ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ميخائيل سفارد – برج خليفة لن يخفي الابرتهايد

هآرتسبقلم  ميخائيل سفارد – 18/8/2020

يجب على بيبي أن يتذكر بأنه حتى وهو يصنع السلام فهو مازال رئيس دولة مجرمة تمارس الاجرام ضد شعب واقع تحت سيطرتها “.

نتنياهو يسوق الاتفاق مع اتحاد الامارات كدليل على أن السلام فيالشرق الاوسط لا يقتضي استقلال وتحرير فلسطيني. واذا اردنا قولالحقيقة، فان مناحيم بيغن واسحق رابين سبق واثبتا ذلك قبله عندما لمتشترط اتفاقيات السلام التي تم التوقيع عليها مع مصر والاردن انهاءالاحتلال. ولكن نتنياهو هو أول رئيس حكومة يلوح بعدم حل الصراع بيناسرائيل والفلسطينيين كانجاز سياسي. يمكن أن يكون محقا. يمكن أنالاتفاق مع الامارات يثبت أنه بالامكان تطبيع العلاقات مع دول كثيرة فيالشرق الاوسط والاستمرار في احتلال شعب عربي. حيث أنه على الوثائقيتم التوقيع بالأيدي، أما على حنجرة الفلسطينيين فيتم الدوس بالارجل،ويمكن القيام بالأمرين في نفس الوقت. اذا ما هو الغريب؟ كيف يفيدنا هذاوالى أين سيوصلنا؟.

كل التطبيعات في العالم، كل انظمة تتبع معارضي النظام التيستبيعها اسرائيل بفضلها للديكتاتورات في منطقتنا، وكل عمليات التسوقالتي سيقوم بها الاسرائيليون في المجمعات التجارية في دبي، لن تخفيجريمة الابرتهايد التي نواصل ارتكابها تجاه الشعب الفلسطيني. في الوقتالذي نبني فيه علاقات مع دول الخليج فان سياسة حكومتنا تواصل بكلالطرق فرض الدونية على الفلسطينيين، وتطوير تفوق يهودي. هي تؤسسحياة خالية من الحقوق لملايين الاشخاص، مع قمع منهجي من خلالاستخدام القوة وتحرمهم من كل موارد وطنهم. هذه السياسة تبدو بشكل أقلجودة من الاحتفالات في حدائق البيت الابيض، وتشكل محرك قوي لتغييرتدريجي، لكن مستمر ودراماتيكي بالنسبة لاسرائيل، بالاساس في المجتمعالمدني الدولي، وتدريجيا ايضا لدى زعماء سياسيين وحتى في تجمعاتيهودية كثيرة في أرجاء العالم. نحن نفضل تصنيف كل عنصر في هذهالعملية على أنه لاسامي من اجل الحصول على اعفاء من مواجهة انتقاد. وهكذا على الطريق نحن نقوم بتنفيذ فعل مشين في النضال الهام ضدكراهية اليهود.

انجاز نتنياهو سيؤدي كما يبدو الى أن الدبلوماسية العالمية ستركزعلى الاحداث البراقة للاحتفالات بالعلاقات الجديدة بين اسرائيل ودولالخليج. وربما حتى ستصدر طبعة جديدة من الكتاب الاكثر بيعافيلا فيالغابة“. ومن المعقول أن العالم سيرفع (مرة اخرى) نظره عن اقبية التعذيبالتي تعمل 24 ساعة في اليوم وسبعة ايام في الاسبوع تحت قاعة الحفلاتالاسرائيلية. ولكن هذا التجاهل لخزانة الهياكل العظمية لدينا توجد له حدود.

الفلسطينيون غير ذاهبين الى أي مكان. الابرتهايد الاسرائيليسيواصل البزوغ من كل زاوية. وحتى لو وضعوا برج خليفة في قلندية فهو لنيخفي معسكر عوفر الذي يقع قربه. هناك المحكمة العسكرية متجمدة منذعشرات السنين من اجل قمع سياسي وحشي (نعم، وكذلك لمعاقبة القتلة). وهو لن يخفي جهاز القضاء المزدوج الذي يظهر في اللافتات في الشوارعالمنتشرة على جانبي الحواجز في الضفة الغربية، وتوضح أن هناك قانونللفلسطينيين وآخر لليهود. وهو لن يخفي جدران الفصل والتطوير اليهوديالكثيف الى جانب منع وهدم كل تطور فلسطيني، والبنى التحتية المنفصلةبطريقة منفصلة وغير متساوية على الاطلاق.

اسرائيل تتجول بالطائرة مثل رئيس المنظمة الاجرامية الذي يرتديبذوق رفيع ويشم رائحة عطر فاخر، لكن الجميع يرى المكالمات الهاتفيةالعصبية التي يجريها، والمسدس الذي يخرج من جيب معطفه. ويعرفون أنامواله هي اموال مجبولة بالدم. اسرائيل مضطرة الى استثمار طوال الوقتموارد ورأس مال سياسي للحفاظ على التجاهل الدولي لجرائمها، والتعاونمع زعماء مستبدين وتطوير علاقات مع دول مجذومة. واستمرار الاحتلالوالابرتهايد يلزمنا بالعضوية في العالم السفلي الدولي. ويتطلب منا أن نعيشحياة اجرامية.

اذا ربما يكون نتنياهو على حق، ويمكن أن نصنع سلام مع دول عربيةمن فوق رؤوس الفلسطينيين. ولكن هذا ليس هو حقا ما حاول أن يقوله. النص الفرعي هو أنه اذا كان بالامكان قضاء عطلة نهاية الاسبوع في سباقالجمال في صحراء دبي، فلن يكلفنا الاحتلال والفصل العنصري أي شيء،نحن الاسرائيليون. اذا كان يمكن التوصل الى علاقات طبيعية مع جيراننابدون أن يحظى فلسطيني واحد بحريته، فكل شيء جيد وليس هناك سبب أوضغط لحل العقدة الفلسطينيةالاسرائيلية. ولكن هذا بالضبط طريقة تفكيرمجرم. اذا كان الجيران لا يقولون أي شيء عندما تسمح صرخات الاستغاثةلزوجتي وأنا اضربها، فلا توجد مشكلة. يمكن مواصلة الضرب؛ واذا لم ادخلالى السجن بسبب السرقة فليس هناك سبب للتوقف عن السرقة.

الاسرائيليون يجب عليهم التمرد ضد الابرتهايد الذي يمارس باسمهم،وليس لأنه سيأتي شرطي أو لأنه لم تتم دعوتنا للحفلات، بل لأن اشخاصمحترمين لا يرتكبون جرائم حرب أو جرائم ضد الانسانية. لأننا جميعا بشرويجب علينا أن لا نصنع لشعب آخر أمر مكروه عليها. لأنه اذا كان هناكعبرة ما من تاريخ شعبنا فهي أن نتجند من اجل مجموعات انسانية يمارسضدها التمييز ويتم استغلالها واضطهادها. اذا، مبروك يا بيبي على الاتفاقمع الشيخ خليفة. ولكن عليك أن تتذكر: حتى وأنت تصنع سلام فانك ما زلترئيس دولة تمارس الاجرام ضد شعب موجود تحت حكمها. واذا كان عليالمراهنة فان هذا ما سيسجل في صفحتك في ويكيبيديا بعد مئة سنة، وليسأنك فتحت خطوط الهاتف مع أبو ظبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى