ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عودة بشارات – منصور عباس يطرح: مواطنة مستأجر من الباطن

هآرتس – بقلم  عودة بشارات – 29/11/2021

” المفارقة هي أن من قرر أن يكون مستأجر من الباطن سيكتشف أنه الضحية الاولى للخطط المرعبة لايتمار بن غبير وحلفائه “.

“بالنسبة للشعب اليهودي، قضية هوية الدولة اليهودية هي معركة وجودية. اذا كنتم تريدون خوض معركة وجودية مع اسرائيل حول هوية الدولة فيجب القول: أنا أريد التنازل عن المواطنة في اسرائيل. هذا هو كل ما في الامر”، هذا ما قاله عضو الكنيست منصور عباس في مقابلة مع صحيفة “كل العرب”.

بكلمات اخرى، “خذها كلها أو ارفضها”. اذا لم تكن تقبل مقولة أن اسرائيل هي دولة يهودية فتنازل عن المواطنة. الامر غير المعقول هو أنه في الحالتين العربي هو مستأجر من الباطن. لأنه اذا قبل افتراض أن دولة اسرائيل هي دولة يهودية فان مكانته هي مكانة أحد الرعايا، لأنه ضمنيا الدولة ليست دولته، وهكذا سيكون الامر اذا تنازل عن الجنسية. 

يجب الاشارة، مع ذلك، الى أن تحديد هوية الدولة هو ايضا مسألة “وجودية” بالنسبة للعرب في اسرائيل. وعلاوة على ذلك، اذا كانت مسألة الوجود لليمين القومي المتطرف تضع اليهود فوق، والآخرون تحتهم بدرجة (أو بضع درجات) فان المسألة الوجودية للعرب وللديمقراطيين اليهود تعني “دولة كل مواطنيها متساوين”. بكلمات اخرى، المسألة الوجودية الاولى تسبب البؤس للآخرين، وربما ايضا لنفسها، في حين أن المسألة الوجودية الثانية تفتح آفاق مشرقة أمام الجميع.

يبدو أن هذا التصريح لزعيم رئيسي للجمهور العربي في اسرائيل هو انجاز للحركة الصهيونية. لأنه جعل عدد من زعماء المواطنين العرب يوافقون على أنهم عازف ثانوي في الجوقة. هذا التسليم هو انتصار كاسح لأنه اذا لم يشعر مواطنو دولة اسرائيل الذين نسبتهم غير قليلة بأنهم ينتمون ومتساوون، فان معنى هذا الامر هو تفكك النسيج الاجتماعي – المدني في الدولة، كل مجموعة ستكون لها اجندتها الخاصة.  والاخطر من ذلك هو أن هذا التسليم هو توقيع رسمي على تأسيس دولة ابرتهايد، الآن حسب القانون. وخلافا للتصريح الموجود في وثيقة الاستقلال فانه الآن سيكون لدينا نوعين من المواطنين، وسيكون بهذا تسليم باستبداد الاغلبية التي تضطهد الاقلية بفضل أنها اغلبية. ليس هكذا يقومون ببناء مجتمع متضامن.

من اجل امتاع الاذن من الجدير الاشارة الى أنه يوجد فرق بين “يهودية” الدولة وبين حق تقرير المصير للشعب اليهودي، الذي وجد تعبيره في اقامة الدولة في 1948. وحيث أن الدولة قامت فيجب عليها التصرف مثل أي دولة طبيعية اخرى. لذلك، عضو الكنيست منصور عباس في هذا التصريح يطرح مواطنة معيبة، مواطنة مستأجر من الباطن، الذي لا تهمه حالة المبنى لأنه في نهاية المطاف ليس هو المالك. اذا كانت الدولة ذاهبة نحو الديكتاتورية فليكن ذلك. هذه هي مشكلتهم (أي مشكلة الاغلبية اليهودية)، حتى لو كان موسي راز هو رئيس الوزراء، وايضا حتى لو كان، رغم كل الاختلافات، ايتمار بن غبير سيقف في المقدمة.

المفارقة هي أن من قرر أن يكون مستأجر من الباطن سيكتشف أنه هو الضحية الاولى للخطط المدهشة لبن غبير وحلفائه. من هنا، المصلحة الاولى لمن يتم التمييز ضدهم هي أن يناضلوا من اجل هوية زعماء الدولة. 

من المهم الاشارة الى أن طريق السكان العرب هي طريق النضال المدني، وليست طريق الانفصال. طريق القيادة التاريخية للسكان العرب هي رفض الجلوس مكتوفي الايدي في أي معركة. حتى الثورات في كوبا وفي الجزائر وفي نيكاراغوا، كانت عنصر رئيسي في قائمة تضامنها. شخص مجهول قال: “أنا ابن الانسانية، وكل أمر انساني غير غريب علي”. بالتالي، لا سيما في مسألة مكانتهم في هذه الدولة.

العرب ارادوا أن يكونوا شركاء في تشكيل طابع الدولة، وقد كان لهم دور في جميع المعارك الاسرائيلية العامة، الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والنقابات. لا يوجد أي نضال كان غريب بالنسبة للعرب هنا. لأنه بهذه الصورة يتصرف اصحاب البيت الذين يرفضون أن يكونوا مستأجرين من الباطن. تصريح عضو الكنيست عباس هو عودة الى الوراء لسنوات كثيرة، ولا تتساوق مع نضال العرب الذي بفضله تعززت مكانتهم بصورة مثيرة للانطباع. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى