ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس – عندما تكون اسرائيل مهددة

هآرتس – بقلم  عميره هاس– 7/3/2021

الحديث عن احتلال حماس للضفة الغربية يتجاهل الاحتلال الاسرائيلي القائم، وهو يعتبر اخفاء وتجاهل للواقع “.

عنوان في موقع “هآرتس” في 26 شباط الماضي، يرسم واقع متخيل. “في الوقت الذي تهدد فيه حماس بأن تحتل في الانتخابات ايضا الضفة، فانهم في اسرائيل ينظرون الى اماكن اخرى”. هذا هو العنوان لتحليل عاموس هرئيل، الذي يتناول في جزئه الاول خوف شخصيات كبيرة في اسرائيل من فوز حماس في الانتخابات. هذا عنوان يلخص جوهر المقال الاساسي. وبدون التواء يعبر عن ادراك مشوه للواقع. هيا نقوم بفحصه:

الاحتلال: “بحد ذاتها، استخدام هذه الكلمة في سياق الانتخابات الفلسطينية، غير اشكالية. وقد سبق وجرى في احداث اخرى. مثلا عنوان في “ذي ماركر” في العام 2019 عن الهند: “مع تريليون ونصف دولار ومحاربة للفساد، مودي احتل صناديق الاقتراع”. وعنوان في “هآرتس” في 2012: “الشعر الاشقر لستاف شبير احتل صناديق الاقتراع”. ولكن في عنوان مقال هرئيل، الاحتلال هو لمنطقة جغرافية وليس لصناديق الاقتراع. بهذه الصياغة، الجذر “احتل” هو اشكالي. الادعاء بأن مجموعة معينة من الشعب الفلسطيني “ستحتل” منطقة فلسطينية، هو ادعاء يخفي حقيقة كون أن هذه المنطقة تقع تحت نظام عسكري اسرائيلي منذ 53 سنة.

“ايضا الضفة”. أي أن حماس ستحتلها اضافة الى قطاع غزة، الذي كما هو معروف، “احتلته” منذ فترة. بعد أن تم تفكيك المستوطنات وقواعد الجيش الاسرائيلي في العام 2005، تحول القطاع الى منطقة واحدة متواصلة، لكنها اصغر بكثير من الضفة (365 كم مربع مقابل 5879 كم مربع). صحيح أن الضفة الغربية، حسب الخطوط التي ستوجه محكمة الجنايات الدولية في تحقيقها في جرائم الحرب والابرتهايد، تشمل شرقي القدس والمناطق الفلسطينية غرب جدار الفصل ومناطق ج والمستوطنات. هل هذه هي الضفة التي ستحتلها حماس؟ المقارنة التي جرت هنا بين الضفة الغربية وقطاع غزة تولد انطباع كاذب عن منطقة متواصلة وموحدة. المقارنة تخفي العملية البيروقراطية، التخطيطية والعسكرية العنيفة، التي فيها تركز اسرائيل الفلسطينيين داخل حدود مستوطنة، وتضم بالفعل نحو 61 في المئة من اراضي الضفة الغربية. قطاع غزة هو نموذج الجيب، الذي يتم استنساخه بنسخ مصغرة في الضفة.

“حماس تهدد بالاحتلال”. تهدد من؟ احتلال من من؟ الجيش الاسرائيلي هو الجهة ذات السيادة في كل اراضي الضفة الغربية، بما في ذلك جيوب مناطق أ. يوجد له وللشباك ولتوابعهم (الشرطة والادارة المدنية والمستوطنات) صلاحيات غير محدودة وغير مقيدة للعمل ضد الفلسطينيين في كل هذه المنطقة، مع أو بدون حماس. عندما يتجاهل العنوان هذا الاحتلال الحقيقي فان القدرة والقوة المرعبة لهذا التنظيم الفلسطيني يتم تضخيمها الى ابعاد خيالية ومخيفة. النص نفسه يتحدث عن “مناطق تقع تحت السيطرة المباشرة وغير المباشرة” لاسرائيل. هذا اعتراف بوجود الجيوب. مع ذلك، تعريف “سيطرة غير مباشرة” هو تعريف مضلل. لأن اسرائيل هي التي تقرر حصص المياه وتقيد حرية الحركة وتكبح الاقتصاد الفلسطيني وتحدد من سيكون في سجل السكان الفلسطيني، وهل ستسمح لمحاضرين من الخارج بالتعليم في الجامعات الفلسطينية، ولمن ستسمح وما شابه.
من جهة اخرى، الفلسطينيون في المقال يعتبرون بصورة غير مباشرة “جيران”. هرئيل يأمل “أن لا تجد اسرائيل نفسها في حذاء الاتحاد السوفييتي سابقا، الذي قام بغزو جيرانه في الخمسينيات والستينيات” (هنغاريا وتشيكوسلوفاكيا). بدون الاستخفاف بقوة التدخل السوفييتي في دول اخرى فان عرض الفلسطينيين في جيوبهم كـ “جيران”، وليس كمجموعة سكانية محتلة، ايضا هو خاطيء ومضلل، ليس فقط من قبل كُتاب اسرائيليين. فمحمود عباس ورجال آخرين في السلطة ايضا، الذين يدركون واقع الجيوب الى درجة رؤيتها كمنطقة تقع تحت سيادتهم، يفشلون في كل مرة ويعرفون بهذا الشكل انفسهم وشعبهم، بالنسبة لاسرائيل.

خالد مشعل وصالح العاروري من مواليد الضفة الغربية، ويعيشان في المنفى. هما، كتب هرئيل “يعتبران سيطرة سريعة على الضفة خطوة حاسمة في تطور منظمة حماس”. مرة اخرى “الضفة”. ماذا – حماس ستسيطر على بيت ايل ومعاليه ادوميم والمسجد الاقصى والمناطق التي تقع خلف جدار الفصل؟ اعضاء حماس في الضفة الغربية يخافون التنافس في الانتخابات ولا ينظمون تجمعات علنية حتى لا يتم اعتقالهم من قبل اسرائيل. طلاب يتم اعتقالهم في كل اثنين وخميس. اذاً أي سيطرة ستكون، حتى لو اصبحت حماس هي القائمة الاكبر في البرلمان الفلسطيني؟ اذا كان مشعل والعاروري مقطوعان حقا عن الواقع فانه يوجد لمنظمتهما مشكلة كبيرة جدا.

صحيح أن حماس، كقوة سياسية، تريد أن تزيد قوتها من اجل أن تصبح القوة الرائدة في القيادة الفلسطينية العامة. ومن اللحظة التي قررت فيها حماس أن تصبح حكومة، فان الانتخابات هي وسيلة حيوية من اجل الحصول على الشرعية الشعبية. اخفاقات فتح هي محرك منطقي للناخبين من اجل تفضيل حماس، شريطة أن يتجاهلوا الخطوات العقابية التي ستتخذها اسرائيل ضد الجميع بسبب هذا التفضيل. ولكن ايضا رفض اسرائيل الحازم للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني على وطنه (حتى حسب برنامج الحد الادنى لياسر عرفات ومحمود عباس) يدفع الناس لتأييد من يبدو لهم أنه سيواجه بشكل افضل الاحتلال الاجنبي. النظرة الى اسرائيل وكأنها ترد فقط على “تهديد حماس” وعلى اعتبارات تصويت الفلسطينيين كأمور مفصولة عن السيطرة المعادية الاسرائيلية، تعتبر استمرار لاخفاء الواقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى