ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عيدو افراتي – منحنى العدوى وعدد المرضى النشطين ينخفض والاغلاق الرابع يبتعد

هآرتس – بقلم عيدو افراتي – 11/3/2021

في وزارة الصحة يوجد اجماع على أن تأثير عملية التطعيم أدى الى تغيير جذري في معطيات شهر شباط مقارنة بشهر كانون الثاني الفتاك. التوجهات الجديدة تسمح لممثلي الوزارة باظهار التفاؤل، لكن الخبراء ما زالوا قلقين من مسألة مناعة الاطفال ومن الطفرات الجديدة  “.

منحنى التحسن الواضح في معطيات الاصابة بالمرض مع فتح واسع للاقتصاد وجهاز التعليم، تواصل أن تدفع الى الهامش احتمالية حدوث اغلاق رابع. وقد قالت في يوم أمس رئيسة خدمات صحة الجمهور، الدكتورة شارون الراعي – برايس للمراسلين: “لا أعتقد انه يجب في هذه الاثناء التحدث عن قيود في عيد الفصح”. وأضافت “اذا استمرت معطيات الاصابة بالمرض بهذا الشكل، استقرار في عدد المصابين المؤكدين ومعامل الاصابة 1 أو أقل وانخفاض عدد المرضى في حالة خطيرة، لن تكون حاجة الى فرض قيود”. وحسب مصادر في وزارة الصحة، في الوزارة يناقشون عملية تقديم تسهيلات اخرى فيما يتعلق بالتجمعات.

في الايام الاخيرة الموظفون في الوزارة يحاولون بث الحذر وضبط النفس. وقد كان هناك ايضا من طالبوا بفصل تقسيم النبضة الثالثة الى نبضتين متدرجتين وابطاء عملية الفتح. ولكن في الوزارة وفي برنامج “درع اسرائيل” يعترفون الآن بأن معطيات الايام الاخيرة تعطي تفاؤل بالنسبة للمستقبل.

هذه المعطيات توفر شهادة على أن اسرائيل توجد في عملية انقلاب بالنسبة لازمة الكورونا. معامل الاصابة وصل الى 0.9 ونسبة الفحوصات الايجابية هي 3.3 في المئة، من بين حوالي 95 ألف فحص، وهو أقل عدد منذ منتصف كانون الاول. عدد المصابين المؤكدين اليومي هو 3 آلاف شخص. وهناك انخفاض  في عدد المرضى في حالة خطيرة بلغ 653 شخص. وتيرة الوفيات انخفضت ايضا وبلغت مؤخرا أقل من 20 وفاة في اليوم مقابل 50 – 60 في شهر كانون الثاني.

الراعي – برايس اعطت رقم متفائل بالنسبة لخطة “الاشارة الضوئية”. “40 في المئة من البلدات في اسرائيل صحيح أنها ما زالت حمراء أو برتقالية، لكن ثلاثة ارباع البلدات البرتقالية تعتبر برتقالي فاتح، التي فيها نسبة من تلقوا التطعيم اكثر من 70 في المئة في اوساط أبناء 50 سنة فما فوق”. وحسب قولها، في معظم الدولة صفوف التعليم مفتوحة.

المعطيات الرقمية الجافة تزداد اكثر فأكثر ازاء السياق وخلفية الامور. معطيات شهر شباط الذي خرجت فيه اسرائيل من الاغلاق وتم فتح جهاز التعليم وتم الاحتفال بعيد المساخر مع الخوف من الخروقات، هي معطيات جيدة بدرجة كبيرة مقارنة بمعطيات شهر كانون الثاني، الذي كان الشهر الاصعب والاكثر فتكا منذ تفشي الوباء، وكل ذلك في الوقت الذي كانت فيه اسرائيل خاضعة للاغلاق. على خلفية ذلك، في جهاز الصحة هناك اتفاق بأن ما أدى الى التغيير الدراماتيكي هو عملية التطعيم. “يوجد انخفاض كبير في عدد الاصابات في حالة خطيرة في اوساط الاشخاص الذين هم فوق سن الستين، المجموعة السكانية التي تلقت التطعيم”، اشارت الراعي – برايس واضافت “من يوجدون الآن في المستشفيات هم بالاساس اشخاص لم يتلقوا التطعيم، أو أنهم أصيبوا قبل الوصول الى مستوى حماية اللقاح.

الى جانب الانخفاض في عدد المرضى في حالة خطيرة في المستشفيات، في اقسام الكورونا وفي غرف العناية المكثفة ايضا تغير مزيج هؤلاء المرضى، وهو مزيج يتميز بمجموعة سكانية اكثر شبابا أو لم تأخذ التطعيم. “هذا المنحنى يظهر ايضا لدى المرضى في حالة خطيرة والمربوطين بأجهزة التنفس الاصطناعي. يوجد الآن 34 مريض في حالة خطيرة، معظمهم مرضى تحت عمر الستين، بما في ذلك بعض الحالات لاشخاص تحت عمر الاربعين”، اشارت الراعي برايس.

عملية التطعيم تتعزز اكثر على خلفية معطيات الوفيات. حسب وزارة الصحة، بين 4 شباط و9 آذار توفي بسبب الكورونا 929 شخص، معظمهم، 582 مريض، لم يتلقوا التطعيم على الاطلاق، 211 تلقوا الحقنة الاولى و45 اصيبوا قبل مرور اسبوع على اعطاء الحقنة الثانية و91 ماتوا بعد اسبوع أو اوكثر من أخذ الحقنة الثانية. يمكن رؤية التغيير ايضا في الاعمار: العمر المتوسط لمن توفوا في شهر شباط كان 75، مقابل 82 في بداية الازمة. هذه البيانات تضاف الى قائمة طويلة من البيانات والمقالات والمتابعة في الوقت الحقيقي التي تدل على أن عملية التطعيم هي عملية دراماتيكية في كل جانب من جوانب الوباء.

الآن تقول شارون الراعي بأنه يمكن البدء في التفكير بالوباء بصورة مختلفة. “يوجد لدينا اكثر من خمسة ملايين شخص تلقوا التطعيم، بينهم 3.5 مليون لديهم البطاقة الخضراء، وهذا بالتأكيد يغير طبيعة الوباء”، قالت واضافت “هذا يعني أننا نستطيع أن نفتح اكثر أمور لديها البطاقة الخضراء، مع احتمالية منخفضة أكثر للاصابة والسماح بتجمعات أكبر”.

هنا ايضا تتضح صورة الواقع الجديدة في اسرائيل: “دولة بطاقة خضراء” فيها اكثر فأكثر شرائح من الروتين اليومي مخصصة فقط لمن أخذوا التطعيم والمتعافين. من يختارون عدم أخذ التطعيم يتوقع أن يواجهوا حواجز وقيود أمام كل خطوة وشبر، ليس فقط في اماكن الاستجمام والنوادي الرياضية، بل ايضا في اماكن العمل. مع استمرار تأثير اللقاح الايجابي وتعمقه يزداد الضغط الاجتماعي ونظرة الاستعلاء والابتعاد عن غير المطعمين.

ولكن رغم التفاؤل ما زال هناك عدد من المواضيع الجوهرية التي تشغل الآن الخبراء والمهنيين. اسرائيل توجد على بعد مليون شخص مطعم من استنفاد الامكانية الكامنة القائمة للمطعمين، لكن ايضا عند انتهاء عملية التطعيم لن يتم تحقيق مناعة القطيع كما يبدو. من اجل هذه المناعة مطلوب مناعة في كتلة حاسمة لأبناء 16 فما دون. لذلك، مقارنة بدول العالم الاخرى التي لم تأخذ تطعيمات بوتيرة عالية، فان اسرائيل هي الدولة التي فيها مسألة تطعيم الاطفال هي المسألة الاكثر الحاحا.

هذا السؤال لا يتعلق فقط بوقت انتهاء البحث الاكلينيكي لشركة “فايزر” والمصادقة على اللقاح في ادارة الدواء الامريكية (اف.دي.إي)، بل يتعلق ايضا بمستوى استجابة الآباء لتطعيم أبنائهم. الحساسية الخاصة للاطفال الى جانب حقيقة أن مجموعة البحث في “فايزر” غير كبيرة وأن اسرائيل ستكون الدولة الاولى التي ستقوم بتطعيم الاطفال، كل ذلك يشكل تحد اعلامي، وربما يكون الاصعب في عملية التطعيم.

توجد اسئلة اخرى تقلق الخبراء. مثلا، ما هو مستوى نجاعة اللقاح مع الطفرات الجديدة التي دخلت اسرائيل، مع التركيز على الطفرة من جنوب افريقيا والطفرة 1.525 ب، التي يمكن أن تسبب اصابة متكررة في اوساط المتعافين. قضية حاسمة اخرى هي حول سؤال كم من الوقت تستمر فعالية التطعيم، هذا رقم لا يوجد حتى الآن أي معلومات عنه. هذه العناصر، كما يبدو،  ستلعب دور رئيسي في مواجهة الوباء في اسرائيل في الاشهر القريبة القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى