ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس – كذبة نتنياهو تذكر بأن الفلسطينيين، مواطني اسرائيل بالذات توجد لهم قوة

هآرتسبقلم  عميره هاس – 14/1/2021

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قام بالتمييز بين العربالجيدين والعرب السيئين، بمساعدة رئيس بلدية الناصرة الذيأحسن أداء الدور الذي تم اعداده له. والشرطة أوضحت ما هيقيمة وعد نتنياهو بـعهد جديد.

لينفي ذلك بقدر ما يريدالدافع النفعيالدعائي لبنيامين نتنياهواثناء زيارته في الناصرة وأم الفحم أمس والطيرة قبل ذلك، شفاف وغير ذكيالى درجة أنه محرج. من جهة اخرى، نيته وقدرته على تحريضالعربالجيدينوالمتجسدين في رئيس البلدية علي سلام، ضدالعرب السيئين،القائمة المشتركة ورؤسائها، ليست خالية من الذكاء. هذا ذكاء بأسلوبالمستشارين الشرقيين، الذين معرفتهم بالمجتمع الفلسطيني على جانبيالخط الاخضر، مشكلاته وازماته الداخلية تحت نير الحكم الاسرائيلي، تمتجنيدها من اجل تطوير أداة السيطرة والاضطهاد.

علي سلام لعب الدور بشكل جيد في السيناريو الاستشراقي، وردعلى نتنياهو بأقوال متملقة ومحرجة: “توجد انتخابات بعد قليلما فعلهرئيس الحكومة لم يفعله أي أحد، قال لضيفه الرفيع، حسب تقريرواللاه“. واضافحياتنا لم تكن افضل مما هي عليه الآن. ولو أنك لم تكن في زمنالكورونا لما عرفت ماذا كنا سنفعل. أنت تهتم بجميع السكان، ولا يهمك اذاكانوا عرب أو يهود. ومع كل الفوضى أنت ايضا تصنع السلام“. علي سلامدخل بارادته واختياره الحر في حذاء المحرض ضده عندما استخف بالعدوالمشترك: “في القائمة المشتركة لم يفعلوا أي شيء. كل المجتمع العربي خابأمله مما قدموه ومما فعلوه ومن تعاملهم مع ناخبيهم“.

هناك حنكة ايضا في الرسالة شبه المفتوحة التي نقلها رئيس الوزراءالى سكان الناصرة والفلسطينيين مواطني اسرائيل الآخرين: انتخبوني،انتخبوا الليكود، ولا تنتخبوا القائمة المشتركة، وسيكون وضعكم افضل. بدونعلاقة مع لوائح الاتهام ضده فقد فعل ما يفعله بشكل عام من يتنافسون علىرئاسة الحكومة: لقد عرض رشوة انتخابات على جمهور واسع، الذي حتىالآن فقط آلاف معدودة منه اعتادوا على التصويت لحزبه. ايضا هنا عليسلام اثبت أنه فهم جيدا الرسالة وقال لرئيس الحكومة: “كيف تتعامل معايلي باردا، رئيس بلدية مغدال هعيمق، تعامل ايضا هكذا مع جميع رؤساءالسلطات العربية. طلبي هو أن تتعاملوا معنا وتعطونا. أنا أعدك بأنناسنؤيدك“. علي سلام يمكنه حينها القول لسكان الناصرة: أنا سأجلب لكمميزانيات حكومية لا يستطيع جلبها أي رئيس بلدية مؤيد للقائمة المشتركة.

إن وعد نتنياهو بأنعهد جديد قد بدأفي العلاقة بين اليهودوالفلسطينيين سكان اسرائيل يتناقض مع اقوال الاستخذاء التي قالها عليسلام والواقع الرائع الذي وصفه فيها (“حياتنا لم تكن افضل مما هي عليهالآن“). من اجل ماذا نريد عهد جديد اذا كان الحاضر هو بهذا القدر منالجودة؟ ولكن في حملات انتخابية لا يدخلون الى تفاصيل كهذه. وقيمة الوعدبـعهد جديداظهرتها مهاجمة رجال الشرطة لاعضاء القائمة المشتركةالذين تظاهروا ضد زيارة نتنياهو.

نتنياهو اعتذر مرة اخرى على اقواله في العام 2015 بأنالعربيتدفقون بجموعهم نحو صناديق الاقتراع“: في المرة الاولى كان ذلك بعدبضعة ايام على الانتخابات في نفس السنة، كما يبدو ليس بدون علاقةبتوبيخ ادارة براك اوباما وبعد أن حققت هذه الاقوال التحريضية هدفها. أمس، في الناصرة، قال إنه كان يريد التحذير من التصويت للقائمةالمشتركة. موقفه واضح: عندما يكون الفلسطينيون مواطني اسرائيل موحدينفهذا سيء لدولة اسرائيل. وعندما يربطون بين وضعهم كمواطنين من درجةمتدنية وبين تاريخ الطرد في 1948 وبين مصير الفلسطينيين في قطاع غزةوالضفة الغربية، فهذا فظيع. وعندما يكونون منقسمين ويدفنون كل السياقاتالسياسية والتاريخية، مثلما يفعل سلام، فهذا جيد لاسرائيل ويمكن أن يكونجيدا ايضا لعدد منهم.

مواطنو اسرائيل العرب يجب أن يكونوا جزء كامل ومتساو فيالمجتمع الاسرائيلي، قال نتنياهو، وكأنه ليس في فترة ولايته تم سن قانونالقومية الذي يرسخ ويشدد التمييز البنيوي الذي استمر لسنوات. لا يمكنتصديق أن نتيناهو هو هكذا. ولكن في نفس الوقت كذبه هو تذكير بأنه يوجدللفلسطينيين في اسرائيل قوة سياسية واجتماعية لأنهم مع ذلك مواطنون لهمحق التصويت ولأن الناتج القومي الخام بحاجة اليهم ولأنه يتم احتسابهم فياحصائيات المكتب المركزي للاحصاء، خلافا لابناء شعبهم الفلسطينيين فيالضفة الغربية وقطاع غزة، ولأن القوى الرئيسية التي تشكل الآن القائمةالمشتركة تحارب من اجل وجودهم وهويتهم وحضورهم، رغم أنف اسرائيليينيهود كثيرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى