ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عميره هاس – خمسة ايام ممحية ..!

هآرتس – بقلم  عميره هاس – 29/8/2021

” الشهادة التي سجلتها من فم البراء جابر هي كنز زاخر لفهم السهولة التي تسرق فيها المنظومة العسكرية وقت الفلسطينيين  “.

“ما الذي جاء بك الى هذا الملف؟”، سألني بدهشة القاضي العسكري، المقدم عزرائيل ليفي، في 5 آب، قبل فترة قصيرة من اطلاق سراح براء جابر من الخليل، من الاعتقال العبثي الذي مسح خمسة ايام كاملة من حياته. المقدم ليفي كان ينوي القول “هذا ملف صغير في الفيلم المتحرك للمحكمة العسكرية. نحن القضاة تعودنا على مجيء المراسلين فقط في حالات “ثقيلة” مغطاة اعلاميا ومشهورة”.

هذا هو الامر، بالضبط في ملفات اعتقال كثيرة كهذه، مجهولة وتافهة، يعلمون كيف يعمل الجهاز العسكري في خدمة مشروع الاستيطان. 

جابر (20 سنة) اتهم بحيازة سلاح وتم اعتقاله في 1 آب. ورغم الاشتباه إلا أن الجنود الذين قاموا باقتحام منزله لم يقوموا بالتفتيش. والده وأنا عرفنا أن هذا اتهام عبثي يرتبط برفض عائلته الاستسلام للمستوطنين. منذ كانون الاول 2020 يحاولون السيطرة على قطعة ارض تعود لهم في منطقة البقعة في شرق الخليل، لكن العائلة تصدهم.

هكذا، في المحكمة العسكرية قال لنا القاضي ليفي بأن النيابة العسكرية امرت قبل يوم باغلاق الملف. لذلك، تقرر عدم ارهاق الشاب واحضاره من مكان اعتقاله في سجن عصيون العسكري في بيت لحم الى المحكمة العسكرية في عوفر الموجودة على اراضي بيتونيا. بعد مرور اربعة ايام على اطلاق سراحه التقيت معه، هو شاب نحيف وطويل، وسجلت من فمه ألفي كلمة، التي هي كنز زاخر لفهم السهولة التي فيها يسرق الجهاز العسكري وقت الفلسطيني. ولكن ضيق المجال يلزمني بالقفز عن اقتحام المنزل والتحقيقات (ذكرتها باختصار في مقال في 26/8) وعن عدد المرات التي تم فيها تغيير الاصفاد التي تم تكبيل يديه وقدميه بها.

في غرفة الاعتقال، قال، كان هناك 3 – 5 شباب، من جنين والخليل ورام الله وبيت لحم. “كل يوم كنا نخرج ثلاث مرات الى الساحة لفترة قصيرة، من اجل الأكل. ولكن لا يوجد الكثير من الطعام، ايضا هو غير صالح للأكل. سمك نيء، لبن معطوب وحبز عفن. البيضة عندما افتحها تنسكب وكأنها لم تسلق. لا توجد قهوة، بل مياه. أنا اقوم بفتح الحنفية وانتظر نصف ساعة الى أن تصل المياه الباردة. الطقس حار جدا في الغرفة، لا توجد فرشات، توجد أسرة حديدية. ولكن لا يمكن النوم عليها لأنها تصدر صوت. قمنا بالنوم على الارض، فوق البطانيات. وقمت بلف بطانية لتصبح وسادة. لم يكن هناك ما يكفي من البطانيات للجميع. طلبنا المزيد من البطانيات ولكنهم لم يعطونا. من شدة الحرارة لم أتمكن من النوم. الغرفة كانت قذرة جدا. كل يوم طلبت أن يعطوني شيء لتنظيف الغرفة ولكنهم لم يعطوني. بعد ثلاثة ايام قمت بتنظيف الغرفة بقميصي. (المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي قال: “الاكل يشبه الاكل الذي يتم تقديمه للضباط في المنشأة، ايضا الأسرة والفرشات هي معدات عسكرية سليمة وحسب المعايير والطاقم يقوم باستخدامها).

“معظم الوقت بقينا في الغرفة، في حالة ملل وغضب وتعب. عرفت أنه ستكون محاكمة في يوم الخميس، مثول للمرة الاولى أمام قاض لتمديد الاعتقال”. في ذاك اليوم، الساعة 11:00 قبل الظهيرة، جاء جندي ونادى من الخارج: البراء، البراء. قلت: هذا أنا. قال لي: يلا، تعال. كل واحد يخرج من الغرفة يقومون بتكبيله. ولكن أنا لم يكبلوني. 

“اخذني الى غرفة الجنود. اجرى اتصال. عندها بدأت محادثة “زوم”. القاضي سأل: كيف أنت؟ قلت: سيء جدا. القاضي سأل: لماذا الوضع سيء؟ قلت: لأنه لحق بي ظلم. القاضي سأل: هل تريد العودة الى البيت؟ قلت: نعم. أنا مللت وسئمت. بربك. القاضي: أنت ستخرج اليوم. أنا شعرت وكأنه يستهزيء مني. لم اصدق. عندها قاموا باعادتي الى غرفة الاعتقال.

“في الساعة الثانية عندما خرجنا الى الساحة توجهت نحو الجنود الذين يوجدون في الكشك (الذي يوجد على مدخل المعتقل)، سألت اذا كان من الصحيح أنه سيتم اطلاق سراحي. احد الجنود قال إنه لا يعرف أي شيء. واصلت السؤال، وفي النهاية قالوا لي إنه اليوم سيتم اطلاق سراح خمسة اشخاص. سألته عن الاسماء وعرفت أن اسمي موجود بينها. رجعت الى الغرفة وبقيت هناك حتى الساعة التاسعة مساء.  

جابر لم يعرف أن القاضي ليفي أمر باطلاق سراحه على الفور. أي في الساعة 12:00 ظهرا. هو لم يعرف أن المحامية رهام نصرة اتصلت عدة مرات وطلبت مرارا وتكرارا اطلاق سراحه. من الساعة السادسة مساء بدأت أنا ايضا بالتحدث مع المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي. المتحدث قال بأنه يوجد خطأ بشري.

عندها جاء الجنود وقالوا لي: تعال، اطلاق سراح. عندما خرجت من الغرفة قاموا بتكبيل يدي وقدمي. اخذوني الى غرفة اخرى واعادوا لي النقود والسجائر وبطاقة الهوية. وقعت على ورقتين بالعبرية. وبعد ذلك في الطريق الى السيارة ازالوا القيود ووضعوا قيود بلاستيكية على يدي. وللمرة الاولى غطوا عيني.

السيارة العسكرية توقفت وقالوا نحن نوجد في العروب. الجندي ازال عصبة العيون، لكن لم يكن لديه سكين لقطع القيود البلاستيكية. قلت له هذا ليس مشكلة، أنا سأفك القيود. سألني كيف. أدرت يدي الى أن تحررت يدي اليسرى.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى