ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عوزي برعام –  ما زالت الترامبية والبيبية صديقتان

هآرتس – بقلم  عوزي برعام – 14/12/2021

” المحافظة الامريكية والاسرائيلية مبنية على تحالف مع قوى دينية، الافنغلية الامريكية والاحزاب الدينية الاصولية الاسرائيلية. هذان المعسكران يعارضان العولمة لأنها تخفي في ثناياها أسس عالمية في مجال حقوق الفرد “.

من المحظور أن يعتم هجوم دونالد ترامب على بنيامين نتنياهو على الحقيقة: يوجد بينهما صراع شخصي وليس ايديولوجي. ترامب غاضب على بيبي، لكن الترامبية والبيبية لم تكن صداقتهما في أي يوم افضل مما هي الآن.

منذ الخمسينيات تقف اشارة تحذير ضد المس بحقوق المواطن – المكارثية، على اسم السناتور الجمهوري جوزيف مكارثي، الذي ترأس لجنة للكشف عن النشاطات المعادية لامريكا. هذه اللجنة اوجدت نظام من الخوف والوشاية، بالاساس في دوائر الثقافة. ولكنها احرقت طبختها. وفي نهاية المطاف تمت ادانة مكارثي من قبل حزبه وظهر بالعار اثناء مواجهته مع آد مورو، رجل شبكة الـ سي.بي.اس، عندما انهار امام العدسات. فشله عزز النضال من اجل حقوق الانسان في الولايات المتحدة، وفي العالم الديمقراطي بشكل عام.

بعد مرور سبعين سنة تقريبا على ذلك تحول الحزب الجمهوري الى كتلة متجانسة تحارب رياح “الدولة العميقة” وتقف على يمين الترامبية، التي هي اكثر قوة واخطر من المكارثية. العدو الجديد هو الليبرالية. بذور الترامبية تنبت امام انظارنا. فالمحكمة العليا تستند الى الاغلبية الجمهورية عندما تريد نقض قرار سابق بشأن حق المرأة على جسدها. وهي يمكنها أن تسمح بتشريع سياسي كاسح، الذي سيقيد الحق في الاجهاض في الاسابيع الستة الاولى للحمل. هذه خطوة ضخمة للمحافظين من اجل المس بامريكا الديمقراطية. 

هذا التوجه قائم ايضا في اسرائيل بكل القوة. هنا العدو للمحافظة هو “الآخر”، الذي بمجرد كونه مختلف فهو يتم وصمه بأنه “يساري” وليس “وطني”. يبدو أن المحافظة العلمانية قد غيرت وجهها. فهي تعقد حلف مع الدينية القومية المتطرفة ومع فصائل اصولية، التي بالنسبة لها المحافظة هي حكم توراتي. الليكوديون يواكبون هذيان بتسلئيل سموتريتش الذي يسعى الى “دولة يهودية دينية على كل ارض اسرائيل”. هم استلوا منذ زمن القبعة من جيبهم ووضعوها على رأسهم. سموتريتش وايتمار بن غبير هما جزء لا يتجزأ من المعسكر البيبي.

دولة يهودية، حسب التفسير المحافظ الديني، هي دولة تقدس التمييز وترفض الاعتراف باختلاف الآخر، دولة، التي اليهودية تندلع من داخلها وتدفن تحتها بقايا الديمقراطية وحقوق الانسان. جهات المحافظة هذه توجه المعركة ضد نظام القضاء وضد المحكمة العليا، التي بعد كل الانتقاد لها ما زالت تقف مثل مسحوق متفجر، تحافظ على قيم المساواة بين الرجال والنساء والمساواة بين الاعراق في مواجهة مزاج العنصرية والتمييز. 

إن المعركة ضد جهاز القضاء لا ترتبط فقط بمحاكمة نتنياهو. المعركة هي ضد التفسير العالمي لحقوق الانسان، الذي ينعكس ايضا على جوهر اسرائيل كدولة يهودية – ديمقراطية، وتقيد المنظومة السياسية التي تريد فعل كل ما يخطر ببالها. امور بهذه الروحية سمعت مؤخرا من قاضي المحكمة العليا المحافظ، نوعم سولبرغ، الذي في المستقبل يتوقع تعيينه رئيسا للمحكمة.

المحافظة الامريكية والاسرائيلية مبنية على تحالف مع قوى دينية، الافنغلية الامريكية والاحزاب الدينية الاصولية الاسرائيلية. هذان المعسكران يعارضان العولمة لأنها تخفي في ثناياها أسس عالمية في مجال حقوق الفرد. رغم العناوين المبالغ فيها إلا أن ازمة ترامب – نتنياهو لا ترتبط بالقيم. الاثنان ربما لا يروقان لبعضهما، لكن هذه فقط امور تتعلق بالأنا والكرامة. من كل النواحي الاخرى، الترامبية والبيبية قريبتان من بعضهما اكثر من أي وقت مضى. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى