هآرتس – بقلم غيدي فايس – قرار لا مناص منه

هآرتس – بقلم غيدي فايس – 10/9/2020
“ المستشار القانوني للحكومة صحيح أنه قرر بأن المتهم بقضايا جنائية يمكنه تشكيل حكومة، لكنه أبقى لنفسه مخرج. والسؤال هو هل سينجح المستشار القانوني في التغلب على ميله المحافظ في التردد واستخدام ذاك المخرج “.
المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، يدرك منذ وقت طويل أن الهوية المزدوجة لرئيس حكومة ومتهم بقضايا جنائية لا يمكن أن تكون، بالتأكيد ليس عندما يدور الحدث عن بنيامين نتنياهو 2020. قبل بضعة اشهر عندما تم طرح هذا السؤال في اعقاب التماس تم تقديمه للمحكمة العليا فان المستشار القانوني للحكومة قرر في حينه أن نتنياهو يمكنه تشكيل حكومة رغم الصعوبات التي تكتنف ذلك، لكنه أخفى في الموقف القانوني الذي قدمه ثغرة للهرب تمكنه من التقرير في المستقبل بأنه وجدت هناك ظروف تلزم اخراج نتنياهو من بلفور: “لا يمكن أن نستبعد بشكل قاطع أنه في ظروف معينة واستثنائية تكون هناك ذريعة لعدم الاهلية الوظيفية تنبع من أن رئيس الحكومة متهم بقضايا جنائية.
الاشهر الاخيرة علمت مندلبليت بأن الهذيان الذي سمح به المشرع والذي شرعنته المحكمة العليا – ربما المحكمة الاضعف في تاريخ اسرائيل – يجب أن ينتهي. وقد فهم أن الظروف المعينة والاستثنائية التي تحدث عنها تقترب، وعلى الأقل نتنياهو يكاد يلامس الخط الاحمر. وقد فهم أن رئيس الحكومة يستغل بصورة فظة منصبه من اجل أن يصفي حساباته مع الذين حققوا معه وقالوا أنه يستثمر محاولاته للتملص من رعب القضاء موارد وطاقة لا تقل عن الموارد التي يستثمرها في انقاذ الدولة من وباء الكورونا.
في الاسبوع الماضي قال مندلبليت بأن متهم بقضايا جنائية يمكنه أن يشغل منصب رئيس الحكومة، “تحت قيد واضح جدا يتمثل بتسوية تضارب المصالح”. بهذا رمز المستشار الى أنه لن يستخدم سلاح عدم الاهلية اذا وافق نتنياهو على أن يمتنع عن الانشغال بقضايا التعيينات والتحقيقات والميزانيات في جهاز انفاذ القانون والقضاء. ولكن نتنياهو على الاقل حتى كتابة هذه السطور لا ينوي التوقيع على هذا الاتفاق، وعندما يصل الى خط النهاية سيقف مندلبليت أمام قرار مصيري. الرفض –رفض العروض اليومية لرئيس الحكومة مع الوعود بتشكيل لجان تحقيق، التي استهدفت جميعها تهديد النيابة العامة والشرطة كجزء من حملة انتقام مخطط لها – سيجبره على العمل.
ولكن بشكل عام مندلبليت لا يضرب على الحديد وهو ساخن. بعد بضعة اسابيع على دخوله الى مكتب المستشار القانوني سقطت عليه الاجزاء الاولى من قضايا الآلاف: تسجيلات نتنياهو – موزيس والمعلومات عن خط تقديم العطايا التي خصصها ارباب المال، وعلى رأسهم ارنون ملتسن، لرئيس الحكومة وأبناء عائلته. المستشار القانوني رقد على الملفات لسنوات كثيرة جدا وتردد وفكر ومنح نتنياهو وقت لتجنيد جيش والاستعداد للهجوم المضاد المتوحش. الآن هو يدفع الثمن نقدا. وعلى السؤال الكبير اذا كان جرح الازمنة سينقذه من طبيعته المحافظة وميله للتردد اللانهائي، سنحصل على اجابة في القريب. واذا حدث ذلك فيجب علينا الافتراض بأن نتنياهو سيذهب الى الانتخابات وأمامه في دور العدو، ليس لبيد أو خولدائي أو آيزنكوت أو موزيس، بل مندلبليت.