ترجمات عبرية

هآرتس– بقلم ميخائيل هرتسوغ – بايدن ليس طبعة جديدة لاوباما

هآرتس– بقلم  ميخائيل هرتسوغ – 10/11/2020

بايدن وكمالا هارس ينتميان للمدرسة القديمة من الحزب الديموقراطي وليس نسخة عن ادارة اوباما والتحديات التي تواجه الشرق الاوسط لن تكون من اولوياتهم وادارة بايدن ستشجع وبدون شك منح التطبيع بين الدول العربية واسرائيل ولكنه من المتوقع ان يفحص امكانية استغلاله يتطوير خيارات على الصعيد الاسرائيلي الفلسطيني بما في ذلك دفع اسرائيلي “بالعملة الفلسطينية” مقابل توسيع التطبيع .

العديدون في اسرائيل يبدون خوفهم من ان ادارة بايدن ستكون طبعة مكررة لادارة اوباما. بيد أن جو بايدن ليس هو باراك اوباما وسنة2021 ليست هي سنة 2009.

بايدن وكمالا هاريس ينتميان لمدرسة القيمة للحزب الديموقراطي. تلك التي تشعر بالتزام اساسي لاسرائيل، نابع (خلافاً لاوباما)، ايضاً من دوافع شعورية. كبار طاقم بايدن هم اغلبهم اعضاء متزنين وذوي تجربة من الاتصالات معهم في الاشهر الاخير يمكن ان يتولد الانطباع بان نظرتهم لتحديات الشرق الاوسط- والتي اصلاً لن تكون على رأس اهتماماتهم- هي نظرة حكيمة، وهم بعيدون جداً عن الآمال المنقطعة عن الواقع لايام اوباما في نظرته “للربيع العربي”، تقسيم الشرق الاوسط ما بين ايران والسعودية او رؤية الاسلام السياسي كدواء- مضاد للاسلام الجهادي.

هؤلاء الاشخاص استوعبوا عبر العقد الاخير وهم مدركون للتغيرات في البيئة الاستراتيجية. هم مستعدون للدفع قدماً بتعاون أمني مع اسرائيل وشريكاتها العربية، ولكن يمكن الافتراض بأنهم سيتعاملون بصورة انتقادية مع خرق حقوق الانسان في انظمة عربية مهمة لاسرائيل (مصر والسعودية). يبدو ان تركيا ايضاً- وهي وجه الرأس الاقليمي المتزايد- لن تكون راضية منهم (ايضاً بسبب النظرة المتعاطفة لبايدن من الاكراد).

في هذه الصورة الجزئية، المشبعة باللون الرمادي، هنالك امكانية كامنة لاحتكاك في مواضيع حاسمة لاسرائيل. بالنسبة لايرات تقول خطة بايدن بالعودة الى الشروط الاصلية للاتفاق النووي، وبعد ذلك اجراء مفاوضات لتحسين البنود الاشكالية في الاتفق الاصلي وعلى راسها بنود “غروب الشمس” (أي مواعيد الانتهاء القصير نسبياً للقيود التي فرضت على ايران)، وربما ايضاً بشأن سلوكها الاقليمي. رجالات بايدن يدعون بان العقوبات غير النووية (تلك المتعلقة على سبيل المثال بالصواريخ، دعم الارهاب وخرق حقوق الانسان) تبقى سارية المفعول، وانه سيكون بالامكان اضافة عقوبات في اطار جبهة امريكية- اوروبية موحدة والتي يعطيها بايدن خلافاً لترامب، اهمية كبيرة.

هذا الاسلوب سيشكل تحدياً للخطاب الاسرائيلي الامريكي. واذا فشلت  وواصلت ايران في قضم بنود الاتفاق النووي وتقصير”زمن الانطلاق” نحو تطوير قدرات  نووية عسكرية- ماذا ستفعل الولايات المتحدة من اجل وقفها؟ ما الذي سيعتبر اتفاقاً جيداً يصلح عيوب سابقه؟ وما هي احتمالات التوصل اليه مع تخفيف العقوبات؟ يبدو انه في هذه الاسئلة وجهة نظر اسرائيل والولايات المتحدة ستكون مختلفة.

ادارة بايدن ليس من المتوقع ان تعطي للقضية الاسرائيلية- الفلسطينية الاولوية التي اعطاها لها اوباما. ليس هنالك في اوساط رجالاته اوهام فيما يتعلق بامكانية حدوث انطلاقة في المفاوضات الاسرائيلية- الفلسطينية في هذا الوقت، وليس في نيتهم اطلاق خطة سلام خاصة بهم. على الاقل في المرحلة الاولى سيفضلون التركيز على ابقاء شباك مفتوح لاتفاق مستقبلي لحل الدولتين، بما في ذلك رفع الضم من جدول الاعمال، ومعارضة لتوسيع الاستيطان في يهودا والسامرة وحفظ خطة ترامب. حتى بدون مبادرة سياسية، فان احتمالية الاحتكاك واضحة.

ادارة اوباما ستشجع بدون شك منحى التطبيع بين اسرائيل والدول العربية، على الرغم من انه من غير الواضح الى أي درجة سيستثمر في الدفع به قدماً. مع ذلك فإنه من المتوقع ان تفحص امكانية استغلال ذلك في تطوير خيارات على الصعيد الاسرائيلي- الفلسطيني، بما في ذلك دفع اسرائيلي ب ” العملة الفلسطينية” مقابل توسيع التطبيع.

وبكوني شاركت في اتصالات كهذه- لا استطيع ان اؤكد بما فيه الكفاية على اهمية الحوار مع الادارة المنتخبة قبل تسلمها لمهامها. ستحسن حكومة اسرائيل صنعاً اذا تغلبت علىى نزاعاتها الداخلية وبلورة ما هو مهم لها في المواضيع الاساسية (ما توافق عليه وليس فقط ما تعارضه) وبدأت فوراً بمحادثات هادئة كهذه. من يتعب عشية السبت، يأكل في يوم السبت.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى