ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  مردخاي كرمنتسار  – لتذهب الدولة الى الجحيم

هآرتس – بقلم  مردخاي كرمنتسار  – 2/12/2019

موافقة بنيامين نتنياهو على اجراء انتخابات تمهيدية في الليكود، شريطة أن تجرى في نهاية الفترة المتبقية لتشكيل الحكومة، تثبت مرة اخرى بأنه يهتم فقط ببقاء حكمه ونجاته من المحاكمة. حيث أن الانتخابات التمهيدية يمكن أن تمنع اجراء انتخابات اخرى – اذا تم انتخاب شخص آخر فسيتم تشكيل الحكومة على الفور. 

الجميع، بمن فيهم نتنياهو، يعتبرون انتخابات اخرى خيار سيء. استمرار شلل الكنيست وشلل جزئي للحكومة وتداعيات سلبية على جميع مجالات الحياة والخطر في أن لا تغير الانتخابات الصورة وتبقي الجهاز مقيد وفي شرك يمكن أن يعرض الديمقراطية للخطر.

بالنسبة لنتنياهو كل ذلك صحيح – الى أن يصل هذا اليه نفسه والى حكمه. من ناحيته استمرار حكمه يتغلب على أي اعتبار آخر. وكأن الحديث لا يدور عن رئيس حكومة على النمط البرلماني، حيث أن الكتلة التي يترأسها حظيت قبل سنة تقريبا (وحملتان انتخابيتان) بثقة الكنيست، بل وبحاكم وحيد حكمه أبدي طالما أنه على قيد الحياة. من المؤسف أن كبار اعضاء الليكود يتعاونون مع هذه الرؤية التي هي بعيدة جدا عن الرؤية الديمقراطية الليبرالية التي كانت لليكود في السابق. التنافس على رئاسة الحزب حسب هذه المقاربة هو تآمر وخيانة. 

من اجل ضمان استمرار حكم نتنياهو ينفي رؤساء الليكود مجرد وجود قواعد عامة وكأن تلبيتها تعارض سلطة القانون. باسم الحاكم – الأب هم يريدون تسويغ غير المعقول الذي يتمثل بالمكانة المزدوجة: رئيس حكومة متهم بمخالفات جنائية في قضايا خطيرة. ومن اجل تسويغ الفساد هم يدعون بأن افعال نتنياهو غير خطيرة جدا. والاسوأ من ذلك، هم يلوحون بالفأس على اجهزة انفاذ القانون وسلطة القانون. وهم يتبجحون بتمرير الانتقادا، ويلصقون بالمسؤولين عن انفاذ القانون بدون أن دليل، نوايا خبيثة لاسقاط رئيس الحكومة والقيام بانقلاب حكومي لاعتبارات سياسية وغير منطقية. من المعروف لهم أن من هو غير مقتنع بادعاءاتهم هو شخص مشكوك فيه. لا توجد أي صلة بين خطوات التسويغ التي يتم اتخاذها لصالح نتنياهو وبين رؤية مبدئية وعامة، حيث من الواضح أنه اذا كان الامر يتعلق برئيس حزب معادي كانوا سيسمعون مواقف مناقضة.

الادعاء بأن نتنياهو سيحاكمه الشعب، يعني استبدال سلطة القانون بسلطة الرعاع. رؤيا رئيس الحكومة الداعية للتظاهر ضد سلطات القانون تحول اسرائيل الى دولة اخرى. الاتهامات الموجهة لرؤساء اجهزة انفاذ القانون هي اتهامات خطيرة جدا. الى درجة أنها تدعو حقا الى المس بهم جسديا. التحريض الاكثر خطرا على العنف ليس هو الذي يدعو بصراحة الى العنف، بل الذي يخلق له قاعدة ومبرر اخلاقي. هذا نوع التحريض الذي يستخدمه نتنياهو ضد من يتهمونه ردا على لائحة الاتهام المقدمة ضده. إن دعوته الى التحقيق مع المحققين، هي بمثابة تعبير واضح لنزع الشرعية وفارغ من المضمون. ما الذي يجب التحقيق فيه، عندما يكون قد أدانهم بالاتهامات الخطيرة التي يمكن طرحها ضد من ينفذون القانون. 

بالنسبة لنتنياهو كل الوسائل مسموح بها من اجل استمرار حكمه وانقاذه من المحاكمة. مهما كان ثمنها العام وتداعياتها السلبية. العنوان غير مكتوب على الجدار فقط، بل سبق وسجل على ظهر المحلل يوآفكركوفسكي وعضو الكنيست احمد الطيبي، اللذان تعرضا للعنف في اعقاب التحريض، والحبل على الجرار. نتنياهو لا يمكن تغييره. ولكن هل حكم علينا أن نكون الفئران التي تسير وراء حامل الناي من بلفور نحو الهاوية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى