ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم كارولينا لندسمان – هذا بيبي يا حبيبي

هآرتس – بقلم  كارولينا لندسمان – 15/1/2021

طلب نتنياهو أن يقوم الناخبون العرب بالتصويت له هو جزء من وقاحته. ولكن اذا صوت عدد منهم له فان هذا يشكل جزء من سر سحره الذي لم يستطع أي أحد أن يحله “.

يصعب علينا التصديق بأن هناك أحد ما يتعامل مع الاقوال التي قالها بنيامين نتنياهو بجدية. ايضا بخصوص التغيير في مقاربته للمجتمع العربي، من الواضح للجميع أنه لا يعمل بسذاجة. “الدافع النفعي – الدعائي له هو شفاف جدا وغير ذكي الى درجة أنه محرج”، كتبت عميره هاس في “هآرتس” في 14/1. هي على حق. وايضا على حق أيمن عودة واحمد الطيبي وهبة يزبك، الذين يشعرون بالقلق من السخرية والنفاق والاستخدام النفعي للناخبين العرب واستخفافه بذكائهم.

ما الذي يفكر فيه، هل يعتقد أن العرب سيصوتون له بعد حملات التحريض التي ادارها ضدهم؟ بعد “العرب يتدفقون بجموعهم”، “بيبي أو طيبي”، “دولة داخل دولة”. ألا يخجل من السعي وراء اصواتهم؟ بعد قانون القومية، كيف يتجرأ على النظر في عيونهم والقول “المواطنون العرب يجب أن يكونوا جزءا كاملا في المجتمع الاسرائيلي؟.

ومحقون ايضا اعضاء الكنيست من الوسط – يسار، القلقون من الوقاحة. بعد أن قام باستبعادهم فقط بسبب استعدادهم لتشكيل حكومة بدعم اعضاء الكنيست العرب (“مؤيدو الارهاب”)، وتطرق الى حكومة رؤساء الاركان بدعم عودة والطيبي وكأنها خيانة للدولة، كيف يسعى الى التحالف السياسي مع منصور عباس؟.

من ينتقدون نتنياهو تغيب عنهم نقطة هامة وهي أن كل الاحاسيس التي تثيرها افعاله هي جزء من سحره السياسي. ومن المحظور النسيان بأن السحر معد بالاساس للتسلية. المفاجأة، الاحراج، الردع، الضعضعة، الغضب والشعور بأنك تريد الابتعاد عن التوتر الذي استطاع مرة اخرى أن يخدع الجميع، كل ذلك هو جزء من الاستمتاع الذي يقدمه نتنياهو لجمهوره. ومثلما عندما كنا اطفال حاولنا أن نفهم كيف أن أوري غيلر نجح في ثني الملعقة قبل الانتخابات، فاننا مستعدون لرؤية هل سينجح نتنياهو في أن يجذب اليه اصوات العرب.

اذا نجح في ذلك فهذا سيكون وكأننا شاهدنا ساحر يقوم بقطع امرأة الى نصفين ويعيدها كما كانت في السابق. لن يهتم أي شخص في الجمهور بأن الامر يتعلق بالعرب، أو أنه يجب كراهيتهم والخوف منهم. الاساس هو أن الساحر نجح، وأنه لا أحد نجح في فك سر هذا السحر. كل الاحاسيس التي تثيرها افعاله هي التي تحوله الى “اسطورة” وتساعده على بيع تذاكر للعرض القادم.

الحقيقة لا تغير على الاطلاق ما يحركه. وليس هناك حاجة الى تأييده، وبالاحرى التصويت له، من اجل أن يكون متفائلا، حيث أنه اذا تصدع سور عدم الشرعية للاصوات العربية، فهذا سيكون كافيا. واذا بدأت احزاب اخرى في اعقاب نتنياهو في السعي وراء العرب ووضعهم في اماكن مضمونة في قوائمها (انظروا ميرتس)، فهذا سيكفينا. واذا كانت النتيجة هي تحالفات جديدة وتعهدات بتحويل ميزانيات وتحسين البنى التحتية واستثمار في التعليم ودعم برنامج لاستئصال العنف وتعزيز مكانة اللغة العربية والنضال من اجل الغاء قانون القومية وتعزيز المساواة – فهذا يكفينا. واذا توقف ردا على نتنياهو الوسط – يسار عن الخوف من التعاون مع القائمة المشتركة، فهذا يكفي. واذا ضعفت الكراهية والخوف بين العرب واليهود فهذا يكفي. واذا شاهدنا المزيد من العرب يقومون باجراء المقابلات وتجرى معهم المقابلات في وسائل الاعلام ويشاركون في برامج الواقع، واذا حظي المزيد من العرب في برنامج “ارض رائعة” بالتقليد، فهذا يكفي.

وبخصوص الخوف الذي يقصده نتنياهو، كالعادة، فقط أن يستخدم ويرمي (“هذا غرام مؤقت، حذر الطيبي، “وسيتبخر فورا بعد الانتخابات”). اذا ماذا بعد؟ السقوط ضحية في خدعة من خدع نتنياهو اصبح امتحان تأهيل جديد للاسرائيليين، حتى اكثر من الجيش الاسرائيلي. اعطوني مكان في الساحة العامة، تسود فيه مساواة مطلقة بين رئيس اركان ومواطن عربي عادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى