ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عودة بشارات – الصليبيون يعودون، يسمونهم أفينجلستيون

هآرتس – بقلم عودة بشارات – 2/11/2020

بطرس الناسك دعى اتباعه لكي يأتوا بأنفسهم لتخليص القدس ولكن القس الافنجلستي بنجهام يدعوا اتباعه للتبرع لليهود سارقي الأرض لإشعال حرب ياجوج ومأجوج ليتستى خلاصهم .أي انه يقول لليهود موتوا من أجلنا“.

أثناء حج بطرس الناسك جاء له في حلمه النبي يهوشع وقال له: “ارجع إلى بلادك ونظم جيشاً وعد من أجل تحرير الشرق المسيحي”. كان هذا هو الجانب الشعبي من الحروب الصليبية في منطقتنا في بداية الألفية الثانية؛ وهي حروب امتدت نحو 200 عام دامية. سايمون صباغ منتفيوري، في كتابه “القدس- سيرة ذاتية” يقتبس رجل كنيسة قال له عن تلك الأيام: “العنف ساد في أوساط الشعوب، والخداع والمكر والخيانة عتمت على كل شيء”. هذه هي الروح التي سادت في أوروبا عشية الحروب الصليبية. بنفس الكلمات وبشدة أكثر يمكن وصف وضع الولايات المتحدة تحت حكم ممثل الافنجلستيين دونالد ترامب.

بعد حوالي ألف عام من ذلك تظهر شخصية مشابهة في الفيلم الصادم لمايا زنشتاين “حتى نهاية العالم”. القس بويد بنجهام الرابع مر بتجربة قاسية: لقد أصيب بمرض خبيث وشفي منه، وهو يتذمر من المعاملة المهينة للطيقة الراقية في الولايات المتحدة. الآن هو يتصرف على أساس الإحساس بأنه يؤدي مهمة . الأفنجلستيون يؤمنون بان الخلاص سيأتي فقط بعد حرب يأجوج ومأجوج، واليهود الذين سيتبقون بعدها يكون عليهم لزاماً الاختيار ما بين خيارين إما التنصر او أن يحرقوا.

القس جون هايجي كبير أصدقاء إسرائيل في كل العالم، كما يشهد على ذلك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقول بأن الله يقول: سوف أعيد جلب الشعب اليهودي إلى بلادهم. كيف؟ الإجابة هي الصيادون. وهايجو يشرح: “هتلر كان صياداً. كيف حدث هذا؟ نظراً لأن الله سمح لذلك بالحدوث”. وبهذا فلم يكن ذلك هو هتلر، إنه الله. القومية المتطرفة العمياء قادت النازيين القدماء، والآن الدين، حسب تفسير مشوه له ،يقود النازيين الجدد.

الفقر والإهمال الحكومي أوصلت كينتاكي إلى أسفل السلم الاجتماعي -الاقتصادي: 30% يعيشون في فقر، 49% من الأطفال موجودون تحت خط الفقر، وإذا كان هذا لا يكفي فإن 1 من كل 4 يواجه إدماناً ما، بدلاً من التشمير عن السواعد من أجل أبناء طائفته، اختار القس بنجهام تجنيد أرباع الدولارات من الأطفال المؤمنون المساكين، من أجل دعم المستوطنات من أجل الدفع قدماً بمجيء حرب يأجوج ومأجوج. القس يترك إخوته للفقر وللادمان، وبدلاً من ذلك يدعم سارقي الأراضي. ذنبان بضربة واحدة.

في سنة 1095 كان بطرس الناسك يتجول على حمار بثياب رثة. بعد حوالي 1000 عام من ذلك، القس بنجهام يتجول بسيارة فاخرة وبثياب أنيقة. في حين أن بطرس الناسك دعى المؤمنين به الى المجيء بأنفسهم من أجل إنقاذ القدس، حسب رؤيته المشوهة، فإن الراهب المعاصر يجمع أموالا من أجل أن يقوم اليهود خلف البحار بالمهمة من اجله؛ من اجل أن يكونوا رأس حربة ضد شعوب الشرق وكأنه يقول لهم: موتوا من أجلنا.

في الحروب الصليبية القديمة كان اليهود هم الضحايا الأوائل، اليوم عملاؤهم اليهود هم الأغلبية الحاسمة في الساحة السياسية، هذا تعاون أعمى، كل شيء يفعله المجنون هناك يستقبل هنا بصيحات الفرح. ولكن في نهاية المطاف هم يخدمون الروح الافنجاليستية. المذيعة الأفنجلستية تماسا روزنر تقول: أنا أسمع عن انفجارات (في منطقتنا) وهذا يعطيني الأمل في أن خلاصنا يقترب.

الأمل الوحيد هو في مواجهة ما بين القس الفلسطيني د.منذر اسحق وبين القس الأمريكي. الاثنان قرءا نفس النصوص في الكتب المقدسة وخرجا يفهمين مختلفين تماماً. الفلسطيني يقول: “الله يحب بني البشر، بدون تمييز” ،الأمريكي ينتظر حرب يوم الدين من أجل أن يأتي الخلاص.

إذا كان هنالك احتمال لحياة بسلام وازدهار لكلا الشعبين، فيجب تبني نهج القس الفلسطيني، ابن هذه البلاد التي تعاني والتي تنزف. ان نهج القس الافنجلستي مخيف ليس فقط للفسطينيين، وليس فقط لليهود بل لكل الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى