ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم لي يارون – انخفاض مستوى المعيشة ومعه خط الفقر، ولكن في إسرائيل تبقى مليونا فقير

هآرتس – بقلم  لي يارون – 22/1/2021

حسب تقرير مؤسسة التأمين الوطني فانه رغم أن الحكومة استثمرت في العام 2020 اضافة بلغت 6 – 7 في المئة في مجال الرفاه، إلا أنه حدث انخفاض في مجمل المدخولات في الاقتصاد. ويتبين من التقرير ايضا أن مستقلين كثيرين تدهوروا في هذه السنة الى حالة الفقر “.

مستوى الحياة في اسرائيل في 2020 هبط الى أدنى مستوى خلال عشرين سنة، بالاساس في اوساط أبناء الطبقة الوسطى. هذا ما يتبين من معطيات رسمية نشرتها أمس مؤسسة التأمين الوطني. وحسب التقرير، بسبب هذا الانخفاض، وايضا الانخفاض في مجمل المدخولات في الاقتصاد بشكل عام، حدث انخفاض كبير (4.4 في المئة) في خط الفقر، الذي يعني أن هناك عائلات واشخاص قبل ذلك تم اعتبارهم فقراء، والآن هم لا يعتبرون كذلك، رغم أن دخلهم لم يرتفع، وربما حتى انخفض. لهذا السبب، ضمن امور اخرى، حدث انخفاض ايضا في عدد الفقراء في اسرائيل في هذه السنة، لكنه ما زال مرتفعا ويبلغ مليون و980 ألف فقير، 907.279 من بينهم هم من الاطفال.

ويظهر التقرير انخفاض بـ 4.4 في المئة في مستوى المعيشة، وهو انخفاض يشبه الانخفاض الذي سجل في العام 2001 في فترة الركود الشديدة التي كانت في اسرائيل. ومقارنة بعام 2020 فانه بين الاعوام 2018 و2019 حدث ارتفاع بـ 2 في المئة في مستوى المعيشة في البلاد.

خط الفقر، المحسوب حسب نصف متوسط الدخل المتاح للفرد، بلغ في 2019، 2514 شيكل للفرد، وانخفض في 2020 الى 2403 شيكل للفرد. المرة الاخيرة التي انخفض فيها خط الفقر كانت في فترة الازمة الاقتصادية في 2008. من كتبوا التقرير قالوا إن “الانخفاض في خط الفقر هو ظاهرة استثنائية تحدث فقط في فترات الركود الصعبة. عندما نقوم بحساب معدل انتشار الفقر وفقا لخط الفقر للعام 2019 نستنتج أن خط الفقر قد ارتفع.

من التقرير يتبين أن الانخفاض المعتدل في مستوى المعيشة حسب الدخل المتاح ميز معظم الشرائح السكانية في هذه السنة، حيث أن الشاذين هم المستقلون، الذين ارتفع انتشار الفقر في اوساطهم. حسب التقرير، الـ 10 في المئة، وهي من  4 – 7، كانوا هم المتضررون الاساسيون في هذه السنة في مستوى معيشتهم، بعد أن انخفضت مداخيلهم 4 – 5 في المئة. وهذا رغم المساعدات الحكومية.

إن من ارتفعت مدخولاتهم بالتحديد في هذه السنة في اعقاب المساعدة الحكومية هم المجموعات السكانية الموجودة في سن العمل، لكنها اقصيت عن سوق العمل. مداخيل هذه المجموعات السكانية التي تتميز بمستوى فقر مرتفع جدا، ارتفعت 6 في المئة تقريبا بفضل المنح الدولية التي اعطيت في هذه السنة.

نتائج التقرير اظهرت أن انخفاض المداخيل ميز هذا العام مجمل السكان العاملين في البلاد، وأثر على مستوى حياة العائلات في اسرائيل، التي تقاس حسب متوسط الدخل، وهذا انخفاض بنسبة كبيرة تبلغ 22.7 في المئة.

“التداعيات الاقتصادية لازمة الكورونا يتوقع أن تستمر حتى ما بعد 2020″، كتب في التقرير. “تقليص الضرر في المجالات الاجتماعية – الاقتصادية مشروط باستعداد واضعي السياسات لتوفير شبكة أمان اجتماعية كبيرة حتى انتهاء الازمة الاقتصادية. الى جانب ذلك مطلوب القيام بخطوات كبيرة فعالة من اجل المساعدة على العودة الى سوق العمل… في هذه المرحلة هناك عدم يقين بخصوص طول الازمة وعمقها”.

حسب التقرير، سبب آخر في أن عدد الفقراء انخفض قليلا في هذا العام هو أن الحكومة استثمرت معدلات ميزانية عالية أكثر في الرفاه. وحسب الوثيقة ومحادثات مع شخصيات كبيرة في مؤسسة التأمين الوطني، فانه للمرة الاولى منذ عشرين سنة، اضافت الحكومة في هذه السنة 6 – 7 في المئة لنسبة النفقات العامة على الرفاه، وبهذا ساوت الميزانية بمتوسط الزيادة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) اثناء الازمة.

وحسب مؤسسة التأمين الوطني فان نسبة النفقات العامة على الرفاه في دول الـ OECDبلغت في المتوسط 20.1 في المئة من الناتج المحلي الخام في السنوات التي سبقت ازمة الكورونا، في حين أن اسرائيل كانت احدى الدول العشرة التي لديها النفقات الاصغر من الناتج المحلي الاجمالي، 16 في المئة. الآن، حيث أن معدل الزيادة في اسرائيل في هذا المجال ارتفع، فقد حدث انخفاض في عدد الفقراء المطلق.

المعطيات تظهر بشكل واضح تأثير الخطوات الحكومية على ابعاد الفقر، في حين أنه بين الاعوام 2018 – 2019 تدخل الحكومة المباشر في الرفاه انقذ من الفقر حوالي 38 في المئة من العائلات، وحواي 26 في المئة من الاشخاص، فانه في 2020 أنقذ تدخل الحكومة حوالي 50 في المئة من العائلات وحوالي 41 في المئة من الاشخاص. في هذا العام، حسب المعطيات، تم انقاذ اكثر من ربع الاطفال (27 في المئة) من الفقر، وحوالي 78 في المئة من المسنين.

“المساعدة الحكومية للرفاه في اسرائيل منخفضة، بشكل عام كأربع نقاط من النسبة المئوية أقل من المتوسط في الدول المتقدمة”، كتب في التقرير. “في العام 2020 تغيرت المقاربة في اسرائيل، والمساعدة التي اعطيت لمواجهة الكورونا (كاضافة لنفقات الرفاه الموجودة)، كانت تشبه في حجمها متوسط المساعدة التي اعطيت الدول المتقدمة. التأثير الذي كان لهذا التوسع على تقليص الضرر الاقتصادي يجسد الاهمية الكبيرة لشبكة الأمان الاجتماعية، خاصة في فترات الازمة”.

المدير العام لمؤسسة التأمين الوطني، مئير شبغلر، قال إن “التقرير ونتائجه صيغت من قبل باحثين للتأمين الوطني، بصورة مهنية نقية وشفافية لا تشوبها اعتبارات غريبة. تقرير الفقر استند الى بيانات تعكس بصورة موضوعية توجهات وتداعيات ازمة الكورونا في السنة الاخيرة. استنتاجات التقرير تثبت صدق ادعاءات مؤسسة التأمين الوطني حول واجب الدولة في زيادة المخصصات ولتقلص بذلك الفجوة الكبيرة بيننا وبين ما تقدمه بالمتوسط دول الـ OECD… وأنا آمل أنه في اعقاب استنتاجات التقرير ستجرى نقاشات وتتخذ قرارات تساعد في تقديم رد للجمهور الذي يحتاج الى ذلك كخشبة انقاذ في ساعات الضائقة”. التقرير الذي يتناول بيانات الفقر لمواطني اسرائيل محسوب بصورة مختلفة عن طريقة الاحتساب المتبعة في تقرير الفقر الرسمي والذي ينشر بصورة دائمة في كل شهر كانون الاول في كل عام منذ اكثر من عشرين سنة. هذه السنة هذا التقرير لم ينشر لأن المكتب المركزي للاحصاء لم يرسل بعد لمؤسسة التأمين الوطني البيانات ذات الصلة. ولهذا السبب قرروا في مؤسسة التأمين الوطني تأخير نشر التقرير الرسمي لنصف سنة، وبدلا منه نشر هذا التقرير البديل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى