ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عوزي برعام- هل هو ساحر؟ هو مجرد كاذب

هآرتس – بقلم  عوزي برعام– 20/1/2021

في كل ما يتعلق بأزمة الكورونا نتنياهو تصرف مثل مدير بنك خدع وأعطى الرشوة. وعشية تقديمه للمحاكمة بدأ بتوزيع القروض بشروط سهلة، خاصة من اجل التغطية على جرائمه. هو ليس ساحر، بل كاذب “.

أنا أعرف بنيامين نتنياهو. فقد التقينا أكثر من مرة، وحتى نجحنا في الحفاظ على علاقات ودية – الامر الذي كان ما يزال ممكنا في وقت ما في السنوات الاولى في التسعينيات. لقد بدا لي شخص ذكي، لديه حب استطلاع، وبالاساس لديه تطلع كبير الى القوة. هو لم يظهر لي في أي يوم كـ “ساحر”، مثلما اعتاد الكثيرون أن يروا فيه. لذلك، احيانا اتساءل: هل جميع الاشخاص الذي يعتبرونه كذلك اصيبوا بالعمى والغباء، أو أنه يوجد شيء ما فاتني.

مع ذلك، اعتقد أنه اذا قمنا بتحليل حملة نتنياهو فسنكتشف أن المنطق الذي يقف خلفه هو منطق واضح، ولا يوجد فيه أي سحر: هو يقترح الاغلاق الى جانب التطعيم. اللذان معا سيقلصان الاصابة بالمرض وسيمكنان من الفتح التدريجي للاقتصاد، على افتراض أن الشعب سيكون شاكرا وسيرد المعروف لمن صنع المعجزة التي قادته الى بر الأمان.

في غرف نتنياهو المغلقة، يهمس في أذن اسنات مارك وعوزي ديان بأنه اذا حافظا على انضباط الحملة المركزة على الكورونا، فهما سيدخلان الى الكنيست القادمة. ولكن هو نفسه لا يعتمد على معجزة الكورونا وحدها. وهو يسعى وراء الناخبين العرب، وفورا بعد عودته من زيارة الوسط العربي التقى مع ايتمار بن غبير على أمل أن ينضم الاخير الى بتسلئيل سموتريتش. وسوية هؤلاء الحلفاء “الطبيعيين” – العرب والمستوطنون القوميون المتطرفون – سيمنحونه المقعد الـ 61.

لا يوجد لدي أي شيء ضد رغبة نتنياهو في أن يتودد للعرب. ربما أنه يسقط في هذه الايام سور لا يمكن اجتيازه، ازالته ستجعل زئيف الكين يتعانق مع احمد الطيبي. السؤال هو لماذا احزاب الوسط واليسار لا تقوم بتحديه. لماذا لا تطلب منه أن ترى تقربه من الجمهور العربي، بالافعال وليس بالاقوال؟ مثلا، هي لا تسأله عن اتخاذ خطوات فعلية لالغاء قانون القومية وقانون كمنتس؟.

نتنياهو هو شخص انتهازي من الصعب اصلاحه. وهو يؤمن بأنه لا يوجد مقابل للكذب. وهو يؤمن أنه بالامكان التحريض ضد العرب (الذين يتدفقون الى صناديق الاقتراع)، وبعد بضع سنوات القول بأنه يقصد فقط عرب معينين – ليس العرب الذين يحتاجهم الآن. وهو يعتقد أنه يستطيع تشويه سمعة لجان العمال بتسجيل لم يعرف أنه سيتم بثه. وبعد ذلك الاعتذار لهم بدون خجل، حتى أمام رئيس الهستدروت.

في كل ما يتعلق بأزمة الكورونا نتنياهو يتصرف مثل مدير بنك خدع وقام باعطاء رشوة. وعشية مجيئه الى المحكمة بدأ بتوزيع القروض بشروط سهلة، لا سيما من اجل التغطية على جرائمه. وهو يأمل أنه بفضل التطعيمات سينسى الجمهور بأنه كان يمكنه وقف تفاقم الضرر الذي سببه الوباء. ولكنه فضل أن لا يفرض اغلاقات تفضيلية. ومن يعرف عدد الاشخاص الذين ماتوا بسبب خوفه من فرض الاغلاق دون الحصول على مصادقة الحاخام كنيفيسكي.

إن الكشف عن اكاذيب نتنياهو سيضر باحتفالات التغلب على الوباء، التي يبني عليها. يجب التوضيح للجمهور بأنه لا يوجد أي سبب للاحتفال ازاء الدمار والموت الذي زرعه الوباء. ومن المحزن الاعتقاد بأن نتنياهو قد حول الوباء الى رافعة، تشغيلها يتم حسب جدول زمني سياسي، وأن خصمه الاكبر ليس جدعون ساعر، بل الطفرة من جنوب افريقيا التي ربما ستشوش الجدول الزمني الذي حدده.

أنا لا أتجاهل حقيقة أنه توجد لليمين والاصوليين اغلبية، ربما تمكنهم من تشكيل حكومة يمينية محافظة. ولكن اليمين منقسم، وعدد من اعضائه يصممون على اسقاط نتنياهو بأي ثمن. الانتخابات تأتي في الوقت الذي فيه رئيس الحكومة يتم تقديمه للمحاكمة، وبعد أن خدع شريكه بني غانتس، وأخذ ميزانية الدولة كرهينة، ولوث باعتبارات سياسية مكافحة الوباء ومواجهة الازمة الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي خلقها الوباء.

الحديث لا يدور عن ساحر، بل عن كاذب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى