ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عميره هاس  – هذا ليس خطأ

هآرتس – بقلم  عميره هاس  – 27/6/2021

” الجنود لم يكونوا ليقتلوا أو يصيبوا المتظاهرين الفلسطينيين لو أنهم لم يكونوا يشعروا بالحماية من قادتهم “.

الجيش الاسرائيلي يعلم ويدرب جنوده جيدا. ضباطه يتم ابلاغهم باستمرار، وهم يقومون بابلاغ الجنود ويجرون محادثات توجيه قبل وبعد تنفيذ أي مهمة. قتل واصابة متظاهرين فلسطينيين لا تعتبر اخطاء. ولو أنها كانت اخطاء محددة لكانت العبر سيتم تعلمها ولكان تم وقفها منذ فترة. اطلاق النار على الفلسطينيين غير المسلحين هو جزء من التراث غير الحربي، الذي يتربى عليه اجيال من الجنود الاسرائيليين الذين هم على قناعة بـ “بطولتهم”. التصريح بقتل واصابة غير المسلحين يتم اعطاءه في اطار تدريب الجنود واثناء قيامهم بدورهم كجيش الدفاع عن مشروع الاستيطان.  

الجنود متمكنون بشكل جيد من السلاح والذخيرة الموجودة بحوزتهم. يعلمونهم متى يجب وقف اطلاق النار ومتى يجب الاطلاق. متى وكيف يتم التصويب على الجزء العلوي ومتى يتم التصويب على الجزء السفلي. متى وكيف يتم استخدام سلاح قاتل ومتى وكيف يتم تحويل السلاح غير القاتل الى سلاح خطير. لذلك فان الدروس من سلوك الجيش في الاشهر الاخيرة اثناء قمع الاحتجاج ضد اقتحام مستوطني افيتار لجبل صبيح، واراضي قرية بيتا وقرية قبلان وقرية يتما، هي:

  • الجنود الذين قتلوا اربعة من سكان بيتا في اربعة ايام منفصلة من المظاهرات، واصابوا عشرات المتظاهرين بالنار الحية، كانوا ينوون أن يصيبوا باصابات بالغة اذا لم يقتلوا. تدريبهم والسلاح الذي بحوزتهم يدللان على ذلك. 
  • هم لم يكونوا ليطلقوا النار كي يقتلوا أو يصيبوا بدون موافقة مسبقة وبأثر رجعي من قادتهم.
  • الجنود وقادتهم ينامون جيدا في الليل حتى بعد قتل واصابة فلسطينيين تظاهروا ضد اقتحام عنيف لاراضيهم. وحتى زوجاتهم وآباءهم ينامون جيدا.
  • الجنود يزيدون الطين بلة. فهم يقومون باقتحام مناطق زراعية مفلوحة من اجل الدفاع عن المستوطنين الغزاة. تخيلوا ماذا كان سيحدث لشرطي فلسطيني مسلح يدخل الى كرم عنب تابع لمستوطنة بسغوت تمت زراعته على اراضي تمت سرقتها من سكان البيرة. 
  • من بيانات المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي حول ثلاثة من بين حوادث القتل الاخيرة في بيتا يتبين أن المتظاهرين الذين تم اطلاق النار عليهم وقتلوا لم يشكلوا أي خطر على حياة الجنود مطلقي النار و/أو المستوطنين الاسرائيليين الذين كانوا مسلحين بجانبهم. كيف عرفنا ذلك؟ في حالة واحدة وهي حالة عيسى برهم (43 سنة)، المحامي في مهنته في النيابة العامة في سلفيت والذي كان ينوي اخلاء مصابين، لا يوجد أي بيان من الناطق بلسان الجيش في ذاك اليوم حول المظاهرات وحول القتيل. وبالنسبة لزكريا حمايل، معلم اللغة العربية (26 سنة)، ومحمد حمايل، الطالب في الثانوية (16 سنة)، كتب في بيان المتحدث بلسان الجيش بأنه على علم بادعاء الفلسطينيين عن وجود قتلى. لو أن أحد الجنود شعر بأدنى قدر من الخوف على حياته أو جسده لكان الامر قد تم تضخيمه في بيان المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، والقول بصورة محددة، وليس عامة، بأن حياة الجنود كانت في خطر.
  • بخصوص القتيل الرابع، احمد بني شمسة، الطالب في الثانوية ايضا، تم الادعاء بأنه ركض نحو أحد الجنود وألقى عليه جسم انفجر، “المشتبه فيه بأنه عبوة”. المتحدث بلسان الجيش لا يقول بصورة صريحة إنه كان يوجد خطر على حياة الجندي. هو ايضا لم يشر الى ماهية هذا الجسم (هل هو مفرقعات أو زجاجة حارقة أو عبوة من انتاج محلي). ما هي المسافة بين الجندي وبينه، هل هي 20 متر، 100 متر؟ وما هو الفرق في الارتفاع بينهما؟ الجنود يعرفون أنه مسموح لهم اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على مصابين وطواقم طبية، واطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط على المنقذين وسيارات الاسعاف التي تقوم بنقل المصابين. المتحدث بلسان الجيش قال إن هذا لم يحدث بصورة متعمدة. اسمحوا لي التشكيك في ذلك. لو أنه لم يكن أي غمز واشارات من فوق بأنه مسموح التشويش على عملية انقاذ المصابين والمس بالطواقم الطبية لما كانت هذه العمليات تكررت في أي عملية قمع لنشاطات احتجاج فلسطينية. 
  • اطلاق النار الحية على الجزء العلوي من اجسام المتظاهرين هو جزء من الاجراءات لأنه يستهدف تخويف وردع متظاهرين آخرين ووقف الاحتجاج في بيتا. ومن اجل ارضاء غزاة افيتار ويبقوا سعداء. اطلاق النار كما يتضح لا يعتبر ردع.
  • المتظاهرون في بيتا والقرى الاخرى هم ابطال. فهم بأجسادهم يريدون منع المزيد من التمدد وابتلاع اراضيهم. هم يعرفون أنه يوجد للجنود شيك مفتوح لازهاق حياتهم. مع ذلك، هم يواصلون التظاهر والانتشار على السلاسل الحجرية على الجبل وفي حقول الزيتون. 
  • ابطال ايضا هم طواقم الهلال الاحمر الفلسطيني والمتطوعون لانقاذ المصابين.
  • الطوبوغرافيا هي بصورة واضحة لصالح الجنود والاسرائيليين المسلحين. هم يوجدون على اعلى قمة الجبل. المتظاهرون غير المسلحين أو المسلحين بحجارة رمزية واطارات والعاب نارية ينزلون الى الوادي من تلال اخرى وينتشرون على سفح الجبل، وبعد ذلك يصعدون نحو البؤرة الاستيطانية وهم مكشوفون امام تصويب البنادق. 
  • الجنود هم الذين يحددون المسافة بينهم وبين المتظاهرين والفرق في الارتفاع. لو أنهم أرادوا تقليص الاحتكاك ومنع الخسائر في الارواح والمصابين في اوساط الفلسطينيين لكانوا انتشروا حول البؤرة نفسها قرب اطراف التلة المنحدرة التي يصعب تسلقها. وكان يمكنهم الوقوف في سياراتهم المحصنة في المقاطع البعيدة عن المتظاهرين الموجودين في الطرق الزراعية التي توجد بين الحقول. 
  • الجنود يستمتعون بالاثارة. والاثارة هي أن تقوم بالقنص والاصابة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى