ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عوزي برعام – على ماذا الانتخابات؟ على ياريف لفين

هآرتس – بقلم عوزي برعام – 16/12/2020

اسرائيل تغيرت. الموضوع السياسي لم يعد على جدول الاعمال. النضال الآن هو على الطابع، أي على هوية الدولة: هل ستكون متنورة، حرة وليبرالية أم ستكون دولة منغلقة ومتعصبة وظلامية “.

إن مفاهيم يمين ويسار، التي من المعتاد أن ينقسم طبقا لها الجمهور والاحزاب في اسرائيل، لم تعد تمثل معناها الاصلي. في الحملة الانتخابية القادمة التنافس سيكون بين المعسكر المحافظ – الديني وبين المعسكر الليبرالي.

الجهود لتحويل الديمقراطية الليبرالية الى “ديمقراطية قومية” تتركز على هدفين – تحطيم الجهاز القضائي والمس بحرية الصحافة. اسرائيل تخضع لعملية، نقطة انكسارها يمكن تحديدها في سن قانون القومية، الذي اعطى لليهودية افضلية على الديمقراطية. اليمين البيبي يطمح الى استكمال العملية. مهندسه المعماري هو ياريف لفين، رئيس الكنيست الاكثر سياسة الذي كان لدينا، هدفه تحطيم انظمة القانون والقضاء.

يعدون الجمهور لذلك ساعة بساعة. مجموعة قصيرة من الآونة الاخيرة: الوزيرة ميري ريغف وعضوة الكنيست اسنات مارك قدمتا التماس للمحكمة العليا بسبب عيب وقع حسب رأيهما في لجنة انتخاب القضاة، وردتا بصفاقة كبيرة عندما رفضت المحكمة العليا الالتماس؛ الوزير دافيد امسالم شتم المستشار القانوني بلغة بيبي والبيبيين؛ وعندما سمعت في هذا الاسبوع للمرة الاولى الشعبوي والمذيع ايرز تدمر، من مؤسسي “اذا شئتم”، تساءلت أين يقومون بتنمية هؤلاء الشعبويين واشباه الفاشيين الذين يتحدثون عن جهاز القضاء وكأنه منظمة اجرامية.

بناء على ذلك من الجدير اعادة صياغة الاهداف المنسوبة لليمين البيبي: ليس فقط تخليص بنيامين نتنياهو من القضاء، بل ايضا تخليص النظام من قيود الديمقراطية.

من الجدير فحص هذه الاهداف عندما نشاهد الخارطة السياسية الجديدة. يقومون بغسل الادمغة بذريعة أن الحملة الانتخابية القادمة ستتركز فقط على احزاب تتماهى جميعها مع اليمين. هل حقا من المعقول الافتراض بأن 2.5 مليون مواطن الذين انتخبوا “فقط ليس بيبي” ثلاث مرات متتالية، قد ذابوا جميعهم في احزاب اليمين؟ يظهر أن التغييرات الاخيرة في الخارطة السياسية نتيجة للحاجة الى الرد على صعود احزاب دينية – قومية على شاكلة يمينا نفتالي بينيت، تقتضي فحص في الساحة من خلال المنظور الجديد.

بينيت يتلعثم الآن بعد دخول جدعون ساعر الى الساحة عندما سئل عن التعاون مع نتنياهو. لا توجد حاجة الى الطلب من بينيت توضيح علاقته بالديمقراطية الليبرالية. فجميعنا شاهدنا كيف تعاملت اييلت شكيد مع الجهاز القضائي. فهي احتقرته جدا الى درجة أنها عقدت تحالف مع آفي نفيه.

ساعر يستحق الثناء على الشجاعة في الوقوف ضد البيبية والاعلان بأنه لن يتعاون مع نتنياهو، لكن حتى الآن لم يوضح ما هو موقفه من جهاز القضاء. واذا كان معنيا حقا في وضع نفسه في موقف قوي في الجانب الليبرالي فيجب عليه الاعلان بأنه يعارض التدمير المحسوب لنظام القانون والقضاء. ايضا عضو الكنيست يوعز هندل وعضو الكنيست تسفي هاوزر يجب عليهما أن يصدرا تصريح كهذا. اسرائيل تغيرت. الموضوع السياسي لم يعد على جدول الاعمال. النضال الآن هو على الطابع، أي على هوية الدولة: هل ستكون متنورة، حرة وليبرالية أم ستكون دولة منغلقة ومتعصبة وظلامية. هل سيتشكل معسكر ليبرالي موحد يضع على رأسه شخص يكون بامكانه محاربة الظلام الذي يهبط على اسرائيل أم أن لفين سيحصل على التفويض لمواصلة هندسة الظلمة.

على أي حال، شعار انتخابات الكتلة الليبرالية يجب أن استبداله بالصورة التي لا يوجد أقوى منها: وزراء الليكود ونتنياهو يرتدون الاقنعة في المحكمة. هذا يكفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى