ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عودة بشارات – لا يكفي اظهار الأسف، بل يجب الاعتذار

هآرتس – بقلم  عودة بشارات  – 2/8/2021

” مطلوب من اليهود عدم اظهار الاسف فقط على ما حدث في 1948، بل يجب عليهم الاعتذار عن ذلك. وإلا فان هذا سيشكل ارث للشباب الذين ينكلون الآن بالبدو في منطقة الغور. ولأن المؤسسة الرسمية لن تفعل ذلك فانه يجب قيام حركة شعبية تقوم بهذه المهمة “.

“أنا متأسف، لكني لا أعتذر”، قال لي صديق في اعقاب محادثة حول ما حدث في العام 1948. للأسف، أنا اسمع هذه الاقوال من عدد غير قليل من اصدقائي اليهود. أنا أتفاخر بهم وبالطريق المشتركة للنضال ضد الاحتلال والتمييز. ولكني اشعر بأنهم يضيعون شيء كبير عندما يصممون على رفضهم للاعتذار.

أولا، أنا أشير الى أن اظهار الأسف على آلام الآخر هو شيء جميل، لكن هذا أمر لا يلزم بأي فعل. يمكن أن تظهر الاسف على قتل الروهنغا في مينمار والاستمرار الى الامام. أنا، مثلا، لا اظهر الأسف، بل اشعر ايضا بالذنب لأن مثل هذه الفظائع تحدث في العالم في زمني (حياتي العابرة). من يوجد لديه احساس بالذنب فهو انسان يعاني، ولكن من لا يوجد لديه احساس بالذنب فهو متوحش، قال عاموس عوز. أنا خلقت لأكون انسان يعاني، هذا هو مصير النحس الذي أعد لي.

قبل المواصلة في فرضيتي اريد الاعلان بأن هذا المقال غير مخصص للاشخاص الذين كلما كتب أمر ما عن معاناة الفلسطينيين يبدأون بطرح الكثير من المبررات الممجوجة، بدء بالذريعة المرفوضة وهي أن الدول العربية التي كانت تحت التأثير العسكري البريطاني، شنت الحرب، وانتهاء بادعاء أن الزعماء العرب طلبوا من الفلسطينيين المغادرة (بالمناسبة، حتى لو كانت هناك حقيقة في الادعاء الثاني، فنحن نذكر بأن تل ابيب الوطنية تقريبا كادت أن تفرغ في حرب الخليج الاولى. وفي اللحظة التي عاد فيها الهدوء عاد “اللاجئون”). لو أننا قمنا بتبني هذه العقيدة لكنا الآن، بعد ثلاثين سنة، نعالج مشكلات اللاجئين من رمات افيف الذين يعيشون في خيام في حديقة ساكر. 

النوع الاخير من المبررين، الذين أوجه هذا المقال لهم، هم الذين يقولون “صحيح أن الفلسطينيين ظلموا، لكن هذا هو طريق العالم؛ بدون افراغ بقدر الامكان البلاد من العرب ما كان يمكن اقامة دولة لليهود الذين مروا بابادة شعب. فجأة أنا المطرود والذي ينزف، مطلوب مني احتواء من قام بطردي، وأن أربت على كتف أبو الترانسفير، يوسف فايتس، الذي قام بالبكاء وهو يطرد وطرد وهو يبكي.

أنا أكتب هذه الامور بالاساس من اجل المستقبل. وهاكم، فتيان يهود في المناطق المحتلة يقولون، وبحق: عندما نقوم باقامة “بؤرة استيطانية غير قانونية” فنحن نواصل ارث الآباء؛ نحن نقوم بالتنكيل بسكان غور الاردن لأننا تعلمنا أنه بهذه الطريقة أجبر آباؤنا العرب على الهرب من اللد والرملة. لذلك، اظهار الاسف، بمعنى الاعتذار، ليس فقط تلخيص لفترة ظلامية في تاريخ نظرة الشعب اليهودي للعرب، بل بالاساس هي دليل على المستقبل.

“نعم، نحن عملنا للشعب الجار أمور فظيعة، دمرنا بدون أي وجه حق 500 قرية، وطردنا اكثر من 700 ألف شخص من وطنهم”، هكذا بالضبط يجب على المؤسسة الرسمية الاعلان بصوت يعاني من الألم وعذاب الضمير. وإلا كيف يمكننا أن نطلب من شباب اليوم وقف التنكيل بالبدو في منطقة الغور. لأنه اذا كان طرد عرب اللد عمل اخلاقي فان اطلاق النار على الفلسطينيين بحماية الجيش الآن هو عمل اخلاقي. 

إن دولة ترفض الاعتراف بالمظالم التي تسببت بها لشعوب اخرى أو ضد اقليات فيها، هي فقط ترفض دفع الحساب وتحولها للاجيال القادمة التي تتربى في هذه الاثناء على ثقافة الكذب. وما يبدأ بالتنكيل بالآخر يستمر بالتنكيل بأبناء الشعب نفسه.

الاعتذار يستهدف المستقبل أكثر مما يستهدف الماضي. وهو يستهدف اليهود أكثر مما يستهدف الفلسطينيين. فقط شاب يؤمن بعدالة طريق آبائه قادر على توجيه بندقيته وقتل مواطن غزي غير مسلح من مسافة بضعة أمتار؛ فقط شاب يتفاخر بتراث آبائه يمكنه احراق بيوت واقتلاع اشجار.
المؤسسة التي بنيت على ثقافة الكذب لن تتبنى هذه الطريقة. لذلك، مطلوب قيام حركة شعبية ترفع الدعوة عاليا. الاعتذار هو العنصر الناقص، وبدونه فان كل شيء كلام فارغ.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى