ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس – في غضون شهر، بؤرة غير قانونية جديدة ، وفيها عشرات المباني اقيمت على اراضي ثلاث قرى فلسطينية

هآرتس – بقلم  عميره هاس – 4/6/2021

في صفحة الفيس بوك لبؤرة افيطار الاستيطانية كتب أن هدفها هو منع الربط بين القرى الفلسطينية المحيطة بها. وموظفو الادارة المدنية لا يمكنهم مواكبة وتيرة البناء في البؤرة “.

في قلب منطقة في قرى فلسطينية في جنوب نابلس بنيت وتوسعت بسرعة في الشهر الماضي بؤرة استيطانية جديدة – قديمة باسم افيطار. ورغم الوقت القصير إلا أنه اصبح يوجد في المكان اكثر من اربعين مبنى. البناء المكثف يتم علنا بمبادرة حركة الاستيطان “نحالاه”، بالتمويل والمساعدة اللوجستية لها وبدعم من المجلس الاقليمي شومرون. البؤرة الاستيطانية بنيت على اراضي قرى بيتا وقبلان ويتما، قريبا جدا من بساتين الاشجار والسلاسل الحجرية لها، على التلة التي في الثمانينيات كان فيها معسكر للجيش.في مظاهرات الاحتجاج التي قام بها سكان هذه القرى ضد البؤرة الاستيطانية قتل في الشهر الماضي شابين من قرية بيتا بنار الجيش الاسرائيلي، وحوالي 25 شخص اصيبوا بالنار الحية.

دانييلا فايس، مديرة نحالاه التي وجه مستوطنو البؤرة الاستيطانية “هآرتس” اليها كمتحدثة باسمهم، قالت أمس إن مساحة البؤرة هي بضع عشرات من الدونمات حتى الآن، لكن يوجد لها امكانية كامنة للتوسع لتصل الى 600 دونم. حسب قولها، حتى الآن يعيش في المكان 42 عائلة، وفي قائمة المعنيين بالانضمام للبؤرة هناك 75 عائلة اخرى. البؤرة الاستيطانية بنيت على بعد 1.6 كم شرقي مفترق طرق زعترة. وفي صفحة الفيس بوك التي انشأتها البؤرة كتب بأنها “تمنع خلق تواصل بين قرى قبلان ويتما وبيتا”. في المقابل، تخلق تواصل ارضي بين مستوطنة تفوح غرب مفترق زعترة ومستوطنة مغدليم الموجودة على بعد 9 كم جنوب شرق المفترق.

من الادارة المدنية قيل للصحيفة بأن المباني في افيطار تم وضعها “بصورة غير قانونية بدون التراخيص اللازمة”، أي بدون قرار من مجلس التخطيط الاعلى في الادارة المدنية وبدون مخطط هيكلي منظم. من هنا لم يتم اعطاء فرصة للجمهور من اجل تقديم اعتراضات. وجاء عن الادارة المدنية ايضا بأن “انفاذ القانون سيتم في المكان طبقا للصلاحيات والاجراءات، وكذلك طبقا للاعتبارات العملياتية”.

حسب فحص اجرته “هآرتس” فان صيغة الرد هذه تعطى عندما يكون هناك شخصيات عسكرية وسياسية تتدخل بهدف منع الاخلاء، مثلما يدلل على ذلك بؤر استيطانية زراعية غير قانونية وغير مرخصة بها في شمال غور الاردن، والتي تتوسع في السنوات الثلاث – الاربع الاخيرة رغم اوامر الهدم ضدها.

دانييلا فايس اكدت على أنه تم تسليم اوامر هدم في البؤرة الاستيطانية افيطار، “ليس لجميع المباني، لأنه كل يوم تبنى مبان جديدة”. أي أن موظفي الادارة المدنية لا يمكنهم متابعة وتيرة البناء. احد سكان كريات اربع، الذي انتقل للسكن في افيطار قال للصحيفة يوم الثلاثاء الماضي: “ابناء اسرائيل خرجوا من مصر على عجل وافيطار بنيت على عجل”. هكذا، سكان قبلان وبيتا قالوا إنهم يسمعون المعدات الثقيلة وهي تعمل ليل نهار. الادارة المدنية لم ترد على سؤال “هآرتس” ما هو وضع الاراضي. حسب اقوال فايس، الحديث يدور عن اراض قيد المسح (أي أنها توجد في عملية الاعلان عنها كأراضي دولة)، داخل اراضي الولاية الجغرافية للمجلس الاقليمي شومرون. ولكن عندما ينيت القاعدة العسكرية في المكان تم اصدار أمر وضع اليد (على اراضي خاصة) لاحتياجات عسكرية. سكان القرى يذكرون آباءهم واجدادهم وهم يفلحون الارض في هذه المنطقة، ويقولون إنه منذ اخلاء القاعدة العسكرية في التسعينيات هم لم يستطيعوا البناء في المكان لأن الامر يتعلق بمنطقة ج، التي فيها اسرائيل لا تسمح للفلسطينيين بالبناء حتى في اراضيهم الخاصة.

البؤرة الاستيطانية سميت على اسم افيطار بوروفسكي، احد سكان يتسهار الذي قتل في عملية في ايار 2013. بعد قتله تم القيام بثلاث محاولات لبناء بؤرة استيطانية في المكان، في العام 2013 و2016 و2018. ولكن الكرفانات تم اخلاءها بعد فترة قصيرة على وضعها. هذه المرة وضعت في المكان في نفس الوقت كرفانات وخيام، بعد بضع ساعات على عملية اطلاق النار على الطلاب الثلاثة من المدرسة الدينية في ايتمار في 2 ايار الماضي. عندما تم الابلاغ عن موت احد طلاب المدرسة، يهودا غويتا، تقرر تسمية المدرسة على اسمه.

على سؤال “هآرتس” لماذا في هذه المرة لم تقم السلطات باخلاء المباني، قالت فايس إن الامر يتعلق بالدمج بين قرار واع للعمل بصورة مختلفة والجرأة. “اذا خاطرت واظهرت جرأة فأنت تزيد الاحتمالات. لقد قررنا بأنه انقضى عهد الكوخ في الجبل الصخري، بل كتلة، مباشرة بناء حجري، مباشرة جرافات وبصورة كثيفة”. وقالت فايس ايضا إنه فور العملية في 2 ايار كانت قوات الجيش منشغلة بالبحث عن مطلق النار، لذلك وجدت الفرصة. “هذا لا يعني أن هناك شخص معين اعطانا حرية الحركة، بل نشأ وضع والعائلات بدأت في القدوم. وبعد ذلك اندلعت الحرب” (أي، عامل آخر اشغل القوات العسكرية). فايس لم تكن تعلم عن النبأ في صحيفة “معاريف” في 11 كانون الثاني 2021 والذي بحسبه بنيامين نتنياهو اعطى توجيهاته كي يقوم مجلس التخطيط الاعلى بالمصادقة على تنفيذ بناء 400 وحدة سكنية اخرى في بيت ايل وافيطار وشفيه شومرون وفي مستوطنات اخرى. جزء من المباني في البؤرة الاستيطانية هو كرفانات تبدو قديمة، تم احضارها في الايام الاولى. واخرى تم تركيبها في المكان من ادوات مرتجلة (مثل جدران ونوافذ وخزائن وغيرها)، اضافة الى ذلك تم بناء عدة مبان من الاسمنت. هذا الاسبوع تم البدء بشق وتعبيد الشوارع الداخلية. في يوم الثلاثاء الكراج كان ما يزال في مساحة ترابية. في يوم الخميس تمت تغطيته بالاسفلت. اكوام من الالواح الجاهزة مرمية على الارض، تنتظر التركيب. خارج المدرسة والبقالة الصغيرة التي يمكن أن تتحول الى سوبرماركت، اصبحت هناك روضة اطفال فيها ملعب صغير وارض مفروشة بالعشب الاخضر الصناعي. في يوم الثلاثاء شوهد في المكان الكثير من الاطفال وعشر نساء و20 – 30 شاب، معظمهم مسلحين ببنادق أو مسدسات. ولكن حسب اقوال فايس “ليسجميعهم، يا ليت كان هناك المزيد من المسلحين”. الموقع لا يوجد حوله سور. وفايس أكدت على أن ذلك يتناسب مع فلسفتها من عشرات السنين، والتي طبقتها في مستوطنة شيلا ومستوطنة كدوميم. والتي تقول إن بناء السور يدل على الخوف والضعف. حتى جنود لم تتم رؤيتهم في موقع البؤرة في يوم الثلاثاء. وقالت فايس إنهم في بيتا. وحسب ما نشر في موقع “الصوت اليهودي” فان “وحدة الكلاب الاسرائيلية”، منظمة خاصة قاعدتها في مستوطنة تفوح، خصصت للمكان كلاب حماية ومربين للكلاب مع وسائل حماية تكنولوجية.

حسب اقوال فايس، 90 في المئة من العمل يتم تنفيذه بالتطوع، والاجر المدفوع لمن يتم تشغيلهم منخفض. “نحالاه” هي المسؤولة عن احضار المعدات الثقيلة (جرافات وخلاطات اسمنت وغيرها). في الايام الاولى لاحظ سكان القرى الفلسطينية بأن جنود بالزي الرسمي يساعدون في عملية البناء. فايس قالت إن هؤلاء جنود “شاهدوا وتأثروا من عملية بناء البلاد، الجنود احيانا يكونون في حالة ملل ويكونون فرحين اذا كانت هناك اثارة. ولكن لا حاجة الى ذلك. لأنه يوجد الكثير من الشباب الذين ينضمون الى العمل”. في عملية تمويل جماعية بقيادة تسفي سوكوت، مساعد رئيس مجلس السامرة وعضو في حزب “القوة اليهودية” والمتحدث باسم مستوطنة يتسهار، تم جمع تبرعات بمبلغ مليون و200 ألف شيكل حتى الآن.

نواة المستوطنين الذين تم تسجيلهم لافيطار هي واحدة من سبع أنوية نظمتها حركة “نحالاه”. فايس قالت إنه تنتقل الى البؤرة الاستيطانية ايضا عائلات يوجد لديها 8 – 9 اولاد (وتم تخصيص البيوت الحجرية لها، الاكبر من الكرفانات)، عائلتان من بيتح تكفا والعائلات الاخرى من مستوطنات الضفة الغربية.

الى المكان حج ويحج الكثير من المؤيدين، من بينهم حاخام صفد، شموئيل الياهو، وحاخام السامرة، اليكيم لفنون، وحاخام تفوح، شمعون روزنتسفايغ، واعضاء الكنيست ميكي زوهر (الليكود) وعميحاي شكلي (يمينا) واعضاء حركة بني عكيفا. في نهاية الاسبوع هناك مخطط لاقامة استضافة جماعية لمئات المؤيدين. سكان القرى الفلسطينية دعوا لاجراء مظاهرة جماهيرية اليوم ضد البؤرة. عضو الكنيست موسي راز توجه لوزير الدفاع بني غانتس في اليوم الذي تم الاعلان فيه عن اقامة البؤرة وطلب الاخلاء الفوري لها من اجل منع التصعيد. أمس سافر الى قرية يتما من اجل “طلب اذن من اصحاب الاراضي القانونيين للذهاب من اجل رؤية ما يحدث في اراضيهم وتقديم العزاء لهم”. وقال للصحيفة إن رسالته لغانتس، التي حذرت من الجريمة، “حصلت على تجاهل مطلق ولم تتم الاجابة عليها حتى الآن. المستوطنات هي جريمة حرب من المحظور غض النظر عنها”.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى