ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ميخائيل سفارد – كيف يقولون “كو – كلوكس – كلان” بالعبرية

هآرتسبقلم  ميخائيل سفارد – 27/1/2021

نظرة الرعب في عيون الفلسطينيين العاجزين والذين لا يملكونأي مكان للهرب اليه، تذكرني بصور من اماكن اخرى وعصورأخرى “.

المليشيات اليهودية تهاجم بالاساس في الليل، بالضبط مثل تقليداعمال الشغب العنصرية. عصابات مستوطنون ملثمون يقتحمون عند هبوطالظلام مفترقات الطرق والقرى بحثا عن بنات وأبناء الجنس المكروه. اعضاءهذه العصابات يغلقون الطرق من اجل القيام بعملية انتقاء والعثور علىسيارات ذات لوحات فلسطينية، ومهاجمة ركابها. هم ينقضون على البيوتفي قرى الضفة، يحطمون الزجاج ويشعلون الحرائق. هذا يحدث كل ليلة منذشهر تقريبا لأن اصدقاء سانداك، أحد شبان التلال الذي للاسف قتل فيمطاردة للشرطة، قرروا أن يدفع الفلسطينيون ثمن موته. منظمة حقوقالانسانيوجد حكم” (التي أعمل كمستشار قانوني لها) وثقت في هذهالفترة 47 هجوم ليلي مختلف حدثت فيها اضرار كثيرة للممتلكات وأصيبفيها على الاقل 14 شخص. مئات من مثيري الشغب، والقليل منهم اعتقلوا. في الاسبوع الماضي اصيبت طفلة إبنة 11 برأسها في قريتها مادما وطفلإبن 5 سنوات أصيب بحجر في وجهه في شارع 60.

في كل يوم مجموعةيوجد حكمفي الواتس أب، تبدأ بالكتابة فيالساعة السابعة أو الثامنة مساء وجلب اخبار اولية من باحثي المنظمة فيالضفة. وبعد نصف ساعة أو ساعة تبدأ بالتدفق الافلام والصور. عائلةاخرى نوافذ بيتها حطمت اثناء تناول وجبة العشاء. سائق فلسطيني أوشكعلى أن يقتل على الشارع، سيارة اخرى حرقها المشاغبون، واختناقاتمرورية اخرى ضخمة لعمال لا يستطيعون العودة الى بيوتهم بعد انتهاء يومالعمل.

بالضبط في الوقت الذي يزداد فيه عنف المستوطنين، نشرات الاخبارتبث في التلفاز. ولكن سيارات البث الاسرائيلية المتحركة لا يتم ارسالها الىالقرى الفلسطينية، أو حتى الى شارع 60، الشارع الرئيسي من بين شوارعالضفة. عندما تبلغ نشرات الاخبار عن اعمال شغب لكتائب التفوق اليهودي(معظمها لا يتم الابلاغ عنه)، فانها تبلغ باختصار شديد، إلا اذا هاجماعضاء هذه المجموعات رجال الشرطة وقاموا بقلب سيارات الشرطة. حينهاايضا تكون هناك اعتقالات واسعة. وطالما أن المصابين من غير اليهود وطالماأن البيوت التي يهاجمها المشاغبون لا توجد على ابوابها المازوزة، فان الخبرلا يتطور ليصبح تقرير حقيقي.

ولكن المعلومات متاحة للمعنيين. في حسابات منظمات حقوق الانسانفي الشبكات الاجتماعية وفي مواقع أخباريسارية، منها هذه الصحيفة،يمكن مشاهدة افلام قصيرة مرعبة لمسافرين فلسطينيين يتعرضون لرشقالحجارة، التي تحطم نوافذ السيارات اثناء السفر على الشارع. يمكننا رؤيةصور لبيت بعد هجوم الكتائب اليهودية، حيث شظايا الزجاج تنتشر فيالمطبخ وفي غرفة النوم، وبقايا دماء المصابين على الارض. هناك يمكن ايضارؤية صور اطفال اصيبوا، وصورة طفلة أنفها منفوخ وينزف، وصورة طفلصغير ربما يكون في الروضة، وهو يبكي في سيارة اسعاف الهلال الاحمر،وجهه الطفولي محطم من اصابة حجر.

رغم أنني ابذل كل ما استطيع كي اطرد هذه الافكار من رأسي، إلاأن صور الاطفال وآباءهم تستدعي لدي صور اخرى. هذه النظرة المذهولةفي عيون من لا يوجد لديهم مكان يهربون اليه، ومن المشكوك فيه أن يكونهناك من يدافع عنهم، تذكرني بصور من اماكن اخرى وعصور اخرى. صورليهود. يهود أخرون. صور لزجاج محطم في بيوت ومحلات اليهود. التفكيرفي أن أحفاد المطاردين في ذلك الوقت قد انتقلوا الى الجانب الآخر فيمشهد الحجر والنافذة المحطمة، هذا التفكير يجمد الدم في العروق.

يجدر بكل واحدة أن تجيب لنفسها على السؤال، هل الجيش الاقوىفي الشرق الاوسط لا ينجح أو لا يحاول حقا أن يوقف الـكو كلوكس كلانالعبرية. في اختبار النتيجة يتم التخلي عن رعايا الاحتلال الاسرائيليللاحكام التي ينزلها بهم من يحتلون البلاد برعاية تراخي الجيش وجهازانفاذ القانون.

في الانتخابات القادمة سيفوز اليمين. من نتائج الاستطلاعات يتولدالانطباع بأنه من ناحية سياسية فان الانتخابات هي للجنة الداخلية لمجلسيشع“. وسائل الاعلام تضخم الفجوات الداخلية في اليمين التي يتم التعبيرعنها من خلال التعامل مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لكن الى جانبهذا الخلاف الشخصي (الذي لا يوجد شك في أنه مهم وله تداعياتحقيقية)، يجب قول الحقيقة: في كل ما يتعلق بالنزاع بين اسرائيلوالفلسطينيين فان اليمين الكولونيالي خلق شبكة احزاب مستنسخةايديولوجيا. هذه عملية ابداعية. مثل الشركة الاحتكارية التي تنشيء شركاتفرعية من اجل أن تتنكر هذه في صورة شركات منافسة، وهكذا يمتصونأموال المستهلكين الذين سئموا من الصنف الذي يسيطر على السوق. ولكنمن هنا ومن هناك الاموال تتدفق الى نفس الجيب. الجيب الذي يصبون فيهتخليد الاحتلال، وحرمان الواقعين تحت الاحتلال من الحقوق، والضموالابرتهايد. ليس من الغريب أن أحد من زعماء الاحزاب البديلة لم يشق ثوبهولم يضع التراب على رأسه عند مشاهدة ابناء شعبه وهم يتصرفون مثلمارقين مع المحتلين العاجزين. جدعون ساعر ونفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان(لا حاجة الى ذكر بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا في السابق رعاعه الىوقف الفلسطينيين في الطرق)، لا تتجرأوا على القول بعد ذلك بأنأيديناغير ملطخة بهذا الدم“. الصمت يعني التخلي. وصمتكم يسمعه رجالالشرطة والجنود والضباط والمراسلون والجمهور الاسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى