ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم مخائيل سفراد – لقد حان الوقت لأن تختفي نسخة المحاكاة االساخرة لدارت فيدر من حياتنا

هآرتس – بقلم  مخائيل سفراد  – 2/11/2020

” ليهزم ترامب، لأنه فقط في غيابه ربما نستطيع أن نبدأ في الطريق الطويلة والصعبة لإعادة إصلاح حياتنا التي خربها “.

ليهزم. ليهزم ويذهب إلى أحد أبراجه ويتركنا لحالنا ويخلصنا منه. هو وتغريداته، ليهزم، لان كل يوم يشغل فيه وظيفته يذكرنا كم أن البشر يمكن أن يكونوا سيئين. وأن بإمكانهم أن يكونوا سيئين جداً. ليهزم، لأن وجوده في حياتنا يخرج الشر أيضاً منا -العدوانية، الكراهية ، القبلية، والغضب من الصنف الخطير والمسموم. ليخسر لأنه طالما أنه هناك يصعب جداً التصديق بان الإنسان صالح منذ شبابه. ليخسر ويختفي من أجل أن نستطيع البدء بتضميد جراح الكراهية التي تركها خلفه.

4 سنوات مرت منذ الليلة التي لم يفز فيها بالانتخابات بل اتضح أن ملايين، عشرات الملايين، اكثر من 62 مليون شخص انتخبوه. الشخص الذي يستهزئ بالأشخاص ذوي الإعاقة، ويستهين بالنساء، ويمارس العنصرية على السود وعلى ذوي الأصول الاسبانية، والذي يحب فقط نفسه، ويتسغل كل من هو حوله.

4 سنوات اضطررنا فيها للعيش معه، وسماع أفكاره الحقيرة، والخوف من أفعاله الخطيرة. 4 سنوات من المعاناة التي تتجاوز انعدام الاتفاق الايدلوجي أو السياسي لان وجوده هو ضرر مندمج ضد الأمل، الديموقراطية والرحمة. طوال 4 سنوات وهو ممسك بكلتا يديه بالقصبة الهوائية للاعتقاد بأنه يمكن أن يكون الحال أفضل، ولكنه خنقها بدون رحمة. العالم الذي اقترحه والعالم الذي تجول فيه ورسمه لنا جميعاً هو عالم  كئيب، شرير، عالم ما قبل العقد الاجتماعي عالم يعتبر علاقة  الانسان بالإنسان كعلاقة الذئاب ببعضها. لقد أعطى دعماً للفاشية العنصرية البيضاء، أعطى احتراماً للدكتاتوريين السيئين جداً واستهان بضحاياهم. لقد أيد التنمر كوجهة نظر، لأنه في داروينيته الاجتماعية القوي هو المحق بسبب قوته والضعيف هو قمامة معدة للاستغلال والرمي. يصعب التصديق، ولكن الرجل الأقوى في العالم هو نسخة غريبة، تقريباً هي محاكاة ساخرة، ولكنها مخيفة لدارت فيدر، الخادم المخلص للجانب المظلم من القوة.

 فترة ولايته كانت عملية تخريبيةكثيرة المصابين. المتضررون المباشرون هم عشرات الملايين وربما مئات الملايين. في الولايات المتحدة وخارجها. أقليات عرقية مجموعات نسائية ، طبقات متدنية ومعسكرات سياسية. عالم اليوم مرقط بجثث آمالهم، خانق من دخان الازدراء. فترة ولايته كانت أيضاً عملية إرهابية متواصلة، تستهدف تخريب قدرتنا على إجراء حوار. لقد أشعل ساحة مدينتنا بآلاف بؤر الكذب وبمئات نظريات المؤامرة التي لا أساس لها من الصحة، وبقوته الهائلة كرئيس أقوى دولة في العالم، قام بطي الأرضية التي نقف عليها بهجماته الوحشية على العلم والصحافة. قصفه الممنهج للقدرة على إجراء حوارات ونقاشات حرقت خطوط الاتصالات، وخلقت انقطاعات تحتاج لسنوات من اجل اصلاحها.

ليهزم، ليهزم ويذهب لضيعاته، التي زيّنها وطلاها بجالونات من الذهب (حيث أن الجمال أيضاً ليس هو الجانب القوي له) فقط في غيابه نستطيع ربما أن نبدأ الطريق الطويل والصعب من إعادة الإصلاح. خطوات محسوبة من إعادة الأسس التي بدونها لا يكون لدينا مجتمع انساني بل مجموعة من التفاصيل ذات الأهمية: كرامة إنسانية، تضامن اجتماعي، إنصاف أساسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى