ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس – شظية في الرأس

هآرتس – بقلم  عميره هاس – 6/6/2021

ايهاب دواهيدي، احد سكان غزة، يتم علاجه في مستشفى المقاصد في شرقي القدس. وهو مشلول في جزء من جسمه. شظية اصابت رأسه اثناء انتظاره لقصف الجيش الاسرائيلي لمنزل عائلته. وهو الآن يتواصل بالاشارة عن طريق اصبعه والضغط بيده “.

بابهام اليد اليمنى اشار ايهاب دواهيدي بأنه على ما يرام. عندما احتاج الى شيء ما ضرب على طرف السرير الذي يوجد في العناية المكثفة في مستشفى المقاصد في شرقي القدس. ايضا فعل ذلك باليد اليمنى لأن الجزء الايسر من جسمه مشلول. بعد ثمانية ايام على بداية العملية في غزة أصيب اصابة بالغة بشظية صاروخ اسرائيلي.

قلائل أملوا في أن يعيش أو يستعيد وعيه. الشظية اصابت رأسه. “دماغه خرج الى الخارج”، قال في الاسبوع الماضي شقيقه جهاد، الذي رافقه من القطاع الى القدس. “أخونا احمد، الذي كان بجانبه، بشكل تلقائي قام بتغطية الجرح والثغرة في الرأس وضغط على دماغه واستدعى سيارة اسعاف. بعد ذلك فقد احمد الوعي. وشقيقنا أمجد، الصيدلي، قام بربط قميص على رأس ايهاب، وفي سيارة أحد الاصدقاء تم نقله الى مستشفى الشفاء”.

بالنسبة لعائلة الدواهيدي الحرب لم تنته. فايهاب (35 سنة) هو المدير المسؤول لمختبرات عيادة “الاونروا” في شارع النصر. ورغم الخطر المحدق به استمر في الذهاب الى عمله حتى اثناء العملية. هو وزوجته رغدة الحامل، لهما ابنة وولدين، ليان (9 سنوات) ومحمود (8 سنوات) وكريم (5 سنوات). الصور التي قامت العائلة بارسالها يظهر فيها ايهاب وهو يحتضن أولاده ويضع نظارات مع اطار أسود، وابتسامته تظهر فرق بين اسنانه الامامه.

“أبي وأمي وايهاب واربعة اخوة وعائلاتهم يعيشون في منزل مشترك يتكون من ثلاثة طوابق في حي الكرامة في شمال مدينة غزة”، قال جهاد. “في ظهيرة يوم الثلاثاء 18 ايار اتصل الجيش مع الجيران وابلغهم بأنه سيقصف منزلهم وأنه يجب عليهم اخلاءه. عائلتي لم تعرف أي شيء. وبعد بضع دقائق اتصل الجيش مرة اخرى، في هذه المرة مع جيران آخرين في بيت آخر. “نحن نرى أن عائلة الدواهيدي ما زالت في البيت، قولوا لهم بأنه يجب عليهم الخروج لأننا سنقوم بالقصف”، قال المتصل. أي أنه توجد لدى الجيش الاسرائيلي وسائل من اجل معرفة أنه يوجد اشخاص في البيت المنوي قصفه. واشخاص في بيوت مجاورة الذين يمكن أن يصابوا اذا لم يقوموا باخلاء منازلهم. أحد الجيران قام بالاتصال مع ابناء عائلة الدواهيدي لتحذيرهم. “جميعنا خرجنا على الفور من البيت”، قالت بالهاتف رغدة يوسف، زوجة ايهاب، بصوت منخفض وضعيف.

صاروخ تحذير من طائرة مسيرة تم اطلاقه على سطح بيت الجيران. بعد ذلك، في الساعة الواحدة والنصف، تم قصف البيت بصاروخ آخر. بناء على ذلك يستنتجون أنه كان يعيش فيه شخص له منصب في ذراع عسكري معين. عائلة الدواهيدي رأت بعد ذلك أن بيتها قد تضرر ايضا. ثغرات في الجدران والزجاج تهشم وخزائن واعمدة ستائر اقتلعت من مكانها. ولكن كل ذلك تقزم ازاء اصابة ايهاب. لقد تم استدعاء ايهاب للمجيء فورا الى الحي بعد مكالمة التحذير من الجيران. هو وبعض اخوته انتظروا القصف وهم في الشارع. “على بعد 400 متر عن البيت”، قدر جهاد. ايهاب أخذ ساتر بين بعض الاشجار، لكن الشظية اصابته  بالتحديد هناك.

“في الطريق توقف نبضه”، قال جهاد الذي سمع من شقيقه ماجد عن رحلة الستة كيلومترات الى مستشفى الشفاء. “عيناه استدارت وأمجد بدأ يعطيه تنفس اصطناعي. في الطريق التقوا مع سيارة الاسعاف والطاقم الطبي استمر في عملية الانعاش. في المستشفى اعلنوا أنه شهيد. أخي تناقش معهم وقال إن هذا غير صحيح. في نهاية المطاف قاموا باجراء عملية جراحية له، وبقي 72 سنة تحت التخدير. وقد وجدوا نزيف في الدماغ، وتم ادخاله مرة اخرى الى غرفة العمليات. لم نقم بابلاغ أبي وأمي عن خطورة وضعه. فقد خفنا عليهما وفضلنا أن لا يأتيا. ولكني أمس صممت وجاءت بعد حوالي اسبوع. وعندما امسكت يده عاد الى الوعي للمرة الاولى. لقد ضغط على يدها. وعندما سألناه اذا كان يريد منا احضار الاولاد اشار بالرفض باصبعه اليمنى”.

ايهاب حصل من اسرائيل على تصريح للخروج من القطاع والذهاب الى المستشفى الفلسطيني في القدس. وقد تم رفض طلب شقيقه الصيدلي وعمه من اجل مرافقته. وبعد يومين اعطي تصريح مرافق لشقيقه جهاد، الذي كان يخدم (في العام 2007) في حرس الرئاسة في السلطة الفلسطينة. “تصريحي جاء متأخر، في مساء يوم الاربعاء. وفي اليوم التالي، 28 ايار، خرجت”، قال. “الشوارع من غزة الى حاجز ايرز كانت مدمرة بسبب القصف. وسيارة الاسعاف قفزت واهتزت. شاهدت أن أخي يتألم رغم أنه كان فاقدا للوعي. ايضا أنا تألمت من قفز سيارة الاسعاف”.

في حاجز ايرز تم نقل ايهاب من سيارة الاسعاف الغزية الى سيارة اسعاف المقاصد مع لوحات ترخيص صفراء. رجل أمن اسرائيلي فحص جسمه بجهاز الفحص. وفي الطريق الى القدس مرت سيارة الاسعاف قرب قرية برقة، قرية عائلة الدواهيدي، التي هاجمها لواء جفعاتي في أيار 1948. والد العائلة ترعرع في مخيم خانيونس للاجئين. وفي السبعينيات سافر لتعليم الرياضيات في السعودية. وهناك ولد ايهاب وعدد من اخوته. في الاسبوع الماضي اجريت لايهاب عملية اخرى من اجل علاج التهاب تطور لديه. وفي الاسبوع القادم سيتم زرع عظمة في الجمجمة. “وضعه تحسن”، أكد جهاد أمس. “هو لا يتكلم، ربما قال بضع كلمات. ولكنه يفهم ويرد. والآن نصف جسمه مشلول”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى