ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم غيدي فايس – التهديد المباشر من ميكي زوهر على المستشار القانوني للحكومة يستوجب التحقيق بشبهة الابتزاز بالتهديد

هآرتس – بقلم  غيدي فايس – 15/10/2020

تسجيلات مندلبليت تكشف الخلل في تقديرات المستشار، ولكن نظرية الابتزاز التي ترددها زمرة نتنياهو لا اساس لها. وآلة حرب نتنياهو اضعفت الجهاز، لكن يبدو أنها لن تمر بصمت على اقوال رئيس الائتلاف  “.

عند تعيينه كمستشار قانوني للحكومة وعد افيحاي مندلبليت الشخص المحبب عليه، رئيس المحكمة العليا والمستشار السابق مئير شمغار، بأنه سيباشر وظيفته بقلب نقي من الغضب ومن شهوة الانتقام ضد من وقفوا خلف التحقيق معه تحت التحذير في قضية “هرباز”. وقد كان من المشكوك فيه أن يكون بامكانه الوفاء بهذا الوعد غير الانساني بكامله. فقد كان لمندلبليت ما يعتمل في صدره على عدد من المشاركين في القرار، ومنهم المدعي العام للدولة شاي نيتسان. وقد كان على قناعة في حينه، وكما يبدو الآن ايضا، بأن هدف التحقيق كان منع تعيينه. وحسب رأيه، حيكت مؤامرة ضده كان مشاركا فيها اهود باراك ومن سبقه يهودا فينشتاين وشخصيات كبيرة في وزارة العدل، الذين تطلعوا نحو الجلوس في مكتب المستشار ومراسلون يهتمون بمصالحهم. ايضا قال إنهم حاكوا قضية ضده.

في التسجيلات التي سمع فيها مندلبليت يتباكي امام نفيه وهو يصف نيتسان بأقذح الاوصاف، امتنع مندلبليت بشكل متعمد عن القول بأن القضية ضده قد اغلقت بسبب انعدام التهمة وأنه “يمكنه امساكه من عنقه”، تكشف خللا في تقديرات المستشار. من تم انتخابه ليترأس جهاز انفاذ القانون الذي بوسعه تنغيص حياة الاشخاص وتغيير مسار حياتهم وحرمانهم من حريتهم، ما كان يجب عليه أن يغرق بهذا القدر في قضاياه الشخصية وأن ينشغل بما كتب عنه في أحد مراكز الشرطة، وبالتأكيد ليس بعد أن تمت تبرئته فعليا عند تعيينه في هذه الوظيفة. إن توقع أن مرؤوسيه سينشغلون بذريعة اغلاق الملف لا أساس له، ونيتسان كان على حق عندما رفض المس بالملف منذ اصبح مندلبليت رئيسا له.

المقلق اكثر في التسجيلات التي كشفت في “اخبار 12” هو علاقة المستشار مع العقرب نفيه. الناشط الحزبي الطموح، المريب والقوي، الذي جند مكتب المحامين من اجل المرشح مندلبليت، حافظ منذ ذلك الحين على علاقة قريبة مع الرئيس الموجود في القمة، والتي تضمنت وجبات عشاء زوجية وكذلك تسجيلات في الخفاء. في العام 2017 بعد فترة قصيرة من تفجر قضايا الآلاف، تحدث معي مصدر كبير في الليكود، وأخبرني بأنه التقى مع نفيه في حفل زفاف. وحسب اقوال هذا المصدر فان رئيس المكتب قام بتهدئته. “قال لي إن مندلبليت قال له بأن الملفات ستنتهي بدون أي شيء”. توجهت للمتحدث باسم وزارة العدل وطلبت رده. وقد نفى بشدة بأن المستشار قد أشرك جهة خارجية في تفكيره حول ملفات نتنياهو.

في تلك الفترة اشارت خطوات مندلبليت الى وجود ثقة محدودة جدا بالملفات: لقد احتفظ بتسجيلات نتنياهو – موزيس طوال اشهر كثيرة، وتردد فيما اذا كان يجب التحقيق مع نتنياهو في ملف 2000، ورفض طلب قائد “الوحدة القطرية للتحقيق في قضايا الفساد”، كورش برنور، للتحقيق مع رئيس الحكومة وزوجته في نفس الوقت في الملف 1000، وتدخل بصورة غير عادية في عمل المحققين، بما في ذلك محاولة الغاء اسئلة ارادوا توجيهها للشهود والمشبوهين.

المدعي العام للدولة، نيتسان، أيد كل هذه القرارات، وفرش فوق رأس المستشار مظلة جوية. في الشرطة وفي النيابة العامة كان هناك في حينه من غضبوا من نيتسان، الذي لا يقوم بمحاربة مندلبليت ويمارس مقاومة بالحد الادنى للرياح المتجمدة التي هبت من جهة مندلبليت. من عرف نيتسان يعرف أنه يعمل مرة اخرى طبقا لشخصيته: ميل اوتوماتيكي تقريبا للتوافق مع رئيسه. وكما أيد فاينشتاين عندما قرر التحقيق مع مندلبليت تحت التحذير، هكذا قام بتأييد مندلبليت عندما مال هذا نحو نتنياهو. بعد ذلك، عندما اقترب موعد تركه للوظيفة، نيتسان بسط جناحيه وأوصى بتقديم نتنياهو للمحاكمة على قضايا فساد في ثلاثة ملفات. مندلبليت تبنى فقط ثلث توصيته في ملف 4000.

لهذا، فان ادعاء زمرة نتنياهو أنه هنا يوجد الاثبات القاطع بأن نيتسان قام بابتزاز مندلبليت بهدف أن يسقط عن طريقه رئيس الحكومة، المكروه على النخبة القضائية، وكل هذا من اجل شق طريقه نحو المحكمة العليا، هو ادعاء موثوق وجدي تقريبا مثل الادعاء بأن الكورونا هي انفلونزا بسيطة. الحقيقة هي أن اعضاء الزمرة يرفضون استيعاب أن مندلبليت ونيتسان قدموا لنتنياهو تسهيلات طوال الوقت: بدء بالبيان غير العادي الذي اصدراه بأنه غير متهم بقضية الغواصات حتى قبل أن يتم التحقيق في القضية بعمق ومرورا بتأخير البدء في التحقيق في الملف 4000 وانتهاء بالغاء ملف الاسهم الذي كانت هناك معلومات اولية عنه لدى الشرطة من العام 2017 وقبل أن تبدأ ساعة التقادم بالدق.

مندلبليت الذي وصل الى وظيفته بفضل نتنياهو مع شك داخلي تجاه قسم التحقيقات مع الشرطة وتجاه النيابة العامة مر بانقلاب في علاقته معهم، بالاساس مع رئيس الحكومة. فعليا حدث التغير النوعي في بداية 2018 عندما اطلع للمرة الاولى على اجزاء المقدمة في ملف 4000: المراسلات الفظة بين شاؤول الوفيتش ومدير عام “واللاه”، ايلان يشوعا، وشهادات شلومو فلبر وشخصيات كبيرة في وزارة الاعلام. كل ذلك روى قصة ثقيلة عن جهة تنظيمية سيطرت كما يبدو على وسائل الاعلام مقابل لفتات حكومية تبلغ قيمتها مئات ملايين الشواقل. مندلبليت المندهش حتى اليوم من قدرة نتنياهو الهائلة أدرك في حينه فقط أنه كان يتعامل مع شخص مصاب بالفساد العميق.

هذه الحقائق لن تغير أي شيء لدى اعضاء الزمرة في السياسة وفي الاعلام: سيواصلون ترديد المؤامرة التي ولدت في بلفور. بهذيانهم، المدعي العام النظامي والموالي للرؤساء في الواقع، هو اخطبوط متعدد الاذرع، قام بامساك المستشار القانوني للحكومة من خصيتيه، ووجه مسدس الى رأسه وأجبره على الكذب على نفسه وتقديم لائحة اتهام ضد درايفوس الجديد. آلية دفاعهم هي الاسقاط: سيواصلون وصف جهاز انفاذ القانون كمنظمة اجرامية، في حين أنهم هم انفسهم يتصرفون كمنظمة اجرامية.

التعبير الاكثر وضوحا على ثقافة المافيا التي تسيطر هنا هو أن رئيس الائتلاف ميكي زوهر، هدد أمس مندلبليت بأنه اذا لم يقم باغلاق ملفات نتنياهو ويقوم بتقديم استقالته، فسيتم استلال تسجيلات اخرى ضده. جهاز عقلاني لانفاذ القانون كان سيفتح تحقيق ضد زوهر بتهمة الابتزاز من خلال التهديد، في غضون ساعات. هذا كان سيكون تحقيق قصير سيقود الى لائحة اتهام وادانة مؤكدة بشأن زيادة وحشية الحكم. ولكن آلة الحرب لنتنياهو سبق وحققت التأثير المجمد: على رأس النيابة العامة يقف الآن اشخاص الدفاع اصبح موقفهم الاساسي، والذين ينتظرون بخوف الانفجار القادم الذي سينزل على رؤوسهم، ويتابعون باستحواذ حملات الصيد والتشويه ضدهم، ايضا في مواقع انترنت باطنية. يبدو أنهم في هذه المرة سيتعافون وسيطبقون القانون ضد زوهر بسرعة.

البقية ستأتي: نفيه الذي يتصرف مثل حيوان جريح، قال لعدد من الاشخاص بأن لديه تسجيلات اخرى، تضر أكثر، لمندلبليت، في هذه الاثناء هو يحتفظ بها. ربما أن عدد منها يحتوي على رأي المستشار، موديل 2017، عن الاشخاص الذين يعملون معه، وكذلك ايضا عن ملفات الآلاف. السؤال هو كم من الوقت يمكن للعقرب أن يضبط نفسه. أمس اطلقت الرصاصة الاولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى