ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عودة بشارات – هل ذهب بيبي؟ الفضل في ذلك يعود للقائمة المشتركة

هآرتس – بقلم  عودة بشارات – 15/6/2021

لقد كان للقائمة المشتركة دور كبير في اقصاء نتنياهو. وقد اثبتت بأنها قائمة مسؤولة. وفي الوقت الذي سيبدأ فيه عهد جديد يحمل في طياته الكثير من التحديات، نحن مضطرون الى بناء نظام يهودي – عربي متطور يقوم على اساس شراكة أناس احرار “.

أولا وقبل كل شيء رجاء ذكروني أن أقوم بارسال كيلو من البقلاوة لعضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش وكيلو كنافة لعضو الكنيست ايتمار بن غبير، اللذان لولا عنصريتهما الصافية لكنا الآن غارقين في حكومة نتنياهو – بن غبير – عباس. بفضلهما تم تمهيد الطريق لحكومة التغيير. ومن الجيد أن عهد نتنياهو قد انتهى، ومن الجيد أن مهندس التحريض والكراهية والتقسيم وشرعنة الفاشية قد ذهب. بسبب ذلك يوجد للعرب واليهود سبب للاحتفال. عهد يصعب تحمله انتهى. سنتوجه لمواجهة مظالم العهد الجديد.

في البداية يجب الاشارة الى أنه كان من المحزن مشاهدة احتفال تشكيل الحكومة الجديدة. عندما جاء نفتالي بينيت، رئيس الحكومة الجديد، وهو مسلح من رأسه الى أخمص قدميه برواية قومية متطرفة تمتد على مدى سنوات على الاقل، وينسب كل البلاد للشعب المختار. امامه وقف الشريك العربي في الحكومة، عضو الكنيست منصور عباس، وهو مجرد من أي علامة قومية. “نحن في راعم قررنا السير على اجندة اجتماعية”، قال وكأن التمييز ضد العرب ليس مصدره في هويتهم القومية، بل في ثقب الاوزون. امامنا حكومة تتشكل من سادة البلاد ورعاياها.

هذه الاقوال كتبت قبل أداء الحكومة لليمين. نأمل أن لا تكون هناك حاجة الى معالجة أحد ما في القائمة المشتركة بسبب المغص مثلما رمز الى ذلك يوسي فيرتس في “هآرتس” في 8/6، من اجل التمكين من المصادقة على هذه الحكومة في الكنيست. بهذا، امتناع عدد من اعضاء القائمة المشتركة “أقنع” المتأرجحين الذين يميلون نحو نتنياهو بعدم القيام بمناورات. في لحظة الحقيقة يتبين أن القائمة المشتركة هي قائمة مسؤولة تنقذ العرب واليهود من فكي كماشة حكم نتنياهو. “المسؤولية هي كلمة السحر لسلوك القائمة المشتركة. حتى عندما رفض بينيت وساعر بغطرسة وبقومية متطرفة الاعتماد على اصواتهم من اجل ازاحة رئيس الكنيست، ياريف لفين.

إن مفتاح ازاحة نتنياهو تم وضعه قبل اكثر من سنة، عندما قدمت القائمة المشتركة على طبق من فضة 15 توقيع لجميع اعضاء القائمة في الكنيست من اجل وضع تشكيل الحكومة في أيدي بني غانتس. أيمن عودة عرض على الشعبين وصفة للحياة الناجحة، تعاون سيصمد لفترة طويلة لأنه تم بين اشخاص احرار يتفاخرون بقوميتهم وثقافتهم وتراثهم. ولكن معادلة “ون – ون” التي اقترحها عودة تم صدها بقدم فظة من قبل اليمين. الآن كشف أي نوع من الشراكة يريدون: الشراكة بين الطابق العلوي والقبو. يتبين أنه حتى اجزاء في اليسار يطمحون بانفعال الى شراكة كهذه، في اعماقهم هم يفضلون شخص عربي لا توجد له وطنية أو تاريخ.

كالعادة، اشخاص عمليون سيقولون إن الاساس هو المال. ولكن ايضا اذا لم نتعامل مع مقولة “ليس بالخبز وحده يحيا الانسان”، نحن نؤكد على أن القائمة المشتركة، وبكونها في المعارضة، قد حصلت على 15 مليار شيكل في العام 2015. هذا المبلغ تم تحقيقه بنضال مدني عنيد، بمشاركة المجالس المحلية العربية ومنظمات المجتمع المدني وبفضل مؤسسات الدولة التي عرفت أنه في المجتمع العربي تكمن امكانية كبيرة لتطوير الاقتصاد الاسرائيلي بمجمله.

رغم أنه من اجل بلورة وتنفيذ القرار 922، الذي جلب مبلغ غير مسبوق للمجتمع العربي، وكان هناك شركاء كثيرون من الاشخاص والمنظمات، إلا أنه عانى من عدد غير قليل من المشكلات في طريق تنفيذه. واذا كان الامر هكذا فكيف سيبدو كل موضوع الاموال الموعودة الآن في ظل غياب هيئات تمثيلية ومنظمات مجتمع مدني وبالسلوك الفردي لمنصور عباس؟. لا أحد يعرف أين وكيف سيتم استثمار هذه الاموال اذا تم تحريرها ايضا. كذلك، في اروقة الحكم يتجول مهندسو منتدى “الجامعة” الذين فكروا بقانون القومية.

في الختام نقول إنه بالذات الآن، في الوقت الذي يبدأ فيه عهد جديد يحمل في طياته الكثير من الصراعات، من انهاء الاحتلال وحتى مساواة مدنية قومية في اسرائيل، نحن مضطرون الى بناء نظام يهودي – عربي متطور، في اساسه شراكة بين اشخاص احرار، شراكة ليس على اساس يذوب عند طلوع أول شعاع للشمس.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى