ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس – هل نحن عنيفين

هآرتس – بقلم  عميره هاس – 25/8/2020

” إن غض النظر الممنهج من قبل الشرطة على المهاجمات المتواصلة للمستوطنين ضد الفلسطينيين وحقولهم وأملاكهم ليس سوى صفعة يوجهها المجتمع الاسرائيلي ضدهم مرة تلو الاخرى “.

في لحظة معينة كنت أنوي الكتابة بأنني أبارك كل لكمة يوجهها شرطي يهودي لمتظاهر يهودي في شارع بلفور، ولكني تراجعت. رجالالشرطة العنيفين، الذين وسائل اعلام التوجه العام مصدومة جدا منهم، يقفون على نفس التسلسل مع المغتصبين بشكل جماعي ومع المغتصبين الافراد الذين يمارسون التحرش الجنسي ومع معلمات رياض الاطفال اللواتي يسئن للاطفال الصغار ومع المتنمرين على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد تراجعت لأن الحبكة الروائية في البحث عن جملة افتتاحية للمقال (“أنا أبارك كل لكمة” أو ما شابه) لا تسري على كل حلقات السلسلة.

جميعهم لهم صلاحيات ويتحلون بقوة الذراع، ويستخدمون العنف من اجل الاضرار والتسبب بالألم للآخرين لأنهم يستطيعون، من اجل الشعور بأنهم اقوياء ومتفوقين، من اجل التخويف والاسكات، ومن اجل الاستمتاع. يجب أن لا ننسى هذا البعد. الاستمتاع والرضا هما مكون مهم في اظهار التفوق، في عملية ايلام الآخر. العبارات الصادمة تشجع: من المظاهرات التلقائية ضد ثقافة الاغتصاب والاستخفاف باعمال الاغتصاب والتحرش وحتى الادانة في وسائل الاعلام التي تدخل الشرطة الى حالة دفاع. الصدمة تدل على صحة المجتمع.

هذا من جهة. ومن الجهة الاخرى، الصدمة من عنف الشرطة في بلفور مفاجئة. ولمزيد من الدقة هي أمر صادم. هي تظهر أن المجتمع في اسرائيل لا يدرك كم هو غارق عميقا في ثقافة التفوق، والاحقية منذ الولادة والحق من السماء لاستخدام القوة من اجل تحقيق الرضا، والحصول على أصول وقوة عمل رخيصة ومطيعة. أو مرة اخرى اذا اردنا التدقيق، المجتمع في اسرائيل يعيش في نفي عن وعي: هو يرفض استيعاب ابعاد العنف الذي يقوم بتطويره. ونحن لا نقصد فقط عنف الشرطة ضد الفلسطينيين في شرقي القدس أو ضد الفلسطينيين من مواطني اسرائيل. 53 سنة من الحكم العسكري، الشرطي والشباكي لخمسة ملايين شخص تقريبا، هي بالضبط هكذا: عنف. تفوق. استمتاع بالعنف والتفوق. كل بلاطة في كل بيت، في كل مستوطنة، هي بالضبط هذا: عنف وقح، متواصل، عنه تدافع صبح مساء ألوية واجيال من اولادنا المسلحين والمدللين.

في اطار الدفاع عن العقارات، هم يذهبون الى تنفيذ اعتقالات كل ليلة، بما في ذلك اعتقال القاصرين. يلقونهم على ارضية الجيب ويكبلونهم ويعصبون عيونهم. في 50 في المئة من الحالات يقومون بضرب القاصرين، هنا صفعة وهنا ركلة وهنا دفعة. لأنهم يستطيعون.

افتحوا موقع بتسيلم، وقناة “تقارير”، وستجدون هناك عدد من الامثلة على الركلات والسخرية والمعاملة السيئة لاشخاص يرتدون الزي الرسمي. اجل، أنا اعرف. دعاية اليمين نجحت. بالنسبة لكم، شهادة لعربي حول مهاجمته التي هي غير موثقة في فيلم كامل عن الحادثة من كل الزوايا ومرغوب فيه في الهاتف الذكي للجنود أنفسهم، غير مهمة. بالمناسبة: ايضا هذا عنف، أن تصدق الحاكم صاحب القوة. أن تصدق القوي الذي هو نحن.

مع ذلك، ربما أن نفس اللكمة قد ايقظت شيء ما في جهاز النفي الجماعي، وسترون العلاقة التي بينه وبين العنف الروتيني للجنود، الذي فقط حفنة صغيرة منه تصل الى “بتسيلم”، ليس قتل وليس اصابة بالغة، مجرد عنف عادي على هامش الطريق. لأنهم يستطيعون.

اقفزوا من هناك الى موقع آخر للاشخاص الجيدين، لـ “يوجد حكم”، وستقرأون الاحصائيات: احتمال أن شكوى فلسطيني على عنف جندي، مورس ضده، تقود الى تقديمه للمحاكمة، هو 0.7 في المئة. وهل هناك حاجة الى التذكير كم من المواطنين الاسرائيليين، اليهود، الذين يتعرضون للفلسطينيين ويمسون بحقولهم، هم محصنون في معظم الحالات ضد التحقيق الشرطي والتقديم للمحاكمة؟.

من كانون الاول الماضي حتى 10 آب 2020 احصت الامم المتحدة 163 حالة مهاجمة من قبل اسرائيليين – يهود، الذين جاءوا من مستوطنات ضد فلسطينيين، منها 49 مهاجمة جسدية انتهت باصابة وكدمات. 114 مهاجمة هي ضد البساتين والمحاصيل والحقول وأملاك الآخرين. ماذا نسمي غض النظر الممنهج لهذه الهجمات اذا لم يكن صفعة يوجهها المجتمع الاسرائيلي مرة تلو الاخرى؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى