ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عودة بشارات – غانتس يعرف فقط كيف يقتل العرب

هآرتس – بقلم  عودة بشارات – 4/1/2021

لماذا يفشل العسكريون واحدا تلو الآخر في الساحة السياسية؟ لأنه يظهر لهم أنه بالضبط مثلما لم يدفعوا ثمن قتل العربي، هكذا ايضا سيكون الامر بالنسبة لسلوكهم السياسي الفاشل، حيث يعتقدون بأنهم لن يدفعوا أي ثمن عنه “.

خلافا لبنيامين نتنياهو، وزير الدفاع بني غانتس لا يعرف كيفية التحريض ضد العرب، بل هو فقط يعرف كيف يقتل العرب. الدعاية الانتخابية في الجولة الاولى دشنها بفيلم رعب، تفاخر فيه بقتل 1364 من أبناء غزة. بعد ذلك كان هناك من سارعوا الى التوضيح بأن مستشاريه هم الذين اقترحوا عليه فيلم الرعب. ولكن الآن يتبين أن الامر لم يكن كذلك. ففي مقابلة مع “يديعوت احرونوت”، ردا على الادعاء بأنه بالمعنى المجازي هو ليس “قاتل سياسي”، اجاب غانتس: “اسمي مسجل على عشرات القبور في لبنان”.

عفوا؟ من يجيب بهذه الاجابة يجب ارساله على الفور للفحص النفسي، بحيث يفحص هل هو مؤهل كي يتجول بشكل حر بين بني البشر. نعم، بيننا يتجول شخص وقع على شواهد القبور. في حينه كلما كان غانتس يظهر على الشاشة كنت اشعر بالرعب لرؤية جبل من الجماجم، والآن أنا أرى المقابر ايضا. يجب توصية الآباء بعدم تعريض اولادهم لرجل الرعب هذا.

وكأن هذا لا يكفي. ففي منتصف المقابلة سأله من أجروا المقابلة معه سؤال، وهذا السؤال كان ايضا سؤال مجازي، فيما يتعلق ببقايا الهياكل العظمية المتعلقة بقضايا غانتس. ايضا هنا اجاب بنفس لغة الرعب: الهياكل العظمية الوحيدة التي ابقيتها هي الهياكل العظمية للاعداء. هذا هو عالم المخلص القومي: هياكل عظمية وقبور!، التي ستضمن لكم النوم الهاديء، أيها المواطنون الاحباء.

ملاحظة: ليس عبثا يتم استخدام جذر كلمة “قتل” لوصف افعال غانتس. لأنه محظور أن يتم اقتران اليهود بجذر كلمة “قتل متعمد”، حيث أنه كما هو معروف، من يقومون بالقتل هم العرب –  اليهود فقط يقتلون بالخطأ أو من اجل الدفاع عن النفس. ولكن ما العمل عندما يتفاخر غانتس بما فعله؟ لهذا لا يوجد أي خيار – من اجل الحفاظ على كرامة هذا الشخص يجب أن نقرن جذر كلمة “قتل متعمد” بأفعال يتفاخر بها. كما أنه حاول في اقواله أن يناقض افتراض من أجروا معه المقابلة بأنه ليس “قاتل”.

من اجل وضع الامور في نصابها نذكر “القاتل”، المحبب لدينا، بأنه على شاهد القبر تتم كتابة اسم المتوفى فقط، وليس اسم من قام باسقاطه في البئر. صحيح، مؤسف جدا أن اسم من عمل بصورة حثيثة جدا للقيام بهذه المهمة لم يسجل، لكن هذا هو اسلوب بني البشر منذ الأزل، التهرب من المسؤولية عن القتل، لأن القتل هو من الامور المكروهة على المخلوقات وايضا على الخالق. فقط شخص مبني نفسيا بصورة مختلفة وغريبة يمكنه التفاخر بأمور تثير القشعريرة: جثث، قبور وهياكل عظمية.

ما هذا الحظ الاكثر سوادا من السواد الذي كان من نصيب الجمهور في اسرائيل، وهو أنه من بين ملايين المواطنين لم يجد مخلص له سوى قاتل يتفاخر بالقتل من اجل انقاذه من زعيم كل ما فيه أنه كاذب ومحرض ولا يقوم بتنفيذ وعوده؛ وهذه خطايا تعتبر صغيرة جدا مقارنة بأفعال المخلص الوطني المأمول.

على أي حال، اقوال غانتس المتغطرسة، وحتى مئات الجماجم وعشرات القبور والهياكل العظمية للقبور، كل ذلك لا يحرك أي عضلة في وجه الشعب الذي يقيم في صهيون. لأنه في اسرائيل وفي اوساط خريجي مؤسسة الدفاع، يوجد الكثيرين الذين يمكنهم التفاخر ايضا بمثل هذه الانجازات.

في المقابل، نوضح بأنه يوجد للقدر طرق مختلفة وغريبة من اجل الاننتقام ممن يتفاخرون بأعمال الرعب التي قاموا بها: خلال خمسة اشهر هبط “القاتل خاصتنا” من مرشح شبه مضمون تقريبا لرئاسة الحكومة الى مرشح حتى صفة عضو كنيست من غير المضمون أن يحظى بها.

هذا الشخص الذي خيب آمال ملايين المواطنين، عرب ويهود، جاء الآن بادعاءات للمواطنين الذين خيب آمالهم وخدعهم، والذي تحول بين عشية وضحاها الى خادم للشخص الذي تفاخر باستبداله. في الحقيقة، كيف يمكن أن تطلب من شخص احاسيسه وتقديراته مشوهة جدا وعالمه يتراوح بين الجماجم والقبور والهياكل العظمية، أن يقوم بانتقاد نفسه. لماذا يفشل العسكريون واحدا تلو الآخر في الساحة السياسية؟ لأنه يظهر لهم أنه بالضبط مثلما لم يدفعوا ثمن قتل العربي، هكذا ايضا سيكون الامر بالنسبة لسلوكهم السياسي الفاشل، حيث يعتقدون بأنهم لن يدفعوا أي ثمن عنه.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى