ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عوزي برعام – هل انتصرت الديموقراطية الليبرالية؟ لست متأكداً تماماً

هآرتس – بقلم  عوزي برعام – 11/11/2020

صعود ترامب، والدعم الكبير الذي ما زال يحصل عليه، تجبر الولايات المتحدة وأوروبا على إجراء نقد ذاتي. كيف يحافظون على قيم الديموقراطية الليبرالية إزاء مزاج من يريدون تشويهها “.

في كل أرجاء العالم وكذلك أيضاً في إسرائيل، فإن الملايين الكثيرة التي تحتفل بهزيمة ترامب، مقتنعة بأن هذه هي النهاية السعيدة لجولة انتخابات مليئة بالتشهيرات والتهديدات والأكاذيب.

أنا، لا أشعر بذلك. أنا لا أوهم نفسي بالتفكير بأن فشل ترامب يبشر بسقوط نتنياهو لأنه حسب مؤشرات حقيقية -مواقف، ومخاطر واحتمالات- فإن ترامب لم يفشل. ال71 مليون أمريكي صوتوا له رغم اكاذيبه وشخصيته، رغم اقتراحه بمعالجة مرضى الكورونا عن طريق حقن مواد تعقيم وإضراره الشديد بمكافحة الوباء- وعلى الرغم من أنه وقف أمامه حزب استخلص العبر من فشله في 2016 وجنّد أموالا، وسيطر على الإعلانات في التلفزيون، ولم تزل قدمه في أي مواجهة أمامه.

إن جذور شعبيته تكمن في دمج شخصيته الوحشية، والقوة الكامنة في منصب رئيس الولايات المتحدة، والتي جذبت السيموتريتشيين في أوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل. في أوروبا، اتبعوا مؤيدي “الديموقراطية الوطنية”  بطبعتها المجرية والبولندية. في نظر إسرائيليون كثيرون فإنه يرمز إلى الاستقامة (حتى وإن كانت كاذبة)، وإلى ازدراء اليسار، وإلى كراهية الأجانب. وإلى كل ما يحبونه. حتى الروح اللاسامية التي تهب من الأوساط التي ينتمي إليها لم تخفف محبتهم.

في نظر ترامب ومؤيدوه فإن الديموقراطية هي ضريبة شفوية فقط. قيمهم -تأييد تفوق الإنسان الأبيض، المسيحي، المؤمن- تناقض قيم المساواة التي تقف في أساس الرؤية الديموقراطية.

فوز جو بايدن من المتوقع أن يشجع العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا، وهي علاقات استخف ترامب بها. هل أوروبا قادرة على تشكيل ديموقراطية ليبرالية على أساس مبادئ الثورة الفرنسية التي غُييرت وتم تكييفها لروح العصر، وبالتالي الأخذ بالحسبان الأهمية التي يوليها العديدون للمشاعر القومية؟ هل الرئيس الفرنسي الذي يحاول الدفاع عن روحها وقيمها قد نجح -رغم تهديدات من قبل مجموعات إرهابية- في الوقوف أمام مارين لوبين، التي تمثل بصورة وفية نهج ترامب؟ احتمالاتها ستزداد كلما ازداد عدم الهدوء. الشعبوية اليمينية تتفوق في كل وقت يكون فيه موضوعاً على الأجندة مسألة “قومية” -انظروا حالة إلؤورازارية.

إزاء هذه التوجهات يمكن القول، أن هزيمة ترامب لا تبشر بالضرورة بانتصار الديموقراطية الليبرالية. للأسف يمكن القول إن بايدن أنقذ بلاده، وأنقذ العالم من فوز، كان سيرسل رسالة مشجعة لكل من يسعون لهدم الديموقراطية الليبرالية.

منذ ازدهار الديموقراطية الليبرالية بعد الحرب العالمية الثانية- وهو ازدهار جاء رداً على انتصار الفاشية في أوروبا، والمولية في الاتحاد السوفييتي، العالم تغيير. الخطر النووي، تعاظم قوة الصين، ظهور الشبكات الاجتماعية، هجرة المسلمين إلى أوروبا وتداعياتها، التركيز الزائد على انا وليس على “نحن” -كل هذه خلقت نوعاً من الثقب الضخم، والذي لم تنجح الديموقراطية الليبرالية في تغطيته.

صعود ترامب، والدعم الكبير الذي ما زال يحصل عليه، تجب رالولايات المتحدة وأوروبا على إجراء نقد ذاتي. كيف يحافظون على قيم الديموقراطية الليبرالية إزاء مزاج من يريدون تشويهها.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى