، يشاي فريدمان، بتصوير فيلم قصير ظهر فيه عودة وهو يقول إن التعاون مع ازرق ابيض هو حيوي من اجل اسقاط اليمين وتحطيم هيمنة الصهيونية. والاستنتاج هو أن تأييد عودة مثل معارضة طابع دولة اسرائيل اليهودي والصهيونية. هذا ببساطة توافق مع ادعاء أن الشعب اليهودي لا يجب أن يعيش هنا ويكون هو السيد.

أنا لا أقول إنه لا يمكن تفهم السحر. أيمن عودة كان الأمل بالنسبة للكثيرين عند توليه منصبه. وحتى موشيه آرنس كان مليئا بالتوقعات ونشر مقال هنأ فيه عودة، “أتوقع سياسة عربية براغماتية تطمح الى التعايش وتحسين الوسط العربي” (“هآرتس”، 28/4/2015). هذا التوقع كان بسبب أن عودة وعد بعدم الخروج من قاعة الكنيست عند انشاد النشيد الوطني “هتكفا”. لا تقلقوا، عند أداء القسم في الكنيست الـ 21 خرج اثناء انشاد النشيد الوطني. ولكن ليس فقط “هتكفا” هو الذي ملأ قلب آرنس وغيره بالأمل. فتوقع اليسار القليل من عودة ومن شريكه احمد الطيبي يتعلق ايضا بالموضوع، حيث أنهما دائما يحظيان بمقابلات ودية. ومن يقومون باجراء المقابلات معهما لا ينزلون الى عمق قضايا ثقيلة يمكنها تخريب الاحتفال. فلماذا لم يتم سؤالهم ولو مرة واحدة اذا كانا زارا الشاب العربي المثلي الذي تم طعنه على يد شقيقه في تل ابيب؟ وهل سألوا الطيبي في أي يوم هل كان شاهدا على المصادقة على تنفيذ عمليات عندما كان مستشارا لياسر عرفات؟ هل هو فخور بوظيفته هذه؟ لماذا لا يسألون عودة عن العلم الذي كان يريده للدولة هنا؟ هل يوافق على الهوية اليهودية لاسرائيل؟.

نحن نريد بالتأكيد السلام والتعايش، الى درجة أننا لا نصعب عليهم ولو بالقليل. تكفينا قصيدة ليئا غولدبرغ من أجل أن نرمي النصوص التي تتحدث عن الغاء طابع الدولة اليهودي أو تحطيم الصهيونية. أيمن عودة يخيفني لأنه ينجح في تغليف رؤيته الحقيقية بالقطن ويقوم ببيعها لأفضل أبنائنا، بمن فيهم نائب رئيس الاركان السابق يئير غولان. ونحن يمكننا فقط تعزية أنفسنا بحقيقة أن الاغلبية العقلانية في اسرائيل لا تصدق ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى