ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عميره هاس – قتل متعمد …!!

هآرتس – بقلم  عميره هاس – 5/12/2021

” أنا كتبت عن الفتى امجد ابو سلطان ابن 14، من سكان بيت لحم، مرتين في هذه الزاوية. ولكن حياته القصيرة وجره الى مصرعه يستحقان اكثر، حتى لو أنه كان يحمل زجاجة حارقة “.

الجنود انتظروا في الظلام في كمين متعمد مجيء الطفل امجد ابو سلطان، ابن 14، وقاموا بقتله. من اشهر مصادر معلومات الجيش، منسقو الشباك. وحسب المتحدثين بلسان الشباك فقد ابلغ الفتى المنسق في بيت لحم بأنه ينوي القاء زجاجة حارقة، وأنه هو الذي نفذ الاعمال التي بسببها تم القاء القبض على صديقه. في مراسلة في الماسنجر التي تم العثور عليها في هاتف الفتى، كتب المنسق للطفل بأنه خلافا لصديقه الذي تم اعتقاله، بأنه فاشل ولا يعنيه.

بالترجمة الى لغة البالغين فان المنسق قد استفز الطفل ودفعه “للقيام بفعل أكبر”. لماذا استفزه؟ لماذا لم يأمر الجيش باعتقال الفتى؟. في نهاية المطاف الجيش والشرطة يعتقلون فلسطينيين حتى بسبب تصريحات وثرثرة اقل فظاظة. لماذا قتل الجنود الفتى بدلا من القاء القبض عليه بعد ذلك؟. فقط عائلة الفتى وأنا هذا يبدو لنا وكأنه ايقاع للفتى في الفخ، هل من اجل قتله؟. بهذا نحن نلفت انتباه المنظمة الاسرائيلية “آباء ضد اعتقال الاطفال”. 

من المكان الذي اختبأ فيه الجنود فانهم ربما شاهدوا امجد وفتى آخر وهما قادمان الى اطراف بيت جالا في مساء يوم الخميس، 14 تشرين الاول. كم عدد الجنود الذين كانوا هناك؟ 12؟ 8؟ 5؟ لا نعرف. كان يجب أن يكونوا قد شاهدوا الفتيان وهم ينزلون الى الوادي، بين اشجار الزيتون والصخور. وتابعوهم وهم يسيرون في الطريق، وبعد ذلك يصعدون الى اعلى باتجاه الجدار. امجد كان يضيء الطريق بهاتفه الذي يحمله، قال الفتى الآخر الذي تم القاء القبض عليه وحده. تم اعتقاله وتم اطلاق سراحه بعد بضعة ايام. امجد ايضا كان يمكن للجنود اعتقاله على قيد الحياة. هذه لم تكن مواجهة عسكرية، لم يكن هناك راشقو حجارة وملقو زجاجات حارقة ظهروا بشكل مفاجيء. 

ثلاث رصاصات اخترقت ظهر امجد. اتجاه الاطلاق كان من اسفل الى اعلى. ومن هنا نعرف طبيعة الطبوغرافيا على سفح التلة. فالجنود  كانوا في مكان منخفض والفتى في مكان اعلى، لكنه ما زال بعيد عن الجدار الذي اقيم على طول شارع الانفاق. الفتى، وظهره للجنود، كان يحمل زجاجة حارقة، اشعلها، عندها تم اطلاق النار عليه. الزجاجة الحارقة سقطت من يده، النار اشتعلت وانطفأت من تلقاء نفسها.

عودة الى الوراء. جنود مدربون ومسلحون ويتفوقون على الفتى الذي امامهم بالعدد والسن والطول والمؤهلات القتالية والسلاح، قتلوه بدلا من السيطرة. قتلوه وتجاوزوا معايير القانون الدولي، التي تسمح لمنفذي القانون والنظام بازهاق حياة شخص، الحزم المطلق والتناسب. هذا يسمى اعدام يخالف القانون.

لقد كتبت في السابق مرتين عن امجد ابو سلطان، لكن قتله المتعمد يستحق اكثر، حتى لو أنه كان يحمل زجاجة حارقة في يده. الفتى الذي  بداية حياته في زمن قصف اسرائيل لغزة، وحياته القصيرة المتبقية قضاها في بيت لحم بين الجدران والاسلاك الشائكة وابراج المراقبة العسكرية والشوارع الممنوعة والجنود الملثمون الذين صوبوا بنادقهم اثناء اقتحام الاحياء السكنية اكثر من مرة. مع ذلك كان يضحك كثيرا وله حس دعابة وصبياني، وكان يحرث بيت لحم الجبلية بقدميه وبالدراجة الكهربائية. بالفعل هو احيانا رشق موقع عسكري محصن يوجد قرب الجدار بالحجارة. وذات مرة اصيب باطلاق النار. 

كمين متعمد، نعم هو مثل اسمه: كمين استنادا لمعلومات مسبقة، على الاقل جزء مهم منها، لنفترض، نقله منسق الشباك في حينه في منطقة بيت لحم، الذي كان اسمه الكابتن وسام أبو ايوب. الكابتن، مثل منسقي شباك آخرين، لديه صفحة نشطة في الفيس بوك، بواسطتها اعتاد على التوجه لرعاياه مباشرة وكتابة التهنئة والاهتمام بسلامتهم. في ردودهم، يجب القول، الرعايا بالاساس يستخفون ويشتمون. في هذا النشاط تراسل الكابتن أبو ايوب مع الفتى امجد ايضا، هذا بدأ بعدة ردود نشرها امجد على منشورات الكابتن صاحب الاسم المستعار وواصل بمراسلات شخصية في الماسنجر. 

الشاذون جنسيا يعرفون بأن الفتيان يكثرون من استخدام الشبكات الاجتماعية. وبالتالي، يمكنهم أن يجدوا بسهولة فريستهم. في الشباك يعرفون أن الاولاد الفلسطينيين يكثرون من استخدام هذه الشبكات، ويعرفون ايضا أن الاولاد الفلسطينيين (والبالغين ايضا) ينشرون الشتائم ضد الدولة المحتلة ومن يمثلها ويمتدحون من يعتقدون بأنه يناضل ضدها ويقوم بتحديها (مثل محمد ضيف). من لا يعرفون بنادق الزمرة العسكرية وهم غير مسجونين بين الجدران، يجدون صعوبة في معرفة ذلك. ولكن الشجارات اللفظية مع وكيل الشباك الناشط في الفيس بوك، تحرر البخار المضغوط لدى الاولاد الفلسطينيين الذين لا يفهمون عجز آبائهم وعجز القيادات السياسية.

الكابتن أبو ايوب نشر على الملأ على صفحته في الفيس بوك رقم هاتفه، 0524704465. من هذا الرقم اتصل في 15 تشرين الاول مع اسامة، والد امجد، وابلغه بأن الجيش قد قتل ابنه وأنه يحتفظ بجثمانه (لقد تمت اعادة الجثمان بعد خمسة اسابيع). لماذا لم يتصل مع الوالدين قبل ذلك؟ ولماذا لم يحذرهما مسبقا بمنع ابنهما من الوصول الى قرب الجدار؟ ولماذا كان من المهم جدا للشباك والجيش جر امجد ابن 14 الى مصرعه؟.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى