ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ميخائيل سفارد – أنتم، يا من تتعرضون لقاطفي الزيتون، لستم اخوتي

هآرتس – بقلم ميخائيل سفارد – 20/10/2020

في الايام العادية وفي ايام الوباء هناك أمر واحد ثابت وهو أن خط الكلوكس كلان لشبان التلال يواصل قطع الاشجار وسرقة المحصول واحراق الحقول، والجيش الاسرائيلي يتعاون معهم “.

في السنوات الاخيرة اكتشفت منظمات حقوق انسان اسرائيلية وفلسطينية اكتشافا اختراقيا، ولربما أن تفوز احداها في المستقبل بجائزة نوبل للفيزياء. الباحثون في هذه المنظمات شخصوا أنه الى جانب سرعة الضوء وثابت الجاذبية فان الطبيعة منحتنا ثابتين عالميين آخرين: زعرنة مستوطنين مثيرة للاشمئزاز، تتزايد في موسم قطف الزيتون. وفشل يصل الى حد التعاون لجهات انفاذ القانون الاسرائيلية.

الوقت يمكن أن يطول أو يتقلص، والفضاء يمكن أن يمتد أو يتقلص، لكن سرعة الضوء ستبقى 300 ألف كيلومتر في الثانية. هكذا ايضا زعرنة المستوطنين. في ايام محادثات السلام وفي ايام مؤامرة الضم، في الايام العادية وفي ايام الوباء، في اوقات الازدهار وفي اوقات الركود – سرقة الزيتون وقطع الاشجار ومهاجمة قاطفي الزيتون تبقى على حالها.

ايضا الضابط والجندي المنضبطين واللذين يتجولان بتثاقل بين شباب الكلوكس كلان للتلال، في حين أن هؤلاء يقومون برشق الحجارة على قاطفي الزيتون الفلسطينيين، يصلون الى المنطقة بدون رغبة كل سنة بالضبط مثل الساعة الاوتوماتيكية. وزراء دفاع يأتون ويذهبون، قادة فرقة الضفة الغربية يصبحون جنرالات ورؤساء اركان ورؤساء حكومات بديلين، ويبقى موسم قطف الزيتون دمويا. التثاؤب والكسل والتساهل من قبل الجيش، الجوائز التي تعطى للمهاجمين ولعدائية القوات تجاه الضعفاء تظهر بصورة ثابتة مثل شروق الشمس في الصباح. مظليون، جفعاتي، غولاني أو الناحل. كفير أو رجال المدفعية.

مدونة قواعد السلوك يتم تمريرها من دورة تجنيد الى دورة اخرى سوية مع تراث المعارك واغاني العار. في ايام ازمة صحية واقتصادية، في واقع فوضوي فيه لا نعرف متى سيتم فتح المدارس ومتى يمكننا العودة الىصالونات الحلاقة، فان عنف المستوطنين وتعاون الجيش هما جزيرة من الاستقرار، صخرة نادرة لليقين.

هكذا ايضا في موسم قطف الزيتون في هذه السنة، الذي بالكاد بدأ. في ايامه التسعة الاولى وصلت الى منظمة حقوق الانسان الاسرائيلية “يوجد حكم”، تقارير عن 20 حادثة تعرض لقاطفي الزيتون. في سبع حالات هاجم مستوطنون بصورة عنيفة قاطفي الزيتون، وفي ثماني حالات محصول الزيتون تمت سرقته. في تسع حالات تم قطع مئات الاشجار وفي حالة واحدة تم احراق حقل. في حوارة ونعلين قاموا باصابتهم، وفي جبعة هددوا وقطعوا وسرقوا. وفي عين يبرود هاجموا، وفي فرعتا وبورين قاموا بالسطو.

افلام فيديو قصيرة تتدفق لنشطاء حقوق انسان في ارجاء الضفة. المزارعون يرون ممتلكاتهم تسلب ولا يستطيعون فعل أي شيء. إن عجز النظر عن بعد هو أمر مهين، لكن مواجهة المشاغبين هي أمر اصعب. ماذا قال أحد رجال الكتائب اليهودية لاصحاب الاراضي الفلسطينية في برقة، في حادثة وثقت في مقال لاهود حمو من “اخبار 2”: “الله اعطانا هذه الارض، أنا إبن الله وأنت عبده”. هذا حدث على بعد اقل من ساعة سفر من مركز البلاد. في هذه الاماكن التي يتجاهل وجودها الجمهور الاسرائيلي المنغلق، اماكن من المشكوك فيه اذا كان 1 في المئة من السكان قد سمعوا عنها. على الرغم من أن افضل ابناءنا وبناتنا يعملون على تحسين السيطرة عليها منذ ستة عقود.

توجد جذور للشر. وما نشاهده منه هو قمة جبل الجليد. من اجل أن يتمكن الشباب الغاضبون من القول لفلسطيني فقير أنهم ابناء الله وهو عبدهم، هذا الامر يحتاج الى حاخامات وأولياء امور، زعماء سياسيين وشخصيات فكرية لتمكن من ذلك أو حتى يوجهونهم لذلك. الامر بحاجة الى ايديولوجيا ظلامية يتم ادخالها والى طائفة تؤيد ذلك.

ايضا من اجل تربية فاشي عنصري يحتاج الامر الى قرية. مقابل كل ملثم يهودي يشعل النار هناك قرية من المذنبين، مقابل كل مفتش يقوم بطرد عائلة من ارضها هناك قرية من المسؤولين، ويوجد هناك في الضفة الكثير من القرى، مستوطنات وبؤر استيطانية. من الواضح أنهم ليسوا جميعا كهذا، لكن هناك الكثير منهم. ايضا في الجانب الاسرائيلي من الخط الاخضر، الكراهية والعنصرية تزدهر، لكن تلال السامرة وجبال الخليل وبنيامين هي ساحة التدريبات لاكاديمية جرائم الكراهية. “ما تكرهه لا تفعله لصديقك”، قال العجوز هيلل. وهنا الشعب الذي يحمل ندب الاضطهاد والتمييز والابادة انقسم بالاساس الى قسمين: التابعين لدوائر التنكيل والسلب والاهانة، والذين لا يهمهم حقا أن اخوتهم يفعلون ذلك. لذلك، اريد القول لجنود المستوطنات ومؤيديهم: أنتم لستم اخوتي. ربما يكون لنا ماض مشترك، لكن في الحاضر ما هو مشترك بيني وبين ضحاياكم هو أكثر من المشترك بيني وبينكم. مع ابراهيم من قرية فرعتا، الذي سرق المستوطنون ارضه وفي كل سنة يسرقون محصول اشجاره، مع محمد من بلعين، الذي هب للدفاع ببسالة عن مزارعي حوارة.

بيني وبين زعران البؤر الاستيطانية والمستوطنات لا يوجد قاسم مشترك، ولا تحاولوا أن ترسلوا لي اعضاء “واجب المصالحة” المقرفين، أو أن تقولوا لي إن السلام يصنع أولا داخلنا. لا يمكن أن يكون أي سلام مع عنصريين عنيفين ينكلون بالضعفاء برعاية بنادق الجيش. وعلى الطريق يمسون بذكرى ضحايا المذابح والكارثة. لن تكون أي مصالحة مع من يسلب الضعفاء ويستغل مقموعين ويكره صديقه مثلما كرهوا آباءهم وأمهاتهم. لو كنت معهم لكنت بالتأكيد سأحد عليكم سبعة ايام لانكم رفعتم عنكم اليهودية ومسستم بالشيء الاساسي جدا، ولكن بمعرفتي أنه ربما أنكم تؤمنون بأن اسرائيل على الرغم من أن اسرائيل قد اخطأ أو ارتكب إثم، فانني سأرد عليكم بلغتكم: عليكم التوبة، أيها الخطاة. عليكم التوبة وسنقبلكم بعد ذلك بسرور. حتى ذلك الحين – أنا وامثالي فان من واجبنا أن نكافح ضدكم وهذا ما سنفعله.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى