ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم كارولينا ليندسمان – هل يمكن ببساطة أن تكونوا بشرا؟

هآرتس – بقلم  كارولينا ليندسمان – 26/2/2021

اسرائيل حاولت استخدام التطعيمات من اجل جني مكاسب دبلوماسية عندما خصصت بقايا تطعيماتها للدول التي قامت بنقل سفارتها الى القدس أو تنوي فعل ذلك “.

يتبين أنه حتى فيما يتعلق بتوزيع محتويات صناديق القمامة لصناديق المرضى هناك خيار وفقوس. في الاسبوع الماضي انعقدت اللجنة الفرعية للسياسة والاستراتيجية برئاسة عضو الكنيست تسفي هاوزر من اجل مناقشة ارسال تطعيمات للسلطة الفلسطينية. في النقاش كشف مدير القسم الدولي في وزارة الصحة، دكتور يشاي شلمون، أن مئات التطعيمات يتم رميها في القمامة كل يوم. الحديث يدور عن حقن تطعيم لاسرائيليين تهربوا من الموعد الذي تم تحديده لهم. واضاف شلمون بأنه “بدون تطعيم السكان الفلسطينيين في يهودا والسامرة وغزة نحن لن ننجح في السيطرة على الوباء”. الاستنتاج واضح: بدل رمي التطعيمات في القمامة يجدر ارسال بقايا التطعيمات الاسرائيلية الى الفلسطينيين.

شلمون ليس الوحيد الذي توصل الى ادراك أن من تلقوا التطعيم وسور الفصل وحتى “الجدار”، لا تهم فيروس الكورونا. علماء أوبئة يكررون شرحهم بأن الاسرائيليين والفلسطينيين هم وحدة وبائية واحدة. ولكن الامور لا تبدو هكذا من خلال عدسات وسائل الرؤية الليلية التي يستخدمها عضو اللجنة، عضو الكنيست آفي ديختر: “لا أعرف ما معنى تواصل وبائي واحد. بنفس الدرجة أنت يمكنك القول بأن هناك تواصل صاروخي واحد بين غزة والضفة”. الامر الوحيد المعزي في هذه التلاعبات اللفظية الضحلة لديختر هو الادراك بأنه ليس جميع العقول الثخينة للجيش الاسرائيلي توجد في معسكر اليسار.

في اسرائيل مثلما هي الحال في اسرائيل، لا يمكن الحديث عن بادرة حسن نية تجاه الفلسطينيين دون أن تجد نفسك تدير معركة في محاربة الارهاب. حتى 5 آلاف حقنة تطعيم، التي صادق بنيامين نتنياهو على ارسالها للسلطة الفلسطينية، اثارت معارضة. “أنا آمل أن تفحص هيئة الامن القومي من اعطى الامر الذي اتخذه نتنياهو. على أي حال، اريد أن افهم (في موضوع غزة) هل تنوي الحكومة المطالبة في هذا السياق باعادة جثث القتلى والأسرى”، طلب هاوزر. من حسن الحظ أن عداء المسافات الطويلة، عضو الكنيست نير بركات، كان هناك من اجل التفكير خارج الصندوق، مثلما يفعلون في الهايتيك. “نحن شعب رحيم وهذا أمر جيد. ولكن تجاه ارهابيين يجب أن نكون أشرار مع الأشرار. في الشرق الاوسط تعلمنا أن هذه القاعدة هي مفتاح نجاحنا”. ما معنى رحماء. نحن لن نغفر في أي يوم للفلسطينيين الذين اجبرونا على عدم تطعيمهم.

في نهاية المطاف من الواضح أنه من ناحية اسرائيل فان الفلسطينيين لا يستحقون التمتع ببقايا تطعيماتها. بالاحرى، يجب على اسرائيل الاهتمام بتطعيمهم. دائما هناك ذرائع: هذا بسبب حماس، ولأنهم لا يحترمون اتفاقات اوسلو. لا يوجد أبدا حد أدنى من السخاء أو الاحترام الكافي من اجل أن تكون من البشر، وأن تتخذ خطوة لبناء الثقة، وكي تكون شريك.

هذا الغباء وقسوة القلب غير محفوظين فقط من اجل نسبهما للفلسطينيين. ايضا السودانيون والاريتريون ومن ليست لديهم اقامة في اسرائيل لا يستحقون التطعيم في نظرنا. “لقد انتهى التخصيص لهذه المجموعة السكانية”، شرح الموظفون في وزارة الصحة. من يستحق وبحق التمتع بفتاتنا؟ فقط من هو مستعد لأن يدفع ببضاعة دبلوماسية. لقد تم العثور على الصيغة: اذا اعطونا سفارة في القدس فسيحصلون على التطعيمات واذا لم يعطوا فلن يحصلوا. مثل غواتيمالا التي نقلت سفارتها الى القدس، وهندوراس التي اعلنت عن نية فعل ذلك. والتشيك التي اعلنت عن نية فتح “مكتب دبلوماسي” في العاصمة.

كم كان يمكن أن تكون اسرائيل كبيرة لو أن نتنياهو اعلن بأن اسرائيل تعتبر نفسها ملتزمة بالعمل بتعاون مع محمود عباس من اجل الدفع قدما بعملية التطعيم للشعبين اللذين يعيشان بين البحر والنهر. كم من المقاعد الحقيقية كانت هذه الخطوة ستجلبها له، ربما حتى كنا سنشعر بالسكينة تحل على اتفاقات “ابراهيم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى