ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس – خمس قراءات في محاضر لجنة الخارجية والامن

هآرتس – بقلم  عميره هاس – 15/9/2020

هناك عدة طرق لقراءة محاضر لجنة الخارجية والامن، منها طريقة التجاهل وطريقة اعتبارها مادة تعليمية للمنافسة بين بيروقراطيين على الموارد أو اعتبارها درس في السادية أو كمادة مساعدة في اعداد دلائل مجرمة في محكمة الجنايات الدولية على ارتكاب جرائم الكولونيالية والابرتهايد“.

توجد عدة طرق لقراءة محاضر لجنة الخارجية والامن بانعقادها كلجنة فرعية لتوسع المستوطنات. يمكن للجميع الاطلاع عليها (“هآرتس”، 13/9). احدى الطرق هي عدم الاهتمام. بعد كل شيء ماذا يهم نقاش لا يتناول الاوصوليين أو اغلاق الكورونا أو مستقبل رواتبنا؟ يكفي أن نعرف بأن اصدقاءنا الممتازين يعدون من أجلنا المزيد من الاراضي المخصصة للتنزه والاستجمام الرائع، والخالية من العرب.

الطريقة الثانية هي قراءتها كمادة تعليمية حول المنافسة بين اشخاص بيروقراطيين على الموارد. أي، على استخدام اموال الضرائب. ممثلو الادارة المدنية تفاخروا امام اعضاء الكنيست بانجازات المصادرة والهدم والاقتلاع في السنوات الاخيرة. رئيس الادارة المدنية، العميد غسان عليان، تفاخر بفوزه في المعركة على الاتحاد الاوروبي، لكن الميزانية غير كافية، كما قال. وقد اندهش من اقتراح عدد من اعضاء الكنيست تشكيل سلطة خاصة تعمل من اجل القيام بنفس الامور. أي، أن تهدم وتقتلع وتطرد. “أنا أوصي بدلا من هذه السلطة، أن تأتي الاموال التي يخطط لاستثمارها والموارد والكوادر الى وحدة الاشراف ويكون لدينا ثلاثين مفتش بدلا من 17 مفتش”، قال عليان.

هل نسوا في اللجنة أنه الآن توجد وزارة حكومية جديدة لشؤون الاستيطان برئاسة تسفي هنغبي تنهش بمؤخرة الادارة المدنية. في يوم الخميس الماضي خصص لوزارته 20 مليون شيكل “للبناء غير القانوني” للفلسطينيين في المنطقة ج. يتبين أن من يبددون اموال الضرائب لا يعرفون ما الذي تحدث عنه عليان في لجنة الخارجية والامن: الادارة المدنية رسمت في السابق خرائط لهذا البناء، وهي خرائط دقيقة جدا. نحن ندفع مرتين عن نفس الشيء.

طريقة ثالثة لقراءة المحاضر هي مثل درس في السادية. منتخبو الشعب يجلسون ويقدمون النصائح حول كيفية الاستمرار في التعذيب بلدغ العقرب والسوط. صادروا لهم التراكتور ومضخة المياه لسنة، قدم عضو الكنيست السابق مردخاي يوغف من مستوطنة دولب توصيته لمدير وحدة التفتيش في الادارة المدنية، ماركو بن شباط. “الخسارة المادية ستقضي على هذه الظاهرة”، شرح. بن شباط يقوم بتهدئته ويقول له بأنه يعرف كيفية فعل ذلك وفي اطار القانون.

عليان يتفاخر بالـ 42 ألف شجرة التي اقتلعتها الادارة المدنية خلال عشرين سنة (منها 7500 شجرة في السنة الماضية). هذا في اراضي الفلسطينيين التي حولتها اسرائيل مع ترسانة سطوها التشريعي الى اراض لليهود فقط تحت الاسم المغسول (“اراضي دولة”). اعضاء الكنيست غير راضين. عميت هليفي (الليكود) مندهش: 2100 في هذه السنة هي كثيرة حسب رأيك، في كل الـ 3.5 مليون دونم هذه. متان كهانا (يمينا) يستخف ويقول “هذا نصف الكأس المليئة”. شلومو كرعي (الليكود) يخمن أن هذا فقط هو ثلث الاشجار، أي أنه بقي أكثر من 80 الف شجرة يجب اقتلاعها. رئيس اللجنة تسفي هاوزر يحافظ على المجاملة: “نحن لا نقصد اشجار توجد في اراضي خاصة”، قال.

اعضاء اللجنة بالتأكيد سيفرحون جدا عند السماع عن الاحباط القادم. بمناسبة افتتاح السنة الدراسية، فانه في تجمع رأس التين في شرق رام الله، وهو هدف واحد من عدة اهداف كثيرة، صادر مفتشو الادارة المدنية 40 كرسي و24 طاولة و4 مشاتيح طوب ونحو 12 لوح صفيح تم اعدادها لمدرسة.

طريقة رابعة هي قراءة تاريخية – جغرافية: عضو الكنيست نير بركات ومئير دويتش من جمعية رغفيم، قالا إنه يوجد للفلسطينيين ما يكفي من الاراضي للبناء عليها في منطقة أ و ب (حيث أنه في نهاية المطاف لا يحتاجون الى فضاءات للتنزه فيها، أو رئات خضراء أو اراض زراعية لتطويرها). فعليا، هذا بالضبط ما تفعله اسرائيل في الثلاثين سنة الاخيرة: في حين أنها تتغنى بالسلام فان موظفيها وجنودها يحرصون على تحويل حوالي 61 في المئة من الضفة الغربية الفلسطينية (مع خصم شرقي القدس) الى اراض اسرائيلية تماما. وفيها يتم ابتلاع محميات الهنود الحمر.

الطريقة الخامسة هي اعداد المحاضر كدليل مجرم في المحكمة الدولية لجرائم الكولونيالية والابرتهايد.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى