ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عنات مطر ويونتان بوليك  – اسمحوا لخالدة جرار بالمشاركة في جنازة ابنتها

هآرتس – بقلم  عنات مطر ويونتان بوليك  – 13/7/2021

” اذا كان يمكن اعطاء اجازة للقاتل المقيت والعنصري عامي بوبر فيجب السماح للمحاربة من اجل الحرية، خالدة جرار، بدفن ابنتها وتوديعها بكرامة “.

في مساء يوم الاحد تم العثور على فتاة ميتة في شقة في مخيم قدورة للاجئين في رام الله. الفتاة سهى جرار كانت ناشطة يسارية فلسطينية وهي ابنة عضوة المجلس التشريعي الفلسطيني والمقاتلة من اجل الحرية والمسجونة في اسرائيل، خالدة جرار. المأساة الانسانية التي تواجهها عائلة كل فتاة تفقد حياتها يضاف اليها هنا قمع سجينة سياسية لا تحصل حتى على حقها الاساسي في دفن ابنتها. 

قبل سجنها الحالي، قضت جرار بضع سنوات في السجن، معظمها في الاعتقال الاداري (الاسم المغسول والقانوني للسجن غير المحدود زمنيا بدون محاكمة وبدون أدلة). اعتقال جرار مدة عشرين شهر انتهى في شباط 2019. وبعد ثمانية اشهر على الحرية، في تشرين الاول 2019، اقتحم الجنود بيتها في البيرة واعتقلوها مرة اخرى. وبعد 16 شهر من الاعتقال اضطرت جرار رغم انفها الى الاعتراف في اطار صفقة ادعاء بلائحة الاتهام التي تصرخ كل بنودها بأن هذا هو اعتقال سياسي، وتركز على عضويتها في الجبهة الشعبية. وحسب لائحة الاتهام اقتصرت نشاطاتها على لقائين. الاول، تحملت المسؤولية عن النشاطات الوطنية – السياسية للجبهة والعلاقة مع السلطة الفلسطينية. الثاني، قدمت تحليل عن الوضع السياسي.

لماذا الصفقة؟ من ناحية جرار الاجابة واضحة: المحاكمة جرت في محكمة عسكرية، في ظل القانون العسكري وبادارة مدعي عام عسكري وباشراف قاض عسكري. وفي الاصل ليس فيها أي ذرة من العدالة. ولكن امام تهديد شديد بعشر سنوات سجن، خططت جرار لاستخدام المحاكمة للكشف عن التعذيب الذي تعرض له اصدقاءها اثناء التحقيق. ولكن المحكمة التي هي ليست سوى ذراع آخر لسلطة الاحتلال، قررت اجراء المحاكمة في غرف مغلقة، وتركت جرار دون قدرة على الدفاع عن نفسها من خلال الظهور العام.  

اختيار الصفقة بدلا من اجراء محاكمة لاثبات الدلائل برره المدعي العام بـ “صعوبات في اثبات الدلائل”. ما هي هذه الصعوبات؟ جرار تم اعتقالها في موجة اعتقالات واسعة لاعضاء الجبهة الشعبية في اعقاب تجريم معتقلين سابقين. ولكن هذا التجريم تم أخذه بواسطة التعذيب الشديد، بما في ذلك تعذيب سامر العربيد الذي تم علاجه وهو في حالة خطرة وفاقد للوعي بعد ضربه من قبل المحققين. ويبدو أن الكشف عن هذه التعذيبات كان يجب منعه. 

بعد اطلاق سراح جرار من الاعتقال السابق قالت لعميره هاس إن التجربة الصعبة في شهور الاعتقال هي وفاة والدها، كنعان، الذي منعت من المشاركة في جنازته (“هآرتس”، 8/3/2019). في هذه المحادثة ذكرتها ابنتها سهى بأنه عشية اعتقالها قامت بزيارته في المستشفى واحضرت له أكلة بازلاء طبختها. في هذه المرة كان هذا نبأ وفاة سهى نفسها الذي كان ينتظر جرار، التي يريدون منعها من المشاركة في جنازتها. هذا أمر لا يجب المرور عليه مر الكرام. ومحظور أن تمر به جرار مرتين. اذا كان يمكن اعطاء اجازة للقاتل المقيت والعنصري عامي بوبر فيجب السماح للمحاربة من اجل الحرية، جرار، بدفن ابنتها وتوديعها بكرامة انسانية.

جرار هي ثائرة نسوية، ناشطة اجتماعية، مناهضة للكولونيالية ومن الكبار الذين حصل عليهم الشعب الفلسطيني، وهي معروفة وتحظى بالتقدير من قبل المجتمع الدولي. حتى بدون أي صلة بموت ابنتها يجب اطلاق سراحها من المعتقل السياسي الذي توجد فيه، والذي سينتهي على أي حال بعد ثلاثة اشهر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى